سنة تحضيرية ضبابية، والأولوية لذوي قتلى وجرحى النظام
واقع جديد تفرضه وزارة التعليم العالي في الجامعات السورية
عبد اللطيف الحمصي – حمص
بعد دورتين امتحانيتين للشهادة الثانوية العامة، أصدرت وزارة التعليم العالي التابعة للنظام السوري، في الرابع من تشرين الأول الجاري، النتائج النهائية لمفاضلات القبول في الجامعات السورية للعام الدراسي 2015-2016، وذلك وفقًا لقوانين جديدة وتعديلات، وصفت بأنها جذرية في بعض الفروع والكليات.
التقديم المباشر
وبحسب موقع المفاضلة الرسمي، أصبح التقدم إلى الكليات الطبية وكليات ومعاهد الفرع الأدبي مباشرًا، بشقيه المجاني والموازي، بعد أن كان يخضع لمفاضلتين على مرحلتين تعتمدان على المجموع العام والمواد الاختصاصية المتعلقة بكل فرع.
ولم يشرح المسؤولون عن التعليم العالي سبب الانتقال إلى التسجيل المباشر في بعض الكليات والبقاء على النظام القديم المعتمد في كليات أخرى، إذ لا تزال كليات الفرع العلمي ومعاهده خاضعة لنظام التسجيل على المفاضلة الأولى ثم الثانية ثم مفاضلة التعليم الموازي المدفوع.
سنة تحضيرية للكليات الطبية
ومن التعديلات الجذرية التي أدخلت إلى نظام التسجيل في الجامعات السورية هذا العام، أن التقدم للكليات الطبية أصبح مباشرًا للكليات الطبية الثلاث: الطب البشري العام وطب الأسنان والصيدلة وفق مجموع موحد، ثم يفرز الطلاب إلى هذه الكليات وفق درجاتهم في الثانوية العامة ودرجاتهم في سنة تحضيرية «طبية موحدة».
وقال مسؤولو التعليم العالي في النظام إنها ستكون تجريبية هذا العام لتعمم على جميع الكليات في الأعوام القادمة، وأوضح رياض طيفور، معاون وزير التعليم العالي لشؤون الطلاب، في حديث لوكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «التجربة لن تطبق على جميع الكليات دفعة واحدة لأنها بحاجة إلى إمكانيات كبيرة، كما أن تطبيقها في وقت لاحق بعد الشروع في التجربة والاطلاع على تأثيراتها يكون أكثر مرونة، لأن الخبرات والبنى التحتية ستكون أكثر توفرًا».
وبحسب موقع وزارة التعليم العالي، فإن أهم المبررات التي دعتها لاعتماد النظام الجديد تكمن في زيادة الطلب على التعليم والحاجة الماسة إلى تحديث سياسة القبول، التي كانت سابقًا لا تعكس الوضع العلمي الحقيقي للطالب، واصفةً إياها بالـ «مجحفة»، إذ يفقد الطالب رغبته بين فرع وآخر على أساس الأجزاء من الدرجة، وكذلك كثرة مصادر الشهادات الغير حكومية والتي تخضع في منحها لمعايير أسهل بكثير من تلك الحكومية.
قواعد السنة التحضيرية
ويعتمد القبول في النهاية على أساس علامة الثانوية العامة، مضافًا إليها نتائج السنة التحضيرية بعد امتحانات موحدة ومؤتمتة، كما تعد السنة التحضيرية ضمن سنوات خطة الدراسة للكليات، وفق موقع الوزارة.
وأوضح الموقع أن سنوات كلية الطب البشري عبارة عن سنة تحضيرية + خمس سنوات اختصاصية، بينما كلية طب الأسنان والصيدلة فتصبح سنة تحضيرية + أربع سنوات اختصاصية.
ويحكم نظام السنة التحضيرية 15 مادة أثارت الكتير من اللغط والجدل بسبب تعقيدها وتداخلها والحاجة إلى توضيح وشرح للطلاب.
مفاضلات «ذوي الشهداء»
وعلى غرار مفاضلة أبناء أعضاء الهيئة التدرسية في الجامعات السورية والتي يدخل بموجبها أبناء أساتذة ودكاترة الجامعات إلى الكليات وفق درجات أقل من أقرانهم، أفردت الوزارة مفاضلة خاصة أخرى لذوي قتلى وجرحى ومعاقي النظام سميت مفاضلة «ذوي الشهداء».
ويتم التفاضل فيها بين أبناء وأشقاء وأزواج قتلى النظام على 276 مقعدًا للفرع العلمي مخصص مسبقًا من مجموع المقاعد الكلية لمختلف الاختصاصات العلمية عدا الطبية، و384 مقعدًا للفرع الأدبي، و200 مقعد للكليات الطبية، بمجموع كلي مايقارب من 900 مقعد.
وتصل نتائج قبول «ذوي الشهداء» في بعض الاختصاصات إلى علامات تقل عن أقرانهم بين 3 إلى 30 درجة.
وبعد الإعلان في وسائل الإعلام الرسمية، يوم 29 أيلول الفائت، عن 100 منحة دراسية للمرحلة الجامعية من الجمهورية الإيرانية، أضافت وزارة التعليم عدا المادة الأولى من الأحكام العامة للإعلان بندًا يخصص لأبناء من وصفتهم بـ «الشهداء» نسبة 10% من كافة المنح الدراسية المقدمة.
معدلات قبول منخفضة نسبيًا
من الملفت أن معدلات القبول لهذا العام انخفضت بشكل ملحوظ في جميع الاختصاصات والفروع رغم أن عدد المقاعد في الجامعات السورية لم يتغير وفق ما أعلنت وزارة التعليم العالي، وبلغ الحد الأدنى للقبول في الكليات الطبية 2240 درجة، بعد أن كان الحد الأدنى للصيدلة 2310 في الأعوام الماضية، والحد الأدنى لكلية الهندسة المعلوماتية 2220 درجة بعد أن كان لا يقل عن 2280 درجة.
وعزا المراقبون للواقع التعليمي في سوريا الانخفاض إلى تدهور متوسط الدرجات للطلاب في امتحانات الشهادة الثانوية بدورتيها الأولى والثانية، بعد تشديد سلالم التصحيح وإعادة تصحيح الأوراق الامتحانية نظرًا لكثرة حالات الغش وتشابه الأوراق في القاعة الواحدة إلى حد التطابق.
وتباينت الآراء حول الجدوى من تغييرات الوزارة هذا العام، إذ يعاني الكثير من الطلبة من تخبط وزارة التعليم العالي في السنوات الأخيرة بسبب كثرة القوانين والتعديلات، فمن تجربة تثقيل المواد إلى تجربة علامة المواد الاختصاصية إلى التجارب الحالية، يتردى الوضع التعليمي في سوريا حتى غابت الجامعات السورية عن التقرير السنوي الذي تصدره شركة QS، المعنية بشؤون التعليم العالي والتصنيف العالمي للجامعات، ويشمل 30 ألف جامعة حول العالم مرتبة حسب معايير أكاديمية وعلمية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :