إصابات في الشمال السوري بسبب البطاريات السائلة

  • 2021/06/20
  • 10:19 ص

الألواح الشمسية في مخيم كللي - 8 كانون الثاني 2021 (عنب بلدي يوسف غريبي).

إدلب – إياد عبد الجواد

بينما كانت كناز إسماعيل، البالغة من العمر 25 عامًا، تغسل ثياب عائلتها بالغسالة، توقف عمل رافع الجهد فجأة، فحركت أقطابه الموضوعة على البطارية، سمعت صوتًا “قويًا جدًا”، وشعرت بمادة سائلة انتشرت على جميع أنحاء جسدها بعد ذلك.

غابت كناز عن الوعي، وبعد استيقاظها وجدت نفسها عند الطبيب، وتم تبديل ثيابها بعد تغسيلها من قبل أقربائها، لم تعرف في أثناء ذلك ما حصل لها، لكن حين عادت إلى البيت، شاهدت البطارية قد انفجرت.

لم تستطع كناز المهجرة من ريف إدلب الجنوبي إلى ريفها الشمالي، أن ترى بعينيها أو تسمع بشكل جيد لمدة أسبوع، نتيجة لانفجار البطارية، وفق ما قالته لعنب بلدي، وبعد مراجعتها طبيب العيون عدة مرات، عادت الرؤية لديها تدريجيًا، لكن ما زالت حتى إعداد هذا التقرير تشعر بألم بعينها في أغلب الأحيان.

لا تعتبر كناز الوحيدة التي تعرضت لخطر انفجار البطاريات في مناطق الشمال السوري، فلم يعلم أحمد النواف، البالغ من العمر 35 عامًا، أن البطارية الموجودة في خيمته بمخيم “حزانو” شمالي إدلب، والتي يستخدمها كمصدر للكهرباء، ستتحول يومًا إلى قنبلة تنفجر لتودي بحياة طفلته مروة التي لم تبلغ عامها الثاني بعد، ويدخل هو على إثر الانفجار إلى قسم العناية المركزة في المستشفى.

أسباب انفجار البطاريات السائلة

من أسباب انفجار البطاريات السائلة قصر الأقطاب في أثناء فك أو تركيب رؤوس البطاريات، وفق ما قاله المهندس الكهربائي عماد خليفة لعنب بلدي، وكذلك عدم تركيب دارة الشحن، ما يؤدي إلى الشحن الزائد، الأمر الذي ينتج عنه تصاعد غاز الهيدروجين والأكسجين (كون الماء وحمض الكبريت أحد مكونات البطارية).

وينتج ذلك عن تجاوز الحد المسموح به للشحن، ما يؤدي إلى تشكّل غمامة من هذه الغازات القابلة للانفجار عند حدوث أي شرارة ناتجة عن توصيل نهايات رافع الجهد إلى البطاريات أو أي مصدر آخر.

الوقاية

استخدام دارة فصل لمنع ارتفاع جهد البطارية عن الحد المسموح به، ووضع البطارية في مكان ذي تهوية جيدة، وعدم تعريض البطارية للحرارة الشديدة، يمنع من انفجار البطاريات السائلة، وفق ما قاله المهندس الكهربائي.

وعند هبوط جهد البطارية نتيجة التفريغ الزائد، يقوم الفرد بفصل دارة الفصل في البطارية، ويجب أن يفتح الشخص أغطية البطارية لتهويتها في مكان مفتوح، بحسب ما أشار إليه المهندس عماد خليفة.

ومع بداية فصل الصيف، يزداد جهد ألواح الطاقة بزيادة تعرضها لأشعة الشمس القوية، الأمر الذي يزيد من شحن البطارية نفسها، فمن الضروري وجود منظم يفصل الشحن عند امتلاء البطارية بالطاقة.

لا بديل للبطاريات السائلة حتى الآن

بعد انقطاع التيار الكهربائي لسنوات في الشمال السوري، تعود الكهرباء إلى مدينة إدلب وريفها تدريجيًا بعد أن أبرمت “المؤسسة العامة للكهرباء” التابعة للمعارضة السورية اتفاقًا مع شركة “غرين إنيرجي” (Green Energy) لجلب الكهرباء من الأراضي التركية.

إلا أن مخيمات النازحين في مناطق ريف إدلب الشمالي لم تتوفر فيها خدمة التيار الكهربائي حتى الآن، وفق ما قاله معاون مدير شؤون المخيمات في شمالي سوريا، محمد عبود، في حديث إلى عنب بلدي، بل إن الاعتماد الكامل لتشغيل الأجهزة الكهربائية يكون على المولدات وألواح الطاقة.

ولا يوجد في المدى المنظور أي احتمالية لوصول الكهرباء إلى المخيمات في شمالي سوريا مع عدم وجود مشاريع مخصصة لهذا الأمر، وفق عبود، لأن المخيمات غير مجهزة بشبكة تيار كهربائي، وأولويات مؤسسة الكهرباء هي للمدن والقرى.

ولجأ سكان المخيمات منذ بداية نزوحهم لاستخدام المصابيح الشمسية، ومن ثم استخدموا ألواح الطاقة الشمسية، لذا لم يكن تمديد الكهرباء إلى المخيمات من أولوياتهم.

ويعتمد النازحون على المولدات البدائية، مثل البطاريات، لإنارة خيمهم والاستعمال الشخصي، لغياب الكهرباء لساعات طويلة، بسبب اعتماد المنطقة على “الأمبيرات” الخاصة المقدمة من المنظمات والجهات المسؤولة.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية