الجيش الحر أيقونة شعبية وهو الأقرب إلى قلبنا
يامن الناصر لعنب بلدي: جيش الشام قوامه سوريون ويحمل راية الثورة
عبادة كوجان – عنب بلدي
أعلن يوم الجمعة، 9 تشرين الأول، عن ولادة فصيل معارض جديد في سوريا، حمل اسم «جيش الشام»، وكانت باكورة أعماله المشاركة في استعادة السيطرة على قرية تل سوسين في ريف حلب الشمالي، وطرد عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» منها.
واتخذ الفصيل الجديد شعار «ثورة على الطغاة والغلاة»، في ملف تعريفي بث عبر الإنترنت، موضحًا أن هدفه هو حماية سوريا وشعبها، وتحقيق آمالهم وطموحاتهم، في هوية إسلامية واضحة برزت في قادته ومؤسسيه.
عنب بلدي تحدثت إلى يامن الناصر، أحد مؤسسي «جيش الشام»، وأطلعها عن ظروف تشكيل الجسم العسكري الجديد وأهدافه وتطلعاته.
حجم الجيش وانتشاره
يعتمد جيش الشام على الفصائل غير المنتمية إلى التشكيلات الكبرى، كالكتائب الصغيرة والمستقلة، بحسب الناصر، الذي قال إن كثيرًا من العناصر المتواجدة على الأرض السورية غير مقتنعة ببقائها في تلك الكتائب الصغيرة التي تعمل ضمنها، مما يعرضها إلى انفراط عقدها، «وحال أفرادها بين ثلاث سبل: إما الذهاب إلى تركيا، أو اللجوء إلى أوروبا، أو ترك الجهاد، ومن هنا أتت فكرة جيش الشام لاحتواء هذه الكتائب الصغيرة وعناصرها وصهرها في جيش واحد وإدارة مركزية تراعي قيادة الحرب باستراتيجية واضحة ومنظور باتجاه مستقبل مرسوم، بحيث نمشي جميعًا باتجاهه بطريقة تشاركية».
ولفت القيادي في جيش الشام، إلى أن «هناك أناس تركوا كتائبهم وسعينا بالصلح لإرجاعهم لكنهم رفضوا، فضممناهم رغبة منا بحفظ جهودهم وسواعدهم في خدمة شعب سوريا وثورته المباركة.. وفي هذا السياق قد تجد بعضًا ممن كان في الجبهة الشامية أو حركة أحرار الشام الإسلامية أو الجيش الحر أو الفصائل المنتمية للمجالس العسكرية، وهذا أمر لا يخلوا منه فصيل»، وأردف «نحن فصيل جديد سيأتي بعناصر من الذين عملوا ضمن الساحة السورية بكل تأكيد، ولا يوجد فصيل في الثورة إلا وأتت عليه مرحلة الانتقال من طور إلى آخر».
وعن تعداد الفصيل الجديد، أكد الناصر أن أعدادًا «كبيرة جدًا» أرادت الانضواء تحت قيادة جيش الشام، وأضاف «كان اختيارنا وفق شروط معينة، من بينها العمل بنظام عسكري متبع في الجيوش المجولقة، والعمل على جميع الجبهات بما فيها النظام وداعش».
ولم يفصح القيادي عن تعداد جيش الشام، مكتفيًا بالقول أن «العدد كبير ويرتقي لتسمية جيش بإذن الله»، ومنوهًا إلى أن «معظم الانضمامات كانت من قبل كتائب صغيرة، ضمن شروط تموج في هذا الجيش دون مسمى معين.. فالجميع يعمل ضمن جيش الشام».
وينتشر جيش الشام في إدلب وحلب وحماة وقريبًا في الساحل، بحسب الناصر، مضيفًا أن «إعلانه كان في حلب ضد الدواعش، لكنه شارك سابقًا في معارك باشكوي ومارع بريف حلب الشمالي دون إعلان، وحاليًا يشارك في معارك كفرنبودة وكفرزيتا في ريف حماة وقدم عددًا من شهداء».
