أردوغان يتحدث عن “حقبة جديدة” من العلاقات مع واشنطن
قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن العلاقات التركية- الأمريكية تدخل “حقبة جديدة”، وذلك بعد مرورها بعدة مطبات أدت إلى توترات بين البلدين.
وخلال كلمة تلفزيونية له عقب اجتماع لمجلس الوزراء، الاثنين 21 من حزيران، قال أردوغان، “نعتقد أننا سنحل القضايا الإشكالية بيننا في الوقت المناسب، بناءً على الحساسيات والتوقعات المتبادلة بيننا”.
وأضاف، “اتفقنا على أنه لا توجد مشكلة لا يمكننا التغلب عليها، وعلى العكس من ذلك، فإن مجالات التعاون أكبر وأكثر نفعًا”.
أردوغان دعا الولايات المتحدة في الوقت نفسه إلى احترام حقوق تركيا السيادية، ودعمها في معركتها ضد الجماعات الكردية السورية التي تصنفها على أنها “إرهابية”.
وتأتي تصريحات الرئيس التركي بعد أيام من لقائه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بشكل مباشر لأول مرة منذ تولي الأخير منصبه، وذلك على هامش قمة “حلف شمال الأطلسي” (الناتو) التي عُقدت في العاصمة البلجيكية بروكسل.
ووصف أردوغان محادثاته مع بايدن بالشاملة والمثمرة، مؤكدًا اتفاقهما على الاجتماع مجددًا.
وقال في هذا الصدد، “نعتقد أننا فتحنا أبواب حقبة جديدة مع الولايات المتحدة على أساس إيجابي وبناء”.
وأضاف، “مطلب تركيا الوحيد هو احترام حقوقها السيادية السياسية والاقتصادية، وتقديم الدعم للنضال الذي تخوضه ضد المنظمات الإرهابية داخل وخارج حدودها”.
أبرز الملفات الخلافية
وتجتمع تركيا والولايات المتحدة معًا ضمن مظلة حلف “الناتو”، وتعتبر تركيا سدًا أماميًا أمام المد الروسي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، التي شاركت فيها تركيا إلى جانب الحلفاء على عكس الحرب العالمية الأولى.
إلا أن العلاقات التركية- الأمريكية شهدت توترًا خلال السنوات الماضية، خاصة بعد صعود حزب “العدالة والتنمية” إلى سدة الحكم وتمدد سيطرته في البلاد.
ومع تسلم الرئيس الأمريكي، جو بايدن، كرسي البيت الأبيض، عاد التوتر مؤخرًا ليسيطر على العلاقات، عبر ملفات يتكرر فتحها في كل أزمة بين البلدين.
“مذبحة الأرمن”
أحدث التوترات كان اعتراف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بحدوث إبادة جماعية بحق الأرمن، إبان حكم الدولة العثمانية بمنطقة الأناضول وسط تركيا، وذلك من خلال بيان نشره البيت الأبيض تزامنًا مع الذكرى السنوية لما تتهم به تركيا بـ”إبادة الأرمن”.
بينما تنفي تركيا ذلك بقولها إن ما لا يزيد على 500 ألف أرمني قُتلوا خلال الحرب العالمية الأولى بسبب المجاعة التي ضربت بلدانًا عدة، بالتزامن مع “حرب أهلية” وقعت بين الأرمن المسيحيين والأتراك المسلمين قبيل انهيار الدولة العثمانية.
دعم واشنطن للكرد في سوريا
تدعم الولايات المتحدة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وخاصة بعد صعود تنظيم “الدولة الإسلامية” وسيطرته على أجزاء واسعة من سوريا والعراق في 2014.
إذ استطاعت “قسد”، بدعم التحالف الدولي، السيطرة على آخر معاقل التنظيم ببلدة الباغوز في دير الزور في آذار 2019.
وتصنف تركيا “قسد” على لوائح “الإرهاب”، وتعتبرها امتدادًا لحزب “العمال الكردستاني”، الذي خاضت تركيا معارك طويلة ضده منذ ثمانينيات القرن الماضي.
منظومة “S-400”
فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات اقتصادية على تركيا نتيجة شرائها منظومات صواريخ “S-400” للدفاع الجوي روسية الصنع.
وترى واشنطن أن المنظومة الروسية قد تجمع معلومات استخباراتية عن القدرات العسكرية الغربية، بما في ذلك مقاتلات “F-35” الأمريكية.
وتريد الولايات المتحدة من تركيا إيقاف تشغيل صواريخ “S-400” التي صُنعت في الأصل لاستهداف معدات “الناتو” وحصلت عليها أنقرة في حزيران 2019، وفي المقابل تشتري أنقرة منظومات “باتريوت” الأمريكية الصنع المنافسة لـ”S-400″.
وردت الولايات المتحدة على شراء أنقرة منظومات “S-400” بتعليق مشاركة تركيا في برنامج الطائرات المقاتلة “F-35″، الذي أُخرجت منه لاحقًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :