أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، أن الولايات المتحدة ستعيد فرض العقوبات الاقتصادية على تسع شركات بيلاروسية مملوكة للدولة، وستدخل حيّز التنفيذ في 3 من حزيران المقبل.
وبحسب بيان أصدره البيت الأبيض، في 28 من أيار الحالي، دعت الولايات المتحدة إلى فتح “تحقيق دولي موثوق” حول قضية اعتقال الصحفي البيلاروسي المعارض رومان براتاسيفيتش.
وفي 23 من أيار الحالي، اعترضت طائرة مقاتلة من طراز “MiG-29” طائرة ركاب تتبع لشركة “ريان إير” كان براتاسيفيتش على متنها، وأجبرتها على الهبوط الفوري في العاصمة البيلاروسية، مينسك، بحجة وجود قنبلة في الطائرة.
وستعمل الولايات المتحدة بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي والحلفاء، على وضع قائمة بالعقوبات المستهدفة ضد الأعضاء الرئيسين في نظام الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشنكو، المرتبطة بالانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان والفساد، وتزوير انتخابات 2020، وأحداث 23 من أيار.
ووفق البيان، ستضع وزارة الخزانة لمراجعة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمرًا تنفيذيًا جديدًا من شأنه أن يزوّد الولايات المتحدة بسلطات أكبر لفرض عقوبات على عناصر النظام البيلاروسي، وشبكة دعمه، وأولئك الذين يدعمون الفساد وانتