عنب بلدي – ريف دمشق
أجرت قناة سما الفضائية، المحسوبة على نظام الأسد والمملوكة من رامي مخلوف، يوم الاثنين الفائت جولة ميدانية في بلدة زاكية، التابعة لمنطقة الكسوة في الريف الغربي، للمرة الأولى منذ انطلاق الثورة السورية، ضمن برنامج يرصد أحوال الناس في المناطق الساخنة، والخارجة عن سيطرة النظام.
وزارت «سما»، بالتنسيق مع وجهاء في البلدة، بعض المدارس التي اتخذها المواطنون مراكز للإيواء، ويقطنها مُهجّرون من مناطق مختلفة، معظمهم من مدن وبلدات ريف دمشق الغربي والجنوبي، وذلك لإلقاء الضوء على الواقع المعيشي والخدمي، بحسب وصف القناة.
وأجرت القناة مقابلات تلفزيونية مع العديد من الأهالي، واستمعت إلى شكاويهم على عدم وصول المساعدات الإغاثية إلى المنطقة بسبب الحصار المفروض عليها منذ ما يقارب العامين ونصف. وتحدث الأهالي عن سوء الوضع السكني والمعيشي وارتفاع الأسعار، بينما أشار أحد الوجهاء إلى أن بلدة زاكية عقدت مصالحة مع النظام، وهي على استعداد للمصالحة «مرارًا وتكرارًا»، إن كان لابد من ذلك للسماح بإدخال المساعدات.
كما سجل البرنامج (أحوال الناس) لاحقًا مقابلة تلفزيونية مع رئيس بلدية زاكية وعضو مجلس محافظة ريف دمشق، تحدثا خلالها عن حالة «الأمن والتعايش والوئام بين المسلحين والمؤسسات المدنية التابعة للنظام»، والتي «ما تزال تمارس عملها في البلدة بدون مضايقات».
وقد تناقل بعض المواطنين معلومات عن قيام النظام بإدخال عدة صهاريج من مادة المازوت، وتوزيعها بشكل عشوائي على السكان كبادرة حسن نية، كما وعدهم بإدخال المحروقات بشكل نظامي بالإضافة الى السماح بإدخال المساعدات الإنسانية لاحقًا، وتسهيل عمل للمنظمات الإغاثية لتقديم الخدمات المختلفة للمنكوبين والمهجّرين.
وتعاني بلدة زاكية من حصار جزئي منذ ما يقارب العامين ونصف، أدى إلى حرمان المنطقة من الوقود والمساعدات الإنسانية بشكل شبه كامل، عبر الحواجز ونقاط التفتيش المنتشرة على مداخل البلدة. وتعرضت زاكية خلال فترة الحصار لعدة قذائف وبراميل متفجرة، أودت بالعديد من المدنيين بين قتلى وجرحى، كما شهدت البلدة مؤخرًا كشف خلية تابعة لحزب الله السوري في شهر رمضان المنصرم، تم اعدام عناصرها بعد التحقيق معهم وإدلائه باعترافات حول عمليات اغتيال لشخصيات قيادية كانوا ينوون تنفيذها.