عقائدي مستقل ورايته علم الثورة
وقال الناصر «نريد أن نربي أنفسنا على الخروج من الأدلجة والحزبيات المقيتة التي لم تسلم منها النفوس البشرية وتسببت في كثير من الأخطاء والسلبيات في جميع الفصائل وأخرت قطف ثمار الثورة، فنحن كجيش عقدي مسلمون من أهل السنة، يتطلعون لحماية بلدهم وتحريرها وصد الصائل ونصرة المستضعفين، وهذا همنا حقيقة»، وأضاف «لن يكون هذا الجيش مؤدلجًا، وقوامه وعناصره جميعًا من السوريين».
وتبنى جيش الشام علم الاستقلال، واعتبر الناصر أن «علم الثورة هو راية صحيحة وشرعية، ونحن نتبناها لأنها راية الثورة، أما باقي الرايات تمثل الفصائل لا الثورة، لذلك هي معتمدة عندنا، وسنحرص على وجودها في اللقاءات الرسمية».
وعن رأيه في الجيش الحر، لفت الناصر إلى أن «معظم الفصائل في الداخل لها مركزية قرار وقيادات معروفة ومجالس عسكرية وسياسية، أما الجيش الحر فجميع الفصائل التي تحمل هذا الاسم هم أبناء سوريا وثوارها، لكنهم لا يملكون تلك القيادة المركزية الميدانية أو حتى السياسية التي تديره، ويبقى هذا المسمى أيقونة شعبية سورية هي الأقرب إلى قلبنا»، موضحًا أن «جيش الشام سيكون فصيلًا سوريًا بحتًا متبنيًا راية الثورة ومدافعًا عن أهدافها، ولا يهم أن يكون منضويًا في الجيش الحر أو لا، الأمر يقاس بما يقدمه».
قيادة التشكيل وبنيته التنظيمية
يقود جيش الشام، محمد طلال بازرباشي (أبو عبد الرحمن السوري)، القيادي والعضو المؤسس في كتائب أحرار الشام، ثم لاحقًا في حركة أحرار الشام الإسلامية، إلى جانب يامن الناصر، الذي كان بدوره قياديًا ومؤسسًا في صفوف الحركة.
ولفت الناصر إلى دور الشيخ أبو العباس الشامي وعلاقته بالجيش «الشيخ هو أب روحي لجيش الشام، ومن أهم مرجعيات الثورة السورية الشرعية، وهو وإن لم يكن منظمًا في الجيش إلا أنه بمثابة الأب الروحي له كما هو لغيره من الفصائل كأحرار الشام، وهناك قيادات في الصف الثاني»، ويعتبر الشامي من أبرز المرجعيات الدينية في ظل الثورة السورية.
واعتبر الناصر أن الفصائل التي حلت في الآونة الأخيرة، لسبب أو لآخر، كانت تعاني من مشاكل في البنية التنظيمية، وتابع «طبقة الجنود في معظم الفصائل واحدة، حتى في تلك التي تعاني من ضعف الانضباط العسكري والتنظيمي، لكنهم انضموا إليها من أجل الراتب الشهري لكفاية عوائلهم، نحن نهتم بمتابعة هؤلاء جميعًا، ومحاولة عمل برامج لهم عن طريق مرشدين وواعظين شرعيين يحاولون توجيههم إلى الطريق الصحيح والانضباط الشرعي والأخلاقي والعسكري، قبل ضمهم إلى جيش الشام».
يامن الناصر (أبو بكر الديري)، من محافظة دير الزور، ومعتقل سابق في سجن صيدنايا بريف دمشق، خرج في العفو الصادر نهاية عام 2011، وهو قيادي وأحد مؤسسي حركة أحرار الشام الإسلامية، تبوأ فيها عدة مناصب قيادية، منها تأسيس وإمارة الحركة في حلب، ومن ثم المنطقة الشرقية في سوريا، وتدرج في الحركة إلى أن اعتزلها بعد مقتل قادة الحركة في أيلول 2014.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :