أسعار التبن المرتفعة تزيد من خسارات مربي المواشي في درعا

  • 2021/06/20
  • 3:37 م
حصادة تحصد القمح في ريف درعا الغربي - 5 تموز 2020 (عنب بلدي/حليم محمد)

حصادة تحصد القمح في ريف درعا الغربي - 5 تموز 2020 (عنب بلدي/حليم محمد)

سار عبد الرحمن خلف حصادة القمح، منتظرًا إفراغ حمولتها من التبن، الذي أصبح تأمينه يرهق مربي المواشي في درعا اقتصاديًا، ويزيد من خساراتهم التي ترافقت مع ارتفاع أسعار الأعلاف.

تكلفة مرتفعة هذا العام

تفرغ الحصادة خزانها من التبن على الأرض مشكلة كومة، يعمل المربون على تعبئتها بأكياس، ونقلها إلى مستودعات خاصة لتخزينها.

وارتفع سعر كومة التبن هذا العام مقارنة مع العام الماضي، إذ وصل سعر الكومة الواحدة إلى 45 ألف ليرة سورية (نحو 14 دولارًا أمريكيًا)، مقابل 5000 ليرة سورية (1,56 دولارًا) خلال موسم الحصاد السابق.

سبَبُ ارتفاع التكلفة، بحسب محمد الوليد، وهو عامل على حصادة حديثة، في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، هو قلة المساحات القابلة للحصاد في درعا، بعد خروج المناطق البعلية التي تعتمد السقاية  على الأمطار، وعدم قدرة المزارعين على سقاية المحصول المروي، لعدم هطول الأمطار في شهري آذار ونسيان لهذا العام.

وقال محمد لعنب بلدي، إن عمل الحصادات تركز على المناطق المروية، ولم تحصد الأراضي البعلية التي تم تغذيتها رعيًا للمواشي في شهر أيار الماضي، لعدم القدرة على سقايتها، فهي تعتمد بشكل أساسي على مياه الأمطار.

وأوضح مربي الماشية عبد الرحمن، في حديث إلى عنب بلدي، أن الأمر لا يتوقف على ثمن الكومة الواحدة، والتي لا يصل وزنها إلى 300 كيلوغرام، إنما هناك مصاريف إضافية كأجور العمال، وأجور نقلها وثمن الكيس الذي تُعبأ فيه.

تكلّف عبد الرحمن، لتعبئة خمسة أكوام من التبن، أكثر من 40 ألف ليرة سورية، إذ دفع 15 ألف ليرة أجرة ثلاثة عمال (5000 للعامل الواحد)، و25 ألف ليرة أجرة سيارة النقل، بالإضافة إلى ثمن أكياس التعبئة (2500 ليرة للكيس).

غلاء الأعلاف يُخسر المربين

ولم يقتصر الغلاء على التبن إنما ترافق مع ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية، الأمر الذي أدخل مربي المواشي في خسارات، فإنتاج الحليب أو اللحوم لم يعد يغطي تكاليف الإنتاج، من مواد أولية كالعلف والتبن والأدوية.

وأشار عبد الرحمن إلى أن الخسارة بدأت منذ منتصف عام 2020 مع غلاء مكونات الأعلاف، وترافق ذلك مع ركود وعدم مجاراة أسعار الحليب لهذا الارتفاع.

ووصل سعر الكيلوغرام من الحليب خلال شهري آذار ونيسان 600 ليرة سورية، في حين وصلت تكلفة كيلو العلف إلى 1700 ليرة سورية، ويساهم كل كيلوغرام من العلف في إنتاج كيلوغرامين من الحليب، بحسب ما أوضحه مساعد طبيب بيطري (طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية) لعنب بلدي.

وقال مساعد الطبيب إن البقرة تحتاج لنحو خمسة كيلوغرامًا من التبن في اليوم الواحد خلال فصل الشتاء، تقدم لها على ثلاث وجبات.

وحذر من إطعام المواشي الأعشاب وخاصة في الصباح قبل تناولها للتبن، لأن ذلك يسبب خطورة على المواشي قد تؤدي إلى نفوقها.

غذاء المواشي الرئيسي شتاءً

يتميز تبن قصلات القمح، وهو المادة الرئيسية التي تضاف عليها الأعلاف وتقدم للمواشي، وخاصة في فصل الشتاء، بخاصية تحمل التخزين لفترات طويلة، ويناسب كافة المواشي وخاصة الأبقار، لذلك يفضل تخزينه معظم المربين في درعا، كما يخزن بعضهم تبن الفول والحمص.

“أحاول تخزين كميات تكفي لحين حصاد الموسم القادم، وأحرص على تخزينها بعيدًا عن الرطوبة، وأشعة الشمس المباشرة”، قال مربي الماشية عبد الرحمن.

ويمتلك المربي، وهو من سكان بلدة الفوار بريف درعا الغربي، أربعة رؤوس بقر، ويعتمد على إنتاج الأبقار من الحليب في تأمين دخله، إذ يعيل أسرة مكونة من ستة أفراد تساعده على العمل.

لكن المربي يوسف المحمد، من سكان عموريا بريف درعا، والذي يمتلك ثلاثة رؤوس بقر و15 رأس غنم، لن يتمكن من تخزين كميات تكفيه لتغذية مواشيه خلال هذا العام، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

وهذا الأمر سيجبره على بيع قسم من الأبقار والأغنام التي يريبها، لأن غذائها أصبح مكلفًا بعد أن كان لا يشكل عبئًا اقتصاديًا خلال الأعوام السابقة، بحسب ما أضافه.

وبلغ عدد الأبقار في درعا، حسب إحصائية مديرية الزراعة للعام الماضي، 34 ألفًا و136 رؤوس، تنتج سنويًا 42 ألف طن من الحليب، و2900 طن من اللحم.

مقالات متعلقة

  1. ندرة التبن وغلاؤه يضاعفان خسارات مربي المواشي بريف حمص
  2. درعا.. الحليب بعيد عن المستهلكين ولا يلبي طموح المربين
  3. سعر التبن يلحق بالقمح انخفاضًا ويعمق خسائر الفلاحين بحمص
  4. درعا.. العلف المدعوم يتناقص وأسعار الحليب في ارتفاع

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية