خزانات مياه أرضية تودي بحياة أطفال في ريف إدلب الشمالي

  • 2021/06/27
  • 10:29 ص

أطفال سوريون أمام إحدى خزانات المياه الأرضية في مخيم بريف إدلب الشرقي- 21 من حزيران 2021 (عنب بلدي)

ريف إدلب – إياد عبد الجواد

في أثناء انشغالها بغسل الملابس، سقط طفلها أحمد، الذي يبلغ عامين من العمر، بخزان مياه أرضي مشيّد من الأسمنت.

بدأت آية الحلبي (25 عامًا) بالصراخ بعد أن فشلت في إنقاذ طفلها، فتجمّع الجيران حولها لإخراج الطفل وإسعافه بشكل عاجل، إلا أنه فارق الحياة في طريقهم إلى أقرب مستشفى.

نزح الطفل أحمد من ريف حلب الغربي مع عائلته إلى قرية شلخ بريف إدلب الشرقي، ليُدفَن فيها بسبب غرقه في أحد خزانات المياه الأرضية المنتشرة داخل منازل المدنيين في القرية، ما يشكّل خطرًا كبيرًا على الأطفال.

حوادث غرق متكررة

تكثر حوادث غرق المدنيين، خصوصًا الأطفال، في الآبار والخزانات الأرضية التي تعتبر ظاهرة منتشرة في مناطق شمال غربي سوريا، بحسب ما قاله مدير المكتب الإعلامي في المديرية الجنوبية لفريق “الدفاع المدني السوري”، محمد حمادة، في حديث إلى عنب بلدي.

حجم هذه المشكلة يتضح عند الإشارة إلى إحصائيات “الدفاع المدني” بشأن حوادث الغرق في خزانات المياه الأرضية بمدينة إدلب، إذ استجاب الفريق منذ بداية العام الحالي لعشرة حوادث غرق، جميعها لأطفال، توفي منهم ثمانية بينما أُنقذ طفلان فقط، وفقًا لما قاله حمادة.

الاستهتار.. أبرز الأسباب

حوادث الغرق في أغلبها تكون بسبب الاستهانة بمفهوم سلامة الأفراد أنفسهم، واستهتار الأهالي وعدم الانتباه إلى أطفالهم، وفق ما أوضحه مدير المكتب الإعلامي، لا سيما أن تخزين مياه الأمطار يتم في حفر أرضية مكشوفة، منتشرة “بشكل كبير” في أرياف إدلب، وقد زاد انتشارها بعد موجات النزوح وفقدان مصادر الطاقة لاستخراج المياه.

كما أن موجات النزوح المتكررة أجبرت المدنيين على العيش في مناطق زراعية حيث تنتشر الآبار وحفر تخزين المياه، ما زاد احتمالات الغرق فيها.

ويضع الأهالي في بعض الأوقات أطفالهم أمام الخيم بالقرب من برميل حديدي مملوء بالمياه، وفي أثناء انشغال الأهل بالأعمال اليومية من تنظيف وترتيب، يسقط الطفل دون أي انتباه من الأهل.

توصيات للحد من الحوادث

القليل من الأطفال ينجون من حوادث الغرق، ولذلك لا بد من توعية الأهل وتنبيههم إلى خطورتها.

فإذا لم يتم العمل على إغلاق الآبار وخزانات المياه الأرضية بإحكام بعد كل استعمال، وتُترك مكشوفة دون حماية تمنع خطرها على الأشخاص، فسوف تودي بالمزيد من حياة الأطفال.

وأوصى مدير المكتب الإعلامي لفريق “الدفاع المدني” بإبلاغ الأهالي عن أي بئر أو خزان مياه مكشوف قد يؤدي إلى خطر على حياة أي من المدنيين.

كما ينبغي على المزارعين إحاطة الآبار الموجودة داخل أراضيهم بسياج يمنع الأطفال من الاقتراب منها.

مقالات متعلقة

  1. مسطحات وآبار مكشوفة تبتلع الأطفال في إدلب
  2. وفاة طفلين بحادثتي غرق وسير في الشمال السوري
  3. تسع حالات.. "الدفاع المدني" يحصي وفيات الغرق وحوادث السير خلال العيد
  4. 15 حالة وفاة غرقًا في الشمال السوري منذ مطلع 2024

مجتمع

المزيد من مجتمع