جُمّدت المحادثات الكردية- الكردية منذ تشرين الأول 2020، بسبب الانتخابات الأمريكية التي انتهت بفوز جو بايدن، ورحيل المستشار الأمريكي للتحالف الدولي في شمالي وشرقي سوريا، والفريق الأمريكي الدبلوماسي إلى الولايات المتحدة.
ولم يطرأ على المحادثات أي جديد، باستثناء تصريحات لمسؤولين في “الإدارة الذاتية” بشمال شرقي سوريا، وعلى رأسهم قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي.
وذكرت وكالة “نورث برس” المحلية والمقربة من “الإدارة”، في 22 من حزيران الحالي، أن طرفي المحادثات أزالا العقبات وهما على استعداد لاستكمالها.
لكن عضو “المجلس الوطني الكردي” فؤاد عليكو قال، في حديث إلى عنب بلدي، إن المحادثات الكردية- الكردية متوقفة بانتظار المبعوث الأمريكي الموجود حاليًا في واشنطن، وستُستأنف من النقطة التي انتهت إليها حين عودته إلى شرق الفرات.
ونقلت “نورث برس” عن عضو هيئة رئاسة “المجلس الوطني الكردي”، وعضو الوفد المفاوض عنه في الحوار الكردي، فيصل يوسف، أن العقبات التي كانت تعترض الحوار “تمت معالجتها، وباتت الأجواء مناسبة لاستئناف جولة جديدة من المفاوضات”.
وهو ما أشار إليه سكرتير حزب “البارتي” وعضو الوفد المفاوض عن أحزاب الوحدة الوطنية الكردية، بقوله إن “هناك رسائل إيجابية قادمة من هولير، تفيد بعودة (المجلس الوطني الكردي) إلى طاولة الحوار، إضافة إلى توفر معلومات بحصول المجلس على ضمانات من الجانب الأمريكي و(قوات سوريا الديمقراطية)”.
وكان نائب المبعوث الأمريكي الجديد إلى سوريا، ديفيد براونشتاين، التقى بطرفي المحادثات عدة مرات منذ منتصف كانون الأول 2020، بحسب “نورث برس”.
وفي آذار الماضي، دعا عبدي “المجلس الوطني الكردي” وأحزاب “الوحدة الوطنية الكردية” للعودة إلى المباحثات.
واعتبر عبدي أن وحدة الصف الكردي مسألة استراتيجية ذات أهمية للمستقبل، وترتب البيت الداخلي.
وأكد أن مسألة “البشمركة” (الجناح العسكري للمجلس الوطني الكردي) محسومة مسبقًا، ويجب أن تُحلّ وفق إطار اتفاقية “دهوك”، محذرًا من “التصريحات والاتهامات المتبادلة في الإعلام للعديد من المسائل بين الطرفين المتحاورين التي خلقت أجواء سلبية”.
تعليق عبدي سبقه، في كانون الثاني الماضي، إعلان الناطقة باسم حزب “الاتحاد الديمقراطي”، سما بكداش، أن المحادثات الكردية- الكردية تُستأنف في شباط الماضي، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية تحاول إشراك الكرد في العملية السياسية السورية.
ويقود الحوار كل من حزب “الاتحاد الديمقراطي” الذي يشكّل نواة “الإدارة الذاتية” المسيطرة على شمال شرقي سوريا، والمدعوم أمريكيًا، و”المجلس الوطني الكردي” المقرب من أنقرة وكردستان العراق، والمنضوي في هيئات المعارضة السورية، والذي سبق أن أُغلقت مكاتبه واُعتقل عدد من أعضائه وطُردت ذراعه العسكرية من المنطقة، من قبل “الاتحاد الديمقراطي”.
وبدأ الحوار برعاية دولية (وهو أحد شروط المجلس الوطني الكردي للدخول فيه)، في تشرين الأول 2019، وجرت عدة لقاءات بين الطرفين، لكن الحوار الأخير سبقته عدة اتفاقات فاشلة منذ “مبادرة الأحزاب الوطنية الكردية” في 2011، حتى اتفاقية “دهوك” في 2014.
اتفاقية “دهوك” الموقعة في مدينة دهوك بإقليم كردستان العراق، في تشرين الأول من عام 2014، تتضمن تشكيل “مرجعية سياسية كردية”، مهمتها رسم الاستراتيجيات العامة وتجسيد الموقف الموحد، وتشكيل شراكة فعلية في هيئات “الإدارة الذاتية”، والتوجه نحو الوحدة السياسية والإدارية، ومشاركة كل المكونات الأخرى.
–