بتهمة الانضمام لـ”النصرة”.. بدء محاكمة لاجئ سوري في هولندا
قررت الحكومة الهولندية محاكمة لاجئ سوري بتهمة ارتكاب جرائم حرب في بلده، وانضمامه إلى جبهة “النصرة” المصنفة على لوائح المنظمات الإرهابية دوليًا.
وذكرت وكالة “nos” الهولندية، الثلاثاء 15 من حزيران، أن محكمة “لاهاي” الهولندية ستحاكم، لأول مرة، لاجئًا سوريًا يُلقّب “باسم أبو خضر”، البالغ من العمر 49 عامًا، بتهمة تنفيذ إعدام في سوريا.
كان “باسم أبو خضر” قائدًا لإحدى كتائب “النصرة” وخبيرها بالمتفجرات المحلية الصنع والسيارات المفخخة، وفي عام 2014 هرب إلى هولندا لتأمين العلاج لابنته المريضة، لينتهي المطاف به في مدينة كابيل مع عائلته.
بحسب الوكالة، تعقبت الشرطة الهولندية “أبو خضر” بعد تلقيها معلومة من ألمانيا، وكان هناك تحقيق مع أعضاء آخرين من كتيبته، وكانت الشرطة الألمانية حصلت على إفادات شهود ضد المشتبه به، لتتابع هولندا التحقيق في قضيته.
كما أصبح لدى النيابة العامة الآن شريط فيديو آخر يظهر “أبو خضر” فيه، ستعرض مقاطع منه لاحقًا في المحاكمة.
وبحسب الوكالة، جاء اعتقاله بمثابة صدمة لقرية كابيل في مدينة زيلاند الهولندية، حيث عاش لعدة سنوات مع زوجته وأطفاله السبعة، وكان معروفًا بأنه رجل ودود، لعب لنادي كرة القدم المحلي، وذهب أيضًا إلى الكنيسة في القرية.
وكان ماضي اللاجئ قاتمًا، بحسب النيابة العامة الهولندية، قبل رحلته إلى هولندا، إذ كان أحد قادة جبهة “النصرة” في سوريا، ويُشتبَه بارتكابه جرائم حرب وإرهاب بما فيها إعدامات ميدانية.
وقام المتهم بجريمة إعدام مصوّرة على “يوتيوب” عام 2012، حين أعدم أسيرًا برتبة مقدم من القوات الجوية التابعة للنظام السوري، بعد اقتياده إلى نهر “الفرات” وإعدامه رميًا بالرصاص.
وكتب على الفيديو المنشور على “يوتيوب” بعد الإعدام، “هذا مصير كل خائن، كل قاتل، كل مجرم يقتل مدنيين أبرياء، ويقصف منازل المدنيين”.
أجرى “أبو خضر” مقابلة مع صحيفة الجارديان البريطانية، عام 2012، وروى كيف أُصيب هو نفسه برصاصة قناص، وروى كيف قاتل في البداية مع “الجيش السوري الحر”، ولأنه شعر أن هؤلاء الثوار لم يفعلوا الكثير ضد النظام السوري، تحوّل إلى “جبهة النصرة”، حيث وجد الانضباط الذي كان ينقصه “الجيش السوري الحر” في المقاتلين المتدينين.
تعقّب مجرمي الحرب
أدى التحقيق الذي أجراه فريق الجرائم الدولية إلى الحصول على العديد من الأدلة ضد “أبو خضر”.
تشتبه النيابة العامة في أن المتهم تفاوض مع ضحيته على فدية، إذ عرض الجندي في الفيديو “15 مليونًا” (تحول الآن حوالي عشرة آلاف يورو)، مقابل إطلاق سراحه على ما يبدو، ليرد عليه “أبو خضر” أن “هذه ليست قطرة دم من الأطفال الذين قُتلوا في دير الزور والحولة”، بالإشارة إلى أماكن قُتل فيها عدد كبير من المدنيين على يد النظام السوري.
وقال “أبو خضر”، إنه كان يتفاوض من أجل شقيقه الذي سجنه النظام السوري، والذي يتعرض للتعذيب في السجن، ولهذا السبب أُجبر على المشاركة في “فرقة الموت”.
كما اعتبر أن مقابلته مع “الجارديان” كانت بمثابة تفاخر، لضمان عدم تعرضه لمضايقات من قبل “الجهاديين” في منطقته.
وسيتم التعامل مع الدعوى بشكل موضوعي، من قبل محكمة “لاهاي” المختصة بالنظر في الجرائم الدولية، اعتبارًا من تاريخ أمس.
وستُعقد جلسة الاستماع في غرفة مؤمّنة إضافية في روتردام، ومن المتوقع صدور الحكم في بداية تموز المقبل.
تحاول النيابة العامة الهولندية زيادة جهودها للتحقيق بجرائم الحرب في سوريا منذ عدة سنوات، وتم الاتفاق حول ذلك مع عدة دول أوروبية أخرى.
كما حكم قاضٍ هولندي مؤخرًا على رجلَين بالسجن لسنوات بتهمة ركل جثة والوقوف بجوارها، فكانت من جرائم الحرب المثبتة.
وألقت الشرطة الهولندية القبض على “أبو خضر” في أيار 2019، وبحسب ممثلي الادعاء، فإنه يعيش في هولندا منذ عام 2014 وحصل على تصريح لجوء مؤقت.
وبموجب “القانون الهولندي”، من الممكن النظر في قضايا الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة على أرض أجنبية، بموجب ولاية قضائية عالمية إذا ما كان المشتبه به مقيمًا في هولندا.
وكانت جبهة “النصرة” جزءًا من تنظيم “القاعدة” حتى عام 2016، لتندمج بعدها مع “هيئة تحرير الشام”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :