حذر ممثل تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فريدون سينيرلي أوغلو، من عواقب إغلاق معبر “باب الهوى”، بوابة إدخال المساعدات الإنسانية إلى مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا.
ولفت سينيرلي أوغلو، في جلسة أمام أعضاء مجلس الأمن، الأربعاء 23 من حزيران، إلى أن ملايين الأشخاص العزل في شمال غربي سوريا، يكافحون من أجل البقاء في “منطقة حرب نشطة”، و”بأمل وحيد” هو بقاء تلك المساعدات التي تعينهم على ذلك، والتي بدونها لن يتمكنوا حتى من تلقي لقاحات ضد فيروس “كورونا”، بحسب مانقلت وكالة “الأناضول” التركية.
وقال ممثل تركيا لدى الأمم المتحدة، إن إغلاق المعبر سيهدد حياة أربعة ملايين شخص يعيشون على المساعدات الأممية التي تدخل عبره.
ودعا سينيرلي أوغلو، أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ومسؤولين حاضرين خلال الجلسة، إلى ضرورة الإصغاء إلى التحذير من أن الفشل في تمديد آلية الأمم المتحدة لتمرير المساعدات عبر الحدود سيكون “ضارًا للغاية”.
وأضاف أنه من الضروري عدم نسيان الظروف التي دفعت مجلس الأمن إلى السماح بتمرير المساعدات عبر الحدود في 2014، مذكرًا الأعضاء بأن تلك الآلية كانت “ضد نظام الأسد، الذي قتل شعبه بوحشية، واستهدف البنى التحتية الإنسانية الحيوية”، وجاءت لإيصال المساعدات الإنسانية التي “أمنت للنازحين حياة آمنة”.
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حذر خلال نفس الجلسة، مجلس الأمن الدولي من “عواقب وخيمة” بحال فشله في التمديد لآلية إيصال المساعدات عبر الحدود لعام آخر.
ويعد الوضع الإنساني بمناطق شمال غربي سوريا “الأسوأ في البلاد”، وفقًا لـ غوتيريش، مع وجود 2.7 مليون نازح، وحاجة ما يزيد عن 70% من السكان لمساعدات إنسانية أساسية للبقاء على قيد الحياة.
وأشار غوتيريش إلى أن الوضع الإنساني الحالي في سوريا “أسوأ من أي وقت مضى منذ بدء الصراع، إذ يحتاج 13.4 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية، كما أن 12.4 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي”.
روسيا تلمح بإغلاق المعبر
تريد روسيا حصر إدخال المساعدات الدولية إلى سوريا عبر مناطق سيطرة النظام، وتتهم الدول الغربية بتجاهل الدور الذي يمكن أن تلعبه الإمدادات التي تأتي عبر الخطوط من دمشق.
إذ قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، عبر بيان شفوي نقله إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيرش، وحصلت وكالة “أسوشيتد برس”، في 22 من حزيران الحالي، إن موسكو لا توافق الرأي مع الأمم المتحدة والدول الغربية على عدم وجود بديل لإيصال المساعدات الإنسانية لشمال غربي سوريا، إلّا عبر تركيا.
وألمح لافروف وفقًا للوكالة، إلى أن روسيا ستمنع الأمم المتحدة من تجديد تفويض معبر “باب الهوى”، معتبرًا أن “الوضع الذي تسيطر فيه تركيا بشكل كامل على تقديم المساعدة الإنسانية لسوريا، غير مقبول”.
والغرض من الإغلاق هو تسليم المساعدات للنظام السوري، واللجوء إلى فتح معابر داخلية لإيصال المساعدات وسط مخاوف من استعمال النظام لهذه المساعدات كوسيلة للانتقام من السوريين، أو لأغراض تجارية في ظل واقع اقتصادي هش تعيشه المناطق التي يسيطر عليها.
وينتهي تفويض الآلية الحالية لإيصال المساعدات من معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا بنهاية يوم 10 من تموز المقبل.
و”باب الهوى” المعبر الوحيد الذي يشكّل متنفس السوريين وبوابة إدخال المساعدات الإنسانية لهم، ويقع على بعد نحو 33 كيلومترًا عن مدينة إدلب، وهو الجانب السوري من معبر “جيلفا جوزو” التركي.