تقدم طفيف في اللاذقية .. والضربات الروسية تنشط حركة النزوح إلى تركيا
حسام الجبلاوي – ريف اللاذقية
يبدو ريف اللاذقية هذه الأيام مهيأً أكثر من أي وقت مضى لمعارك مصيرية، توحي بها التعزيزات العسكرية الكبيرة لطرفي القتال على محاور الاشتباك، ومشاركة الطائرات الروسية ضمن هذه التجهيزات وعدم مفارقة طائراتها الاستطلاعية لسماء الريف المحرر.
وسبق ذلك خلال الأيام الماضية غارات روسية استهدفت مقرات ومستودعات ذخيرة وقرى تقع على الشريط الحدودي مع تركيا.
ورغم إغلاق الحدود بوجه النازحين وبناء سياج عازل ورفع سواتر ترابية على طول الحدود، فإن حركة العبور بطرق غير نظامية تنشط كثيرًا في المنطقة.
يروي الحاج أبو مروان، وهو أحد نازحي مدينة جسر الشغور الذين التقتهم عنب بلدي على الحدود التركية، قصة النزوح للمرة الثالثة هذا العام، ولكن هذه المرة خارج سوريا، فبعد مغادرته جسر الشغور نحو قرية الجانودية مع أبنائه الأربعة وزوجته.
فقد الحاج أحد أبنائه في قصف براميل النظام، وانتقل مع عائلته إلى اليمضية معللًا ذلك بأنّ زوجته كانت ترغب بالبقاء في سوريا، ولم يجدوا مكان أفضل من اليمضية للبقاء، لكنه يردف «مع بداية الضربات الروسية أصبح كل شيء ممكنًا ولم يبق أي مكان آمن».
وتعتبر اليمضية (تبعد أقل من 1 كم عن الحدود التركية)، التي كانت توصف بالآمنة، ملاذًا للعديد من النازحين القادمين من ريف اللاذقية ولاحقًا سهل الغاب وجسر الشغور، ويسكن في مخيماتها ما يقارب 1000 عائلة.
ميدانيًا تدور معارك توصف حاليًا بالكر والفر بين الطرفين في جب الأحمر بجبل الأكراد، حيث استطاعت قوات النظام يوم الجمعة، 9 تشرين الأول، السيطرة على عدة محارس لقوات المعارضة في المنطقة قبل أن تتمكن الفرقة الأولى الساحلية مدعومة بفصائل أخرى من الجيش الحر وأحرار الشام وجبهة النصرة استعادة ما خسرته في المنطقة في اليوم التالي.
وتشير التعزيزات الأخيرة لقوات النظام ووصول قوات أجنبية، بحسب مقاتلين تم رصد أصواتهم عبر قبضات الاتصال، إلى إصرار للتقدم والسيطرة على تلال جب الأحمر الاستراتيجية، والتي تشرف من الجهة الغربية على سهل الغاب وعلى جبل الأكراد من الجهة الشمالية.
وبحسب القائد العسكري في الفرقة الأولى الساحلية النقيب محمد باجيكو فإنّ «قوات المعارضة تدرك نية النظام، وقامت بتعزيز قواتها في المنطقة وإقامة الدشم والمحارس»، مشيرًا إلى «عشرات الغارات الجوية التي تستهدف المنطقة».
وأوضح مصدر من الجيش الحر لعنب بلدي، أن قوات الأسد المدعومة بميليشيات مختلفة وإسناد جوي من طيران السوخوي الروسي، استطاعت السيطرة على قرية كفردلبة وجبل دلبة المحاذي لبلدة سلمى في ريف اللاذقية.
وخلال المعارك الأخيرة قتل في جب الأحمر خلال يومين 5 من مقاتلي الجيش الحر، بينهم قائد عسكري في الفرقة الأولى، كما تصدت قوات المعارضة لمحاولة اقتحام أخرى لمنطقة كفر دلبة القريبة من مدينة سلمى.
وتسعى قوات المعارضة إلى تعطيل حركة مطار حميميم العسكري من خلال قصفه، وكانت حركة أحرار الشام الإسلامية تبنت الجمعة الفائت في بيان لها قصف المطار براجمات صواريخ، دون معلومات واضحة عن حجم الخسائر.
خوجة:
سيواجهون مصير السوفييت في أفغانستان
بدوره، قال خالد خوجة، رئيس الائتلاف السوري المعارض، إن روسيا أرسلت ألفي مقاتلٍ من «المرتزقة» إلى سوريا، وتريد رفع الرقم إلى 20 ألفًا، مؤكدًا أن «اللعبة التي أراد أن يلعبها بوتين في سوريا ستنقلب عليه في نهاية المطاف، ومن الممكن جدًا أن تواجه روسيا مصير الاتحاد السوفياتي في أفغانستان».
ولفت خوجة في مقابلة مع محطة CNN التركية، الجمعة 9 تشرين الأول، إلى أن هدف روسيا في سوريا هو «تقوية بشار الأسد ليجلس بقوة على طاولة المفاوضات»، لافتًا إلى أن «الحل السياسي لن يتحقق وروسيا باتت تحتل سوريا، كما أن الائتلاف لن يجلس معها على طاولة المفاوضات».
وأضاف «على روسيا أن تدرك أنه لا يمكن كسب حرب بقصف جوي همجي، وسيخسر الأسد وروسيا في نهاية المطاف».
وأشار رئيس الائتلاف إلى أن تعداد مقاتلي الجيش الحر يصل إلى نحو 70 ألف مقاتل، وتشكل على أيدي ضباط منشقين عن نظام الأسد، مشددًا على أن «ما يحصل في سوريا ليس حربًا أهلية وإنما عدوان شنَّه نظام الأسد على الشعب السوري».
واعتبر رئيس الائتلاف أن بشار الأسد هو الوحيد الذي يتحمل مسؤولية استمرار العدوان، والحل يكمن في إقصائه عن السلطة، موضحًا أنه «منذ البداية ورؤية الائتلاف تعول على الحل السياسي، إلا أننا اليوم نواجه احتلالًا روسيًا وإيرانيًا، وبات على العالم مساعدة السوريين في التصدي له».
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :