نزوح بعد نزوح.. مواطنون يتركون منازلهم ورزقهم جنوبي إدلب

  • 2021/06/12
  • 7:21 م

“هذه المرة الخامسة التي نقوم بها بالنزوح من بيوتنا بسبب هجمات النظام السوري العشوائية التي لا تفرق بين المدني والعسكري”، هكذا عبّر ابن قرية بليون في جبل الزاوية جنوب إدلب غزال محمد علي، الذي نزح الآن مع عائلته إلى مخيم “الخطيب” شمالي كفر عروق بريف إدلب الشمالي، بعدما امتد القصف ليطال أغلب مناطق الجبل.

وأوضح غزال أن معاناة النزوح لا تقل صعوبة عن معاناة البقاء تحت القصف، وقال، “أغلب الناس يخرجون في الصباح الباكر أو بعد حلول الليل، وذلك بسبب الهدوء النسبي للجبهات”.

وتشهد مناطق ريف إدلب موجة نزوح جديدة بعد التصعيد العسكري الذي تشهده قرى وبلدات جبل الزاوية مع استمرار القصف للأسبوع الثاني شمال غربي سوريا.

وذكر “الدفاع المدني السوري”، عبر حسابه في “فيس بوك” اليوم، السبت 12 من حزيران، أن مدنيًا قُتل وأُصيب عشرة آخرون بينهم طفلان، نتيجة قصف مدفعي لقوات النظام على قرية كفرلاتا بريف إدلب الجنوبي.

وأصدر فريق “منسقو استجابة سوريا” اليوم، السبت، بيانًا لأعداد النازحين من مناطق ريف إدلب الجنوبي خلال الـ48 ساعة الماضية، إذ وثق الفريق الميداني نزوح 1867 نسمة من تلك المناطق باتجاه المدن والبلدات الآمنة نسبيًا، والبعيدة عن المناطق المتاخمة للعمليات العسكرية، وفق البيان.

موسى الخطيب، نزح مع عائلته البالغة 20 شخصًا إلى كفر عروق للمرة الرابعة بسبب التصعيد العسكري المستمر بين الحين والآخر، وقال إن “الوضع صعب جدًا بالنسبة لجميع أهالي جبل الزاوية، فالأوضاع المعيشية صعبة جدًا، وقد استهلكنا ما ندخره بسبب النقل ووضع النزوح”.

وبحسب موسى، بلغت تكلفة النقل من قرية بليون إلى المخيم في كفر عروق 200 ليرة تركية (نحو 75 ألف ليرة سورية).

ترك السكان أملاكهم وأرزاقهم خلفهم، كما قال غزال محمد علي، الذي نزح من جبل الزاوية إلى شمالي إدلب، مشيرًا إلى أن الأهالي كانوا يقطفون الآن مواسم المحلب والكرز والمشمش والوشنة، إضافة إلى موسم التين الذي يحتل المركز الثاني بعد الزيتون.

ويعوّل سكان جبل الزاوية كثيرًا على هذا الموسم، وسط تردد الآن بين حصاد المواسم والبقاء في منازلهم، وبين أوضاع التصعيد والقصف والخوف على حياتهم.

ومنذ بداية العام حتى أيار الماضي، استجابت فرق “الدفاع المدني” لأكثر من 420 هجومًا من قبل روسيا والنظام، تسببت بقتل 53 شخصًا بينهم عشرة أطفال وتسع نساء، بينما أُصيب 136 شخصًا، وذلك على الرغم من خضوع شمال غربي سوريا لاتفاق “موسكو”.

وينص الاتفاق الموقّع بين تركيا وروسيا، في 5 من آذار 2020، على وقف إطلاق النار كواحد من أبرز البنود.

وناشد “منسقو الاستجابة” في البيان الصادر اليوم الجهات المعنية بالشأن السوري العمل لوقف خروقات النظام السوري وروسيا، والتوقف عن استهداف الأحياء السكنية، وإيقاف عمليات التصعيد للسماح للمدنيين بالاستقرار في مناطقهم.


شارك في إعداد هذه المادة مراسل إدلب إياد عبد الجواد

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع