أثّر الجفاف على موسم القمح هذا العام في منطقة الجزيرة السورية عامة، وسط مناشدات من المزارعين لدعمهم.
وبحسب ما ذكرته وكالة “هاوار نيوز” المحلية اليوم، الاثنين 31 من أيار، فإن إنتاج الدونم الواحد لا يتجاوز 50 كيلوغرامًا من القمح للأراضي المروية، في ريف الحسكة الجنوبي، الذي طالما عُرف بالإنتاج الوفير بسبب نوعية التربة الصالحة لزراعة محاصيل وأصناف ذات جودة عالية وبكميات وفيرة لكل دونم زراعي.
ويعتمد الأهالي هناك، بدءًا من ناحية العريشة (30 كيلومترًا جنوب الحسكة) وصولًا إلى ناحية الصور في دير الزور، في ري محاصيلهم الزراعية المروية على نهر “الخابور” الاستراتيجي، الذي يعد الشريان الرئيس للزراعة في المنطقة، إضافة إلى الآبار الارتوازية، فضلًا عن زراعة آلاف الهكتارات الزراعية بعلًا بالاعتماد على مياه الأمطار.
المزارع فيصل الحمدية من أهالي ريف ناحية الشدادي، تحدث للوكالة العاملة في شمال شرقي سوريا، أن خسائر هذا العام بالجملة، إذ لم يتجاوز إنتاج معظم الأراضي 50 كيلوغرامًا للدونم الواحد على خلاف الأعوام الماضية.
وعادة ما يزيد إنتاج الموسم الواحد من الحبوب في المنطقة الشرقية على 400 كيلوغرام، وقد يتجاوز 600 كيلو لكل دونم.
ويشتكي المزارع من أن هذا الإنتاج لا يتناسب مع مصاريف الموسم وأجر عملية الحصاد وغيرها من مستلزمات النقل.
وأضاف المزارع أن الموسم أيضًا تعرض للآفات الزراعية، وهذا ما يجعله غير صالح للبيع في السوق المحلية بل يباع كعلف، وهذا ما يكبّد المزارع خسائر ويضطره لدفع أجور الحصاد من جيبه وبسعر باهظ يتجاوز 14 ألف ليرة سورية للدونم، أي بزيادة على التسعيرة التي حددتها لجنة الزراعة التابعة لـ”الإدارة الذاتية”.
وكانت لجنة الزراعة في “الإدارة الذاتية” التي تدير المنطقة الزراعية الأغنى في سوريا، حددت سعر حصاد الدونم الواحد مع التبن بـ12 ليرة سورية، وستة آلاف للحصاد دون تبن.
بالمقابل، اشتكى محمد العلي، وهو أحد مالكي الحصادات في المنطقة، من عدم تعاون لجنة الزراعة في تقديم مادة المحروقات المخصصة لهم، وهذا ما يدفع المزارعين إلى شراء المادة بثلاثة أضعافها من السوق الحرة، ما يجعلهم لا يتقيدون بالتسعيرة الصادرة عن لجنة الزراعة فيما يخص الحصاد.
ولفت محمد إلى أن لجنة الزراعة حددت حصاد الدونم الواحد في المنطقة بتسعيرة لا تتناسب مع تكلفة صيانة الحصادات حيث تباع القطع بالدولار، ما يزيد التكاليف عن العام الماضي.
وحددت “الإدارة الذاتية” سعر شراء الكيلوغرام الواحد من القمح بـ1150 ليرة سورية (ما يعادل تقريبًا 35 سنتًا أمريكيًا).
وتحتاج المناطق التي تديرها “الإدارة الذاتية” إلى ما يقارب 600 ألف طن من القمح، تتوزع بين طحين الخبز والبذار والصناعات الغذائية التي تعتمد على القمح، بينما لن يتجاوز حجم الإنتاج لهذا الموسم 400 ألف طن، بحسب تصريحات سابقة لمسؤولي “الإدارة”.
ويهدد تراجع إنتاج القمح آلاف العائلات، كونها تعتمد على الزراعة كمصدر دخل رئيس، يتراجع وضعها المعيشي بتراجعه، ويتحسن بتحسنه.
ومعظم مزارعي المنطقة الشرقية من سوريا يتعاملون مع أصحاب المحال التجارية طوال العام بالدَّين، ويدفعون ديونهم مع بيع محاصيلهم، لكن تراجع المحاصيل قد لا يساعد المزارعين في تسديد ديونهم التي استجروا فيها موادهم التموينية الرئيسة.
https://www.youtube.com/watch?v=qsOkl8Dp2bw&t=13s
–