روسيا تلوح بمنع تجديد تفويض إدخال المساعدات عبر “باب الهوى”

  • 2021/06/23
  • 3:29 م

دخول أخر قوافل المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى في إدلب - 2 حزيران 2021 (عنب بلدي / وليد عثمان)

قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إن موسكو لا توافق الرأي مع الأمم المتحدة والدول الغربية على عدم وجود بديل لإيصال المساعدات الإنسانية لشمال غربي سوريا، إلّا عبر تركيا.

وألمح لافروف عبر بيان شفوي نقله إلى إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيرش، وحصلت وكالة “أسوشيتد برس” على نسخة منه، إلى أن روسيا ستمنع الأمم المتحدة من تجديد تفويض معبر “باب الهوى”، الحدودي والذي سينتهي تفويضه في 10 تموز المقبل.

ووفق ما نقلته الوكالة في 22 من حزيران، قال لافروف إن “الوضع الذي تسيطر فيه تركيا بشكل كامل على تقديم المساعدة الإنسانية لسوريا، غير مقبول”.

وأضاف، “منذ نيسان 2020، شهدت روسيا محاولات متواصلة لعرقلة قوافل إنسانية مشتركة من قبل الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري إلى شمال غربي إدلب، من العاصمة السورية دمشق، من قبل (هيئة تحرير الشام) وبتواطؤ من أنقرة”، حسب تعبيره.

كما أبدى قلقه من “الخطوات الإيجابية” من قبل الجانب التركي لتوصيل المساعدات، ووصفها بأنها “لا تحظى بإثبات على أرض الواقع”.

واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن في تموز 2020، لمنع تمديد قرار إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبري “باب الهوى” و”باب السلامة” دون موافقة النظام إلى الشمال السوري.

واعتبر لافروف أن على روسيا مقاومة أساليب “الابتزاز” التي تتخذها الدول المانحة، إذ اتهم في تصريحاته المانحين أنهم يهددون بقطع المساعدات لسوريا إذا لم يتم تمديد تفويض “باب الهوى”.

وقال، “نعتقد أن المزيد من التنازلات للأمريكيين والأوروبيين تحت ضغط التهديدات المالية ستقوض مصداقية الأمم المتحدة وميثاقها، وقرارات مجلس الأمن التي تنص على احترام سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلد، والامتثال للقانون الإنساني الدولي”.

وفي 26 من أيار الماضي ناشد منسق مساعدات الأمم المتحدة، مارك لوكوك، مجلس الأمن عدم قطع “شريان الحياة” للمساعدات التي تمر عبر الحدود، لحوالي ثلاثة ملايين سوري في شمالي سوريا.

وقال لوكوك للمجلس، “نريد أن نرى المزيد من المساعدة عبر الخطوط المارة عبر الحدود، ولا يمكن استبدال عملية إدخال المعابر الحدودية التي تعد شريان حياة لأكثر من ثلاثة ملايين شخص، نناشد المجلس بضمان عدم قطع شريان الحياة”.

إلّا أنه بحسب معلومات تلقتها روسيا، وصرّح بها لافروف، فإن الأمم المتحدة تعمل حاليًا بنشاط على طرق بديلة لإيصال المساعدات الإنسانية في حالة إغلاق معبر “باب الهوى”.

إضافةً إلى أن ممثلين عن “برنامج الغذاء العالمي” التابع للأمم المتحدة، الذي يوفر 80% من الشحنات عبر الحدود، اتفقوا بالفعل مع دمشق ويواصلون السعي للحصول على موافقة أنقرة لملء مستودع “برنامج الأغذية” في بلدة سرمدا في منطقة خفض التصعيد في إدلب المنطقة عبر خطوط تسليم، وفق ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس”.

وأشار لافروف إلى أن منظمة “الصحة العالمية” “تميل نحو خيار مماثل” لتقديم الإمدادات الطبية بما في ذلك لقاحات فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد-19)، إذ لدى المنظمتين تعاون جيد التنظيم مع السلطات السورية، على حد قوله.

ويهدف النظام من إغلاق المعابر الحدودية إلى التحكم بملف المساعدات واللجوء، وإلى فتح معابر داخلية لإيصالها، وسط مخاوف من استعمال النظام لهذه المساعدات وسيلة انتقام وتجويع وحصار للسوريين في الشمال، أو لأغراض تجارية في ظل واقع اقتصادي هشّ تعيشه المناطق التي يسيطر عليها.

وأكدت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، خلال زيارتها التي جرت في 4 من حزيران الحالي لـ”باب الهوى”، أن إغلاق آخر المعابر الإنسانية إلى سوريا يمكن أن يتسبب في “قسوة لا معنى لها” لملايين السوريين.

وقالت السفيرة، إنه “لولا هذا المعبر الحدودي سيموت السوريون”، مجددة الدعوة إلى مجلس الأمن الدولي لتمديد الإذن بتسليم المساعدات الإنسانية عبر الحدود.

لكن مندوب النظام السوري الدائم لدى الأمم المتحدة، بسام صباغ، اعتبر أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها، يمارسون ابتزازًا سياسيًا وإنسانيًا، بإرسال المساعدات الإنسانية عبر الحدود.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا