كانت آخر كلماته لعناصره على جبهة عطشان بعد أن أصبح وضعهم في خطر “عودوا أنتم مشاة وأنا سأجمع الأغراض وألحق بكم بالسيارة”، منفذًا كلمته التي رددها على الدوام “خلي يروح واحد وما يروحوا الكل”، ليكون الشخص الذي “فدا الجميع بروحه” وفق أصدقائه.
أبو كرمو الحموي، أحد أمهر رماة مدفع جهنم في ريف حماة، ذو العشرين عامًا، اختار طريق الثورة في السابعة عشر من عمره، ويقول صديقه عبد الله الحموي “إن أبو كرمو بعد احتلال حماة وريفها من قبل قوات النظام اختار طريق المقاومة ومع ذلك لم يكن مطلوبًا، وكان يقوم بتنفيذ عمليات داخل حماة مع أصدقائه الثوار”.
وعندما لم تسمح الظروف بالعمل العسكري داخل المدينة قرر أبو كرمو الانتقال نحو الريف الشمالي، ويتابع الحموي “التحق الشهيد أبو كرمو بعدة ألوية كان آخرها لواء الفاتحين العامل في ريف حماة وهناك كان مستقره في كتيبة الهندسة، حيث عمل راميًا لمدفع الهاون، وبعد تصنيع مدفع جهنم كان من أوائل مستخدمي السلاح وأصبح الأمهر في الرماية عليه”.
استطاع أبو كرمو إلحاق خسائر كبيرة في صفوف قوات الأسد إبان معارك مدينة مورك، العام الفائت، يقول أبو سارية أحد أصدقائه، موضحًا “عند اشتداد معارك مورك كان أبو كرمو رحمه الله على النقاط المتقدمة وكانت إصاباته محققة في استهداف تجمعات قوات النظام والشبيحة، موقعًا خسائر بشرية ومادية في صفوف العدو”.
“أصبح صوت أبو كرمو مثيرًا للرعب لدى قوات النظام، فعند سماعه على القبضة اللاسلكية كانوا يغيرون مواقعهم على الفور ويبدؤون بالتمهيد والقصف بالمدافع والدبابات”، بحسب أبو سارية ويردف “ذاع صيت أبو كرمو في ريفي حماة وإدلب، كما شارك في تحرير محافظة إدلب إلى جانب جيش الفتح”.
توفي أبو كرمو أثناء محاولته تنفيذ رمايات مدفعية ضد قوات الأسد في بلدة عطشان شمال شرق حماة، الأحد 11 تشرين الأول، متأثرًا بإصابة بليغة بصاروخ استهدف البناء الذي كان يتمركز فيه.
–