حراك بريطاني يواجه عضوية سوريا في مجلس “الصحة العالمية” التنفيذي

  • 2021/06/03
  • 6:17 م

عاملون في مديرية صحة إدلب يحتجون على انتخاب سوريا لعضوية المجلس التنفيذي في منظمة الصحة العالمية- 31 أيار 2021 (عنب بلدي)

انتقد مسؤولون بريطانيون انتخاب النظام السوري لعضوية المجلس التنفيذي في منظمة الصحة العالمية.

وقال وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جيمس كليفرلي، في تغريدة عبر “تويتر” اليوم، الخمس 3 من حزيران، إن تعيين سوريا في المجلس التنفيذي يتناقض “بشكل صارخ” مع استهداف النظام المستمر للمنشآت الطبية والعاملين.

وأضاف كليفرلي أن ثلاث هيئات للأم المتحدة وجدت أن الأسد مسؤول عن فظائع ضد الشعب السوري، وسوف يلعب نظامه الآن دورًا في إدارة منظمة الصحة العالمية.

“يجب على أعضاء المجلس التنفيذي الدفاع عن حقوق الإنسان ، وليس انتهاكها”، بحسب الوزير البريطاني، الذي تحدث عن وجوب حماية المرافق الطبية والعاملين الصحيين، والسماح بوصول المساعدات دون عوائق داخل سوريا وعبر حدودها لإتاحة وصول إغاثة حيوية، مثل لقاحات “كورونا” للمحتاجين إليها، أكثر من أي وقت مضى.

من جهته، عبّر ممثل المملكة المتحدة في منظمة التجارة العالمية والأمم المتحدة في جنيف الدبلوماسي البريطاني سيمون مانلي، عن “خيبة أمله” لرؤية سوريا تُعين في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية.

وقال في تغريدة عبر “تويتر” أمس، الأربعاء 2 من حزيران، إنه يجب على أعضاء المجلس التنفيذي دعم حقوق الإنسان، وليس انتهاكها، معتبرًا أنه حان الوقت لسوريا لحماية، وليس استهداف، المرافق الصحية والعاملين والسماح بالوصول دون عوائق للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك الإمدادات الطبية.

وأكد حساب “المملكة المتحدة من أجل سوريا” (UK for Syria) ضرورة دعم أعضاء المجلس التنفيذي لحقوق الإنسان في سوريا، مشيرًا إلى أن النظام السوري شنّ هجمات أسلحة كيميائية ضد سكانه واستهدف عمدًا مرافق الرعاية الصحية وأول المستجيبين في حالات الطوارئ.

انتقاد ألماني سابق

وكان وزير الصحة الألماني، ينس شبان، قال إنه “ليس سعيدًا” بقرار انتخاب “الصحة العالمية”سوريا لعضوية المجلس التنفيذي فيها.

وأضاف أن اختيار سوريا الذي جرى من دون جدل أو معارضة في اجتماع لأعضاء منظمة الصحة العالمية بجنيف خلال عطلة الأسبوع، يعكس ضرورة العمل مع بعض الحكومات من أجل مصلحة شعوبها وبالأخص في قضايا الصحة، بحسب ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس“.

واعتبر أن التعاون الدولي بين الدول ذات السيادة ضروري لتنسيق ووضع المعايير معًا، مشيرًا إلى أن نفس الوضع يمكن أن يحصل في محافل دولية أخرى، مثل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

واعتبر شبان أن “هذه هي عيوب السياسة الواقعية”، وهي التي تقوم على أهداف عملية بدلًا من المثل العليا، قائلًا، “خاصة عندما يتعلق الأمر بالمسائل الصحية والرعاية الصحية للشعوب، هنا يصبح السؤال، من المتضرر حقيقة إن لم نقم بمثل هذا التعاون؟ النظام أم الشعب؟”.

النظام السوري عضو في المجلس التنفيذي

وفي 28 من أيار الحالي، انتخبت “الصحة العالمية” بالإجماع في دورتها الـ74، سوريا لعضوية المجلس التنفيذي فيها، من بين أعضاء آخرين انضموا حديثًا إلى المجلس.

وأثارت هذه الخطوة استياء عاملين سوريين في القطاع الصحي، وناشطين ومنظمات وجمعيات مجتمع مدني عاملة في الشأن السوري، بسبب انتهاكات النظام الموثقة دوليًا في القطاع الصحي.

ويُظهر المقطع المصوّر، الذي شاركه الكاتب والصحفي السوري منصور العمري عبر “فيس بوك“، لانتخاب سوريا في مجلس “الصحة العالمية”، عدم اعتراض أحد من ممثلي الدول الأعضاء الحاضرين للاجتماع على الترشح.

وقالت رئيسة جمعية المنظمة، بعد أن تلت أسماء 12 دولة مرشحة لعضوية المجلس التنفيذي للمنظمة بما فيها سوريا، “أرى أنه لا أحد يريد التعليق، وأفهم أنه لا يوجد اعتراض، لذلك أعلن انتخاب الأعضاء الـ12”.

والحضور هم ممثلو الدول الأعضاء في المنظمة، بما فيها دول ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وقطر وتركيا.

وبحسب العمري، فإن من يتخذ القرارات عمومًا في الأمم المتحدة ومنظماتها هي الدول الأعضاء لا المنظمة بحد ذاتها.

ويتألف المجلس التنفيذي للمنظمة من 34 فردًا من ذوي المؤهلات التقنية في مجال الصحة، ويجري تسمية كل فرد من قبل إحدى الدول الأعضاء المنتخبة لهذا الغرض من قبل المنظمة، وتُنتخب الدول الأعضاء لولاية مدتها ثلاث سنوات.

ويجتمع المجلس مرتين على الأقل سنويًا، ويُعقد الاجتماع الرئيس عادة في كانون الثاني من كل عام، مع عقد اجتماع ثانٍ أقصر مدة في أيار.

وتقتصر وظائفه المجلس التنفيذي الرئيسة على إنفاذ ما تقرره منظمة الصحة، وإنفاذ سياساتها، وإسداء المشورة إليها، والعمل عمومًا على تيسير عملها.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا