نجا القيادي السابق في “الجيش الحر” عماد أبو زريق من محاولة اغتيال بعد محاولة استهدافه اليوم، الثلاثاء 1 من حزيران، بعبوة ناسفة، على طريق النعيمة- أم المياذن شرقي مدينة درعا، وذلك للمرة الثالثة بعد محاولتين سابقتين.
وأفاد مراسل عنب بلدي في مدينة درعا، أن العبوة أدت إلى حدوث أضرار مادية بالسيارة التي كان يقودها “أبو زريق”، ولم ينتج أي أضرار مادية أخرى.
ويترأس “أبو زريق” حاليًا مجموعة تعمل لمصلحة “الأمن العسكري” بقيادة لؤي العلي.
وقال قيادي سابق في المعارضة السورية لعنب بلدي (تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية)، إن حوادث الاغتيال تحدث بشكل شبه يومي في عموم محافظة درعا، وتتعدد الجهات المنفذة باختلاف الشخصيات المستهدفة.
و”هذا يعني أن منفذيها ينتمون لأجندة مختلفة وغير معروفين حتى هذه اللحظة”، بحسب القيادي، باستثناء بعض العمليات التي يتبناها تنظيم “الدولة”، وهي قليلة بالنسبة لإجمالي العمليات.
وليست المرة الأولى التي يتعرض فيها “أبو زريق” لمحاولة اغتيال، إذ حاول مجهولون، في آب 2020، اغتياله عبر عبوة ناسفة مزروعة في دراجة نارية بعد حضوره مباراة كرة قدم بين فريقين من بلدتي نصيب وداعل.
وفي حزيران 2020، حاول أيضًا مجهولون اغتياله إلى جانب القيادي عامر الراضي في معبر “نصيب” الحدودي، عبر تفجير دراجة نارية كانت مركونة قرب استراحته داخل المعبر.
وكان “أبو زريق” يترأس قيادة “جيش اليرموك”، أحد فصائل “الجيش الحر” في الجبهة الجنوبية، وقاد عددًا من المعارك ضد تنظيم “الدولة” بعد سيطرته على حوض اليرموك في شباط 2017.
اقرأ أيضًا: اغتيال شخصيات مدنية في درعا يترجم “فقدان الثقة”
وبعد سيطرة النظام السوري على المنطقة، خرج مع قادة الجبهة الجنوبية إلى الأردن، قبل أن يعود في منتصف 2019، ويتحول إلى العمل لمصلحة “الأمن العسكري” في قوات النظام السوري.
وتكررت عمليات الاغتيال في درعا عقب سيطرة قوات النظام السوري، بدعم روسي، على محافظتي درعا والقنيطرة، في تموز 2018، بموجب اتفاقية فُرضت على الراغبين بـ”تسوية” أوضاعهم في المنطقة.
كما طالت عمليات الاغتيال عناصر سابقين في قوات المعارضة، وعناصر “تسويات”، وخرجت عدة مظاهرات مناهضة للنظام بعد اغتيال عناصر تابعين للمعارضة سابقًا.
ارتفاع في وتيرة الاستهداف بدافع الاغتيال
ويعتقد الباحث السياسي- العسكري عبد الوهاب عاصي، في حديث سابق إلى عنب بلدي، أن هناك ارتفاعًا في وتيرة استهداف القياديين ورؤساء البلديات، وهذا الارتفاع ناتج عن غياب الثقة بين النظام السوري وحلفائه وبين السكان المحليين وفصائل “التسوية”، مشيرًا إلى أن النظام منذ 2020، يسعى لتوقيع اتفاقيات “إعادة التسوية” التي تهدف إلى استعادة مفهوم السيادة بشكل كامل بما فيه استعادة دور ومكانة المراكز الحكومية.
ووثق “مكتب توثيق الشهداء في درعا” 66 عملية ومحاولة اغتيال في المحافظة خلال أيار الماضي، قُتل فيها 41 شخصًا وأُصيب 13 شخصًا ونجا منهم 12 شخصًا.
ونُفذت 39 عملية بالرصاص المباشر، وعملية واحدة بتفجير عبوة ناسفة، وشهد ريف درعا الغربي 27 عملية ومحاولة اغتيال، في حين شهد الريف الشرقي 36 عملية ومحاولة اغتيال، وست عمليات ومحاولة اغتيال شهدتها مدينة درعا البلد.
ومن بين القتلى الذي وثقهم “المكتب” 17 مقاتلًا سابقًا في فصائل المعارضة، انضم 11 منهم لتشكيلات قوات النظام السوري بعد “التسوية” في تموز 2018.
–