بالأرقام.. كم يجني التجار من بيع ستر النجاة للاجئين؟

  • 2015/10/14
  • 6:11 م

يشكل عبور اللاجئين السوريين تركيا من أجل الوصول إلى أوروبا فرصة كبيرة لإنعاش أسواق المدن التي يمرون منها، لا سيما التي تكون نقطة انطلاق إلى الضفة الأخرى من بحر إيجة على الشواطئ اليونانية.

وتزدحم هذه الأسواق بالمسافرين الراغبين بشراء مستلزمات السفر وتحويل العملة التي بحوزتهم من الدولار أو غيرها إلى اليورو، عملة أوروبا الموحدة.

تعد مدينة أزمير غرب تركيا المدينة الأساسية التي يقصدها المهاجرون الساعون إلى الوصول إلى الجزر اليونانية القريبة، وهناك تشهد أسواق المدينة حركة تجارية لافتة برزت مع توافد المهاجرين الهاربين من ويلات الحروب في العراق وسوريا وأفغانستان.

في الشارع وعلى أرصفة الطرقات يمكنك ببساطة سماع أحاديث المارة وأغلبهم من فئة الشباب، يتحدثون عن استعداداتهم للرحلة وتكاليفها، وكيف يعدون تجهيزات السفر، إذ يتصدر الهاتف الجوال وسترة الإنقاذ أهم ما ينوون حمله خلال رحلة عبور البحر.

لكن اللافت في حركة هذه الأسواق هو الإقبال الكبير على شراء ستر الإنقاذ التي يقبل عليها المسافرون بغية عبور البحر وصولًا إلى اليونان، من المتاجر التي تبيع هذه المستلزمات والمعدات.

ويجد أصحاب المتاجر في تركيا صعوبة في تلبية الطلب الكبير على ستر النجاة والقوارب بسبب الأعداد الكبيرة من المهاجرين.

أحمد(20 عامًا) شاب سوري يحاول الهجرة وحيدًا ويستعد لشراء سترة نجاة، لكنه لا يعلم كيف يستخدمها فيسارع البائع لإرشاده.

ويتراوح سعر سترة الإنقاذ بين 40 إلى 100 ليرة حسب نوعها وجودتها (30 – 50 دولار)، ويحتم على كل من يرغب بركوب البحر اقتناء واحدة بغية إنقاذ حياته فيما لو حصل أي طارئ خلال الرحلة.

كما يباع الإطار المطاطي بأسعار متفاوتة، تبدأ من 20 ليرة وتنتهي عند الخمسين ليرة (17 دولارًا تقريبًا).

ووفق إحصائيات مفوضية اللاجئين فإن 400 ألف شخص ركبوا في قوارب الى اليونان هذا العام، يمثلون الغالبية من بين 520 ألف شخص عبروا البحر المتوسط، ووصل 6600 لاجئ منهم يوم 25 أيلول وحده.

وعليه، يبلغ حجم سوق ستر النجاة نحو 40 مليون ليرة تركية (14 مليون دولار) سنويًا، قياسًا بعدد الأشخاص الذين وصلوا إلى شواطئ اليونان هذا العام وفق أرقام مفوضية اللاجئين.

ويشكل الإقبال على شراء ستر النجاة فرصة لإنعاش الورش والمصانع التي تنتجها في المدن الساحلية التركية غرب البلاد، ويقدر أحد أصحاب المحال التجارية مبيعاته بأنها تتجاوز 20 سترة نجاة يوميًا.

لكن مع انتهاء فصل الصيف، وهو التوقيت المناسب للوصول إلى أوروبا عبر البحر، فمن المتوقع أن تتراجع أعداد اللاجئين المسافرين بسبب الطقس السيء، وهذا ما سينعكس سلبًا على مبيعات المحال التجارية هناك.

ويلقي اللاجئون هذه الستر على شواطئ الجزر اليونانية فور وصولهم وذلك كونهم سيتابعون الرحلة برًا إلى دول الاتحاد الأوروبي، كحال أحمد التي استغرقت معه الرحلة ساعة في القارب المطاطي ووصل الآن إلى ألمانيا.

وفقد أكثر من 2800 شخص حياتهم في البحر المتوسط خلال 2015، بينهم أكثر من 380 من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.

مقالات متعلقة

اقتصاد

المزيد من اقتصاد