بوتين يصر على إيصال المساعدات الإنسانية عبر دمشق

  • 2021/06/15
  • 2:40 م

قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن تقديم المساعدات الإنسانية يجب أن يجري “عبر الحكومة المركزية للبلاد، وإلى جميع سكان المناطق في سوريا دون تمييز”، بحسب ما نقلته قناة “روسيا اليوم“.

وأوضح بوتين خلال مقابلة مع قناة “NBC“، الاثنين 14 من حزيران، أنه “بدعم روسيا استعادت السلطات السورية أكثر من 90% من أراضي البلاد، والآن يجب تنظيم إيصال المساعدات الإنسانية إلى كل الناس بصرف النظر عن أي سياق سياسي”.

وأشار إلى أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ليست له علاقة في أمر المساعدات، ردًا على ما تقوله أمريكا وأوروبا عن أنهم لن يساعدوا الأسد.

وصرّح، “إذا كان هناك سبب للاعتقاد بأن الحكومة المركزية في سوريا سوف تسرق أو تنهب شيئًا هناك، فالرجاء أن نضع المساعدات تحت سيطرة الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدولي، ونتحقق من كل شيء”.

وتابع، “لا أعتقد أن أي شخص في الحكومة السورية مهتم بسرقة شيء من هذه المساعدات الإنسانية هناك”.

المعابر الإنسانية في خطر

وحذرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” سابقًا من استخدام روسيا حق “النقض” (الفيتو) خلال اجتماع مجلس الأمن، في 10 من تموز المقبل، الذي سيعقد حول مرور المساعدات الإنسانية عبر الحدود السورية.

وأصدرت “لجنة الإنقاذ الدولية” بيانًا موقّعًا من 42 منظمة غير حكومية، تحذر فيه من أن كارثة إنسانية تلوح في الأفق إذا فشل مجلس الأمن الدولي في تجديد قرار يسمح بوصول المساعدات المنقذة للحياة التي يتم تسليمها عبر الحدود إلى سوريا.

وبحسب البيان، حذرت المنظمات من أن عدم تجديد القرار من شأنه أن يعرّض وصول المساعدات الغذائية لأكثر من مليون شخص للخطر، فضلًا عن لقاحات فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) والإمدادات الطبية الضرورية والمساعدات الإنسانية للعديد من الأشخاص الآخرين.

وقال البيان، إنه سيكون من المستحيل استبدال توفير الإمدادات الغذائية بالنطاق الذي تقدمه الأمم المتحدة، التي ستضطر إلى التوقف عن العمل إذا لم يتم تجديد القرار.

ويزوّد “برنامج الغذاء العالمي” 1.4 مليون سوري بالسلال الغذائية شهريًا عبر معبر “باب الهوى”، وإذا فشل مجلس الأمن في دعم التجديد، وفي حال عدم دخول المساعدات، ستنفد هذه الإمدادات بحلول أيلول المقبل، وفق ما ذكره البيان.

وتقدر المنظمات غير الحكومية أن لديها القدرة على تلبية احتياجات 300 ألف شخص فقط، ما يترك أكثر من مليون آخرين دون مساعدة غذائية.

وأشار البيان إلى أن عدم تجديد القرار سيؤدي أيضًا إلى وقف حملة التلقيح التي تقودها الأمم المتحدة ضد فيروس “كورونا” للأشخاص الذين يعيشون في شمال غربي سوريا، وسط ارتفاع في عدد حالات الإصابة الشهر الماضي، ومن المحتمل أن يكون العدد الفعلي للحالات أعلى بسبب قدرات الاختبار المنخفضة.

ماذا تريد موسكو؟

تصر روسيا على وقف إدخال المساعدات عبر الحدود، وافتتاح ثلاثة معابر بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا، بحسب اقتراحها في 23 من آذار الماضي، وذلك بعد استهداف الروس محيط معبر “باب الهوى” وشركة “وتد” للمحروقات في إدلب ومستشفى بريف حلب الغربي، عقب استهداف أسواق النفط في ريف حلب.

وحدد المقترح الروسي فتح معابر في مناطق سراقب وميزنار شرقي إدلب، ومعبر “أبو الزندين” شمالي حلب، حسب وكالة “سبوتنيك” الروسية.

وتضمّن المقترح الروسي “تنظيم دخول البضائع الإنسانية وخروج اللاجئين”، اعتبارًا من 25 من آذار الماضي.

وحاول النظام وروسيا فتح معابر مع مناطق سيطرة المعارضة بعد اتفاق “موسكو” في 5 من آذار 2020، لكن الأمر لم يلقَ قبولًا لدى أهالٍ في مناطق سيطرة المعارضة.

ويصر الرئيس الروسي على قرار بلاده في هذا الشأن، إذ قال في مقابلته أمس، الاثنين، “نحن في هذا الصدد ندعم الرئيس الأسد، لأن أي أسلوب آخر للتصرف يمثّل تقويضًا لسيادة الجمهورية العربية السورية”.

قسوة لا معنى لها

وكانت سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة أجرت زيارة إلى الحدود السورية- التركية، حسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية في 2 من حزيران الحالي.

وحذرت غرينفيلد من إغلاق آخر المعابر الإنسانية إلى سوريا الذي يمكن أن يتسبب في “قسوة لا معنى لها” لملايين السوريين، مجددة الدعوة إلى مجلس الأمن الدولي لتمديد الإذن بتسليم المساعدات الإنسانية عبر الحدود.

وفي 7 من حزيران الحالي، وجه رؤساء من لجان العلاقات الخارجية في مجلس النواب والشيوخ الأمريكي من الحزبين “الديمقراطي” و”الجمهوري”، رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، طالبوا فيها بالضغط على روسيا لتمديد فتح معبر “باب الهوى” لدخول المساعدات عبر الحدود إلى سوريا، والتطبيق الكامل لقانون “قيصر” على النظام السوري.

ويوجد دعم قوي في المجلس المكوّن من 15 عضوًا للحفاظ على المعابر الحدودية، لكن روسيا من الممكن أن تعترض ويصطدم قرار الدول بحق “النقض” (الفيتو).

وتريد روسيا حصر إدخال المساعدات الدولية إلى سوريا عبر مناطق سيطرة النظام، وتتهم الدول الغربية بتجاهل الدور الذي يمكن أن تلعبه الإمدادات التي تأتي عبر الخطوط من دمشق.

والغرض من الإغلاق هو تسليم المساعدات للنظام السوري، واللجوء إلى فتح معابر داخلية لإيصال المساعدات، وسط مخاوف من استعمال النظام لهذه المساعدات كوسيلة للانتقام من السوريين، أو لأغراض تجارية في ظل واقع اقتصادي هش تعيشه المناطق التي يسيطر عليها.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا