قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن روسيا لا تسعى للتخلي عن التعامل بالدولار الأمريكي، لكنها قد تضطر لفعل ذلك، بسبب العقوبات الأمريكية التي تفرضها واشنطن.
وأوضح بوتين، في مؤتمر صحفي لأعمال منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي اليوم، السبت 5 من حزيران، أن روسيا لا تستطيع سداد مدفوعاتها بالدولار الأمريكي مع شركائها كجزء من التعاون العسكري التقني بسبب العقوبات الأمريكية.
وعليه، فإن “روسيا مجبرة على التحول إلى التسويات بعملات أخرى بسبب العقوبات الأمريكية”، بحسب وكالة “تاس” الروسية.
وأضاف بوتين أن مثل هذه التصرفات تضر السلطات الأمريكية نفسها بالدرجة الأولى.
ولفت الرئيس الروسي إلى أن احتياطيات النقد الأجنبي بالدولار آخذة في الانخفاض، ليس في روسيا فقط، بل في جميع أنحاء العالم بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها، وأن الوضع الحالي قد يجبر شركات الطاقة في نهاية المطاف على التخلي عن العملة الأمريكية في مستوطناتها، الأمر الذي سيؤثر بشكل خطير على مكانة الدولار في العالم.
وقال بوتين، إن “بعض شركاتنا، على سبيل المثال، في قطاع النفط، لديهم تقلبات في العملات الوطنية ولا تريد ترك الدولار اليوم”، لكن عندما يتم وضعها في ظروف كهذه، لا يكون لديها خيار آخر.
وشدد على أن “هذه ستكون بالفعل ضربة قوية للدولار كعملة احتياطية عالمية”.
وكانت وزارة المالية الروسية، أعلنت أنها ستغير هيكل صندوق الرفاه الوطني خلال شهر، حيث ستقوم بالاستغناء عن الدولار وتستبدل به الذهب وعملات أخرى.
ونبّه بوتين الولايات المتحدة إلى أنها بالاستمرار بنهجها السياسي الحالي ترتكب “خطأ” قد يؤدي في نهاية المطاف إلى انهيارها.
في لقائه المرتقب مع بايدن
قال بوتين، إنه لا يتوقع أي انفراج بعد اجتماعه مع نظيره الأمريكي، جو بايدن، المقرر عقده في 16 من حزيران الحالي بجنيف، لكنه يعتقد أن البلدين لديهما مصالح مشتركة.
وأضاف، “لا أتوقع أي اختراقات نتيجة لذلك الاجتماع، لكنني أعتقد أنه على الرغم من التناقضات، التي لم تخلقها روسيا، أود أن أذكر ذلك، لا تزال لدينا مصالح متداخلة”.
وتابع الرئيس الروسي، “من بينها حل القضايا البيئية إلى جانب الاستقرار الاستراتيجي والعمل المشترك الهادف إلى حل بعض الأزمات الإقليمية”.
وكانت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا أعلنتا أن الرئيسين، بايدن وبوتين، سيلتقيان في 16 من حزيران الحالي بمدينة جنيف السويسرية.
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، في بيان لها، في 25 من أيار الماضي، إن الرئيسين سيناقشان عددًا من القضايا الملحة، بهدف استعادة التوازن في العلاقات بيت البلدين.
وأضافت في هذا الصدد، “نسعى إلى استعادة القدرة على التنبؤ والاستقرار في العلاقات الأمريكية- الروسية”.
وجاء في بيان لـ”الكرملين” أن “الزعيمين سيناقشان العلاقات الثنائية والمشكلات المتعلقة بالاستقرار النووي الاستراتيجي وقضايا أخرى، من بينها التعاون في مكافحة (كوفيد- 19) والصراعات الإقليمية”.
وسيعقد الاجتماع المرتقب بين الرئيسين على هامش اجتماعات قادة “مجموعة السبع” و”حلف شمال الأطلسي” (الناتو).
وقالت الخارجية الروسية، بحسب بيان في 18 من آذار الماضي، إن موسكو استدعت السفير “للتشاور” وتحليل مستقبل العلاقات الروسية- الأمريكية، مشيرة إلى أن موسكو مهتمة بالحيلولة دون تدهور العلاقات مع واشنطن.
وتصاعد التوتر بين البلدين مؤخرًا مع اتهام واشنطن موسكو بتعزيز قواتها قرب الحدود مع أوكرانيا، وعقب مطالبتها بالإفراج عن المعارض الروسي المعتقل أليكسي نافالني.
–