خورشيد محمد – الحراك السلمي السوري
القوامة بالقسط
عندما نقوم بالنقد الذاتي سواء الشخصي أو الجمعي فإن الأمر يحمل صعوبة جمّة على أكثر من مستوى، منها أن تملك الأدوات والبصيرة الكافية للقيام بالنقد، ثم أن تملك الشجاعة الكافية لمخالفة المجموع وتحمّل سيل التخوين والاتهام بالجبن والخنوع، الأمر الثالث هو أن المعركة لا تنتهي بالإعلان لأنك تسبح عكس التيار بما فيها تيار نفسك، فأنت تحب حزبك وقومك ومجموعتك وتكره إزعاجهم وهنا تتداعى عليك كل الحجج والمبررات تترى لتعيدك عن وجهتك، وهكذا إذا نظرت إلى المنتقدين تجدهم موزّعين على خط أفقي وليسوا في مكان واحد، يتساقطون في مراحل مختلفة عندما يصيب المبرّر بصيرتهم في مقتل وينقلب عندها من منتقد عتيد إلى منافح ضروس أو منحبكجي!! ومنهم من يأخذ الجانب الآخر بأن يحوّل النقد إلى عداوة وتصيّد للأخطاء.
العدالة والقسط تحتاجان إلى قوامة {قوّامين بالقسط} والقوامة تعني القيام على شيء أو رعايته تمامًا كما ترعى حديقة أو مزرعة بأن تسقيها يوميًا وتقلم أشجارها وتقتلع أعشابها الضارة وتقطف ثمارها وتبذر أرضها، ويكفي إهمال بضعة أي
ام حتى تخسر حصاد عام.
الحب في زمن الثورة
مضى وقت طويل منذ أن قابل إنسيًا، جليسه الخوف وصاحبه الوحشة والوحدة، وفجأة رآها هي وأختها تذودان، نبض قلبه وفاضت كل المشاعر التي بقيت حبيسة الحرمان، سقى لهما وتولى إلى الظل: بعد كل هذه الأفضال والنعم ك
يف أطلب من ربي أمرًا كهذا؟!!…يا الله إني لما أنزلت إلي من خير فقير! ولأنه سبحانه يعلم ما يسر ويعلن، يعلم السر وأخفى، ولأنه أصابها ما أصابه جاءته تمشي على استحياء تدعوه إلى بيت أبيها، ولأن العبد الصالح يقدر لابنته ولموسى عفتهما وحياءهما ويفهم لغة القلوب العفيفة زوّجها له وأنهى قصة الحب بالوصال.
المكانة تضمن لصوتك أن يكون مسموعًا لكن محتوى الكلام يحدد هو ما شرعيته، فالمكانة شرط لازم لكنه عير كاف. {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لّا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} (سورة النبأ، 38)