“التحضير كان ممتازًا، لكن الأسئلة كانت ثقيلة لدرجة أن الطالب المجتهد جدًا لن يستطيع الإجابة عن أكثر من 75% منها”، قال الطالب عمر الأسمر من مدينة إدلب، مبررًا شعوره بدرجة “هائلة” من الإحباط بعد خضوعه لامتحان الرياضيات للشهادة الثانوية.
شملت إحدى المسائل ثلاثة طلبات لا ترد عادة ضمن الأسئلة، وإذا وردت يتم اختيار طلب واحد فقط منها، بحسب ما أضافه عمر لعنب بلدي، مشيرًا إلى أن امتحانات المواد السابقة كانت نوعًا ما مقبولة، لكن الطلاب أُصيبوا بنوبة إحباط كبيرة من أسئلة هذا الامتحان.
عمار عبد العزيز طالب “بكالوريا” خضع لامتحان الرياضيات في إدلب أيضًا، أوضح لعنب بلدي أن الأسئلة كانت لمستوى دراسي أعلى من مستوى طلاب “البكالوريا” (الثالث الثانوي)، ولذلك لم يستطع حلها.
وبحسب ما قاله، فإن الأسئلة لم تؤثر فقط على سير الامتحان، لكنها “دمّرت” الطلاب أيضًا.
مثل عمر وعمار، فُوجئ طلاب الثالث الثانوي الفرع العلمي في مناطق الشمال الغربي السوري، بـ”صعوبة” أسئلة امتحان الرياضيات الذي جرى في 13 من حزيران الحالي، واعتبروا أن مستوى المسائل التي وردت في الامتحان متقدم، ما تسبب في حالة من الإحباط لدى كثير من الطلاب.
مراقبون يؤيدون
المدرّس بكار حميدي قال لعنب بلدي، إنه بصفته مدرّسًا ومراقبًا خلال امتحان الرياضيات على الطلاب في إحدى مدارس إدلب، لاحظ من وجوههم صعوبة الأسئلة.
وأضاف المدرّس أنه لم يتمكن أي طالب في القاعة التي ترأسها من حل الأسئلة كاملة، إذ “كان هناك أمر غامض فيها”.
وأشار إلى أن الأسئلة كانت سهلة ومتناسقة في امتحانات المواد الأخرى، باستثناء مادة الفيزياء للثالث الثانوي العلمي، إذ خرج أغلب الطلاب من الامتحان وهم يشعرون باليأس وبنفسية “محطمة”.
وعن معايير وضع الأسئلة، أوضح حميدي أن الأسئلة يجب أن تكون شاملة لأغلب المنهاج، وأن تكون سهلة الحل، وأن يكون فيها سؤال للتمايز بين الطلاب، ليميّز الطالب المتفوق من غيره من الطلاب، لكن لا يجب أن تصل إلى درجة “التعجيز”.
واعتبر أن إخفاق الطالب في حل سؤال معيّن قد يؤثر على المادة كلها، ويؤثر حتى على بقية المواد، وربما ينسحب الطالب من الامتحان وخاصة في الشهادة الثانوية.
ما معايير التربية؟
معاون مدير تربية حلب، محمد ناجي، تحدث لعنب بلدي عن وجود أكثر من 35 درجة يستطيع الطالب “المتوسط” الحصول عليها، أما بقية الدرجات فيجب مراعات التدرج فيها، مشيرًا إلى أن الأسئلة كانت من ضمن المنهاج.
وقال إن “الطلاب تعلموا أن يحفظوا موضوع التعبير في مادتي اللغة العربية واللغة الإنجليزية، كما تعلموا حفظ مسائل الجبر والتحليل في مادة الرياضيات، ومن الطبيعي إذا كانت جميع مواضيع الأسئلة موجودة في الكتاب وكان الطالب مكلفًا بدراستها، أن ترد في الامتحان”.
وأضاف أن كثيرًا من المدرّسين يعطون طلابهم “توقعات ذهبية” يعتمدون عليها، محولين الأمر إلى “تجارة”.
واستنكر ناجي الاعتراضات المقدمة من المدرّسين، معتبرًا أنها تعتمد على “ترحيل فشلهم” أمام طلابهم وإلقاء اللوم على واضعي الأسئلة، موضحًا أن الأسئلة تُوضع من قبل مدرّسين “أكفاء” وموجهين اختصاصيين بعدة نماذج، ويتم اختيار أحدها بالقرعة.
وبدأت امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية للعام الدراسي 2020- 2021 بالشمال السوري في 5 من حزيران الحالي، مع تقدم 39 ألفًا و399 طالبًا وطالبة.
وبلغ عدد المراكز الامتحانية الموزعة 308 مراكز، بحسب إحصائيات وزارة التربية والتعليم التابعة لـ”الحكومة السورية المؤقتة”.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في إدلب إياد عبد الجواد
–