تحدثت الفتاة المجردة من جنسيتها البريطانية شميمة بيجوم، في الفيلم الوثائقي “العودة: الحياة بعد داعش”، عن قصة انضمامها إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ونقلت صحيفة “The Mail Online” البريطانية اليوم، السبت 5 من حزيران، حديث شميمة عن الفيلم الوثائقي، الذي قالت فيه، “كنت أعلم أنه كان قرارًا كبيرًا، لكنني شعرت بضرورة القيام بذلك بسرعة”.
زعمت شميمة بيجوم أنها انضمت إلى تنظيم “الدولة”، لأنها لم ترد أن تكون “الصديق الذي تُرك خلف أصدقائه”، بحسب ما ترجمته عنب بلدي.
وقالت إنها جُنّدت مع صديقاتها، منذ أن غادرت المملكة المتحدة في سن الـ15 في عام 2015، عبر الإنترنت، من قبل أنصار التنظيم ليصبحن “جزءًا من شيء ما”، بحسب ما أخبروها.
قالت شميمة، التي تنحدر من مدينة بيثنال غرين، شرقي لندن، إن المجندين استغلوا الذنب الذي شعرت به هي وصديقاتها، عند رؤية المسلمين يعانون في الصراع السوري.
وبررت سبب انضمامها بأنها كانت “شابة وساذجة”، وأنها أرادت مساعدة الناس في سوريا التي مزقتها الحرب.
واتهمت شميمة في الفيلم، الذي تصل مدته إلى 90 دقيقة، الحكومة البريطانية باختلاق قصص عن التزامها بـ”الإسلام الراديكالي”، عندما سحبت جنسيتها، مدعية أنها كانت خائفة جدًا من إدانة التنظيم خوفًا على سلامتها في المخيم.
وتحدثت عن حسرة اضطرارها لإخبار والدي صديقتها أميرة عباسي وكاديزا سلطانة بأن الفتاتين قُتلتا في مدينة الباغوز، وروت قصتها وهي تبكي، قائلة “أشعر أنه ليس لدي أصدقاء بعد الآن، لقد كانوا كل ما أملك”.
كما كشفت عن رغبتها في الانتحار بعد وفاة أطفالها الثلاثة في سوريا، لكنها توسلت إلى الحكومة البريطانية لكي تمنحها “فرصة ثانية”.
وقالت بخصوص ذلك، “عندما توفيت ابنتي كان الأمر صعبًا للغاية، لأنني شعرت بالوحدة وشعرت أن عالمي بأكمله ينهار أمامي ولا يمكنني فعل أي شيء، شعرت أنه كان خطئي لعدم إخراجهم بشكل فوري”.
واعتبرت أن الشيء الوحيد الذي أبقاها على قيد الحياة هو طفلها الذي كانت حاملًا به آنذاك.
وتزوجت شميمة من مقاتل هولندي شاب بعد أسابيع من وصولها إلى سوريا، وأنجبت فيما بعد ثلاثة أطفال، ماتوا جميعهم، وفي نفس الشهر، أُبلغت عائلتها أنه سيتم تجريدها من جنسيتها البريطانية، وهي الجنسية الوحيدة التي حصلت عليها.
وأملت شميمة في أن يكون لدى الشعب البريطاني “عقل متفتح” بشأن سبب مغادرتها سابقًا، وهويتها الحالية الآن، وحثت الحكومة على السماح لها بالعودة إلى الوطن.
وتابعت أن “الناس يشعرون أنني مسؤولة عن جرائم (داعش)، ويعتقدون أنني أيدتها، لكن هذا ليس صحيحًا”، ولكنها تدرك الآن أنها كانت “ساذجة” وترفض معتقداته.
وهي واحدة من عدة نساء بريطانيات تقطعت بهن السبل في مخيم “الروج” بعد سحب جنسيتهن.
كانت شميمة في الـ15 من عمرها عندما هربت مع تلميذتين أخريين إلى سوريا للزواج من “جهادي” هولندي في عام 2015.
وظهرت شميمة في مقابلة مع صحيفة “EL PAÍS”، وقالت إنها خلعت حجاب وجهها منذ أكثر من عام.
واكتفت بقولها في المقابلة، بحسب ما ترجمته عنب بلدي، “لقد منعني المحامي من التحدث إلى وسائل الإعلام”، وهي ترتدي قبعة جلدية سوداء، ونظارات شمسية، وبنطالًا ضيقًا، يتناقض مع مظهرها السابق.
بريطانيا تقبل باستئناف محاكمتها
قضت المحكمة التي تتولى قضية شميمة بيجوم في نيسان الماضي لمصلحتها، وأنه قد يُسمح لها بالعودة إلى بلدها لاستئناف قرار محاكمتها، بحسب ما أفادت به صحيفة “The new york Times“.
ويسمح القانون البريطاني لوزيرة الداخلية بإلغاء جنسية من يحمل جنسية واحدة، إذا كان هناك “سبب معقول” للاعتقاد بأن الشخص يمكنه الحصول على جنسية أخرى في مكان آخر.
استأنفت شميمة قرار المحكمة بتجريدها من جنسيتها، وناشدت السلطات البريطانية لإعادتها إلى وطنها لمحاكمتها فيه، وهو أمر تعهدت الحكومة بعدم القيام به.
وقالت السلطات في بنغلاديش (التي تنحدر منها شميمة من ناحية أمها) إن شميمة لم تطالب قط بجنسية تلك الدولة، وإنه لن يُسمح لها بدخول بنغلاديش.
ومع ذلك، فإن الحكم بعودة شميمة إلى بريطانيا لاستئناف القرار بشأن جنسيتها لا يعني أنها ستنجح في استعادتها.
وستتم مراجعة القضية من قبل المحكمة الخاصة التي قضت في البداية بأن سحب جنسية شميمة كان قانونيًا.
وتعيش حوالي 800 عائلة في مخيم “الروج”، بالقرب من الحدود التركية والعراقية، ويعتبر أفضل من مخيم “الهول” سيئ السمعة الذي يبعد 80 ميلًا عن “الروج”، ويضم 15000 عائلة.
–