“الوباء”.. رواية ترسم مستقبل سوريا المحكومة بالدكتاتورية

tag icon ع ع ع

تركز رواية “الوباء” للروائي السوري هاني الراهب على 100 عام من التحولات السياسية والفكرية في ريف مدينة اللاذقية، من خلال سردها مشاعر راسخة لدى أهالي تلك المناطق مثل الخوف من استبداد العادات والتقاليد، وتكوين المجتمع خارج ثقافة نقد السلطة والبحث عن بدائل عنها، خصوصًا بعد وصول العسكر إلى الحكم في سوريا متمثلًا بحزب “البعث”.

تعتبر رواية “الوباء” التي صدرت عام 1981، أشهر أعمال الروائي الراهب، وأكثر أعماله خصوصية في الحياة السورية، ورسم ملامح مستقبل الدولة المحكومة من قبل الدكتاتور، إذ ليس بوسع مجتمعها العيش في عملية صراع فكري ونقدي يوصل الأجيال الجديدة إلى قيم لا تتعارض مع الحرية، فيتبنأ الراهب من خلال شخصيات روايته “أن المئة سنة المقبلة، أو الـ50 سنة المقبلة، ستكون عصر العنف، ضغط الدولة في العالم سيزداد، والخائفون سيخرجون من جلودهم ويصيرون مادة للعنف، العنف الشامل وطغيان الدولة سيلغي القانون نهائيًا، ويعيدنا إلى وضع همجي، التفكك والانحلال، لكل قيمة وبنية وعلاقة”.

يميل الراهب في روايته “الوباء” التي فازت بجائزة “اتحاد الكتاب العرب” عام 1981، إلى الفكر العروبي النقدي ضد الاستبداد، إذ يرصد هذا الفكر عبر حياة الأفراد الشخصية الذين يناضلون، عبر ثلاثة أجيال، للخلاص من حكم السلطة غير العادلة.

تنتمي “الوباء” (298 صفحة) إلى الروايات التي تستخدم الإبداع الأدبي في محاولة تثبيت الوعي لدى القراء، وتحديث ذهن الفرد بمرور الزمن نحو تحرر منطقي من مشكلات المجتمع المتراكمة.

ولد الروائي هاني الراهب عام 1939 في قرية مشقيتا بمحافظة اللاذقية، لكنه عاش أعوام طفولته متنقلًا ما بين المدينة والريف، ومتأثرًا بوفاة أخيه الأكبر الذي كان يتولى رعاية العائلة بكاملها، فناب عنه أخوه الثاني إلى أن حصل هاني على شهادة الثانوية العامة.

وفازت روايته الأولى “المهزومون” بجائزة “دار الآداب” عام 1960، حينها، كان طالبًا جامعيًا في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة “دمشق”، بعد أن مُنح مقعدًا مجانيًا فيها لتفوقه الدراسي.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة