أعلنت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، تقديم بلادها نحو 240 مليون دولار في شكل تمويل إنساني إضافي لشعب سوريا وللمجتمعات التي تستضيفهم.
وأوضحت أن هذا التمويل من “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية” يأتي في إطار توفير الغذاء للأطفال الجائعين وحماية الأسر المشردة، وتقديم اللقاحات في ظل انتشار جائحة “كورونا”، وإيقاف معاناة السوريين.
وقالت السفيرة في بيان صادر اليوم، الخميس 3 من حزيران، خلال زيارتها للحدود التركية- السورية، “بعد عشرة سنوات من الصراع في ظل نظام الأسد الوحشي، أصبح الشعب السوري أسوأ حالًا على الإطلاق، هناك أكثر من 13 مليون سوري في حاجة ماسة إلى المساعدة”.
وأضافت، “خلفي هو مركز الشحن العابر للحدود باب الهوى، (…) بالنسبة لملايين المدنيين في إدلب هذا هو شريان حياتهم، خلال العام ونصف العام الماضيين، نجح بعض أعضاء مجلس الأمن في إغلاق معبريين آخرين إلى سوريا بشكل مخجل، باب الهوى هو حرفيًا كل ما تبقى”.
ودعت السفيرة المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن إلى دعم السوريين، مشيرة إلى أنها ستناشد زملائها لدعم استمرار هذه العملية، وإعادة فتح معبرين حدوديين آخرين مغلقين.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت أن سفيرتها لدى الأمم المتحدة ستسافر إلى تركيا في الفترة ما بين 2 و4 من حزيران الحالي، للتركيز على “الدعم المكثف الذي تقدمه الأمم المتحدة والوكالات الشريكة لها، في سبيل تلبية الاحتياجات الإنسانية الملحّة في سوريا”.
وبحسب بيان للخارجية، ستتم مناقشة تحسين التعاون فيما يخص الوضع في سوريا، بما في ذلك إدارة أزمة اللاجئين، والاعتراف بدور تركيا في تسهيل نقل المساعدات الإنسانية عبر الحدود، واستضافتها ملايين اللاجئين السوريين وتوفير الملاذ الآمن لهم.
وتأتي زيارة غرينفيلد، بحسب البيان، في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة مع الأمم المتحدة، لإعادة تفويض الأمم المتحدة بعملية عبور وتقديم المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا، إذ سيتم التأكيد على الحاجة الملحة إلى مزيد من المعابر وإيصال المزيد من المساعدات الدولية المكثفة.
واعتبر البيان أنه “لا يوجد بديل آخر قابل للتطبيق من أجل التخفيف من الاحتياجات الهائلة للسكان المعرّضين للخطر في شمالي سوريا، وهي الاحتياجات التي زاد منها انتشار جائحة فيروس (كورورنا المستجد)”.
وسيجدد التفويض الخاص بعملية عبور المساعدات عبر الحدود في 10 من تموز المقبل.
ويحتاج قرار تمديد موافقة المجلس إلى تسعة أصوات مؤيدة، وعدم استخدام حق “النقض” من أي من الأعضاء الخمسة الدائمين، روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
وحاول النظام وروسيا فتح معابر مع مناطق سيطرة المعارضة بعد اتفاق “موسكو” في 5 من آذار 2020، لكن الأمر لم يلقَ قبولًا لدى أهالٍ في مناطق سيطرة المعارضة.
ودعا وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في 30 من آذار الماضي، إلى إعادة فتح المعبر الحدودي الثاني مع تركيا (باب السلامة) الذي كان يستخدم لإيصال المساعدات إلى نحو أربعة ملايين سوري، والمعبر مع العراق (اليعربية) الذي جلب المساعدات إلى 1.3 مليون سوري في الشمال الشرقي، والذي تسيطر عليه “قسد” المتحالفة مع الولايات المتحدة، بحسب ما نقلته “أسوشيتد برس”.
وسمح مجلس الأمن المكوّن من 15 عضوًا لأول مرة بعملية إدخال مساعدات عبر الحدود إلى سوريا عام 2014 في أربعة معابر.
بينما أُغلقت ثلاثة منها العام الماضي، ليتبقى معبر واحد هو “باب الهوى”، بسبب معارضة روسيا والصين لتجديد جميع المعابر الأربعة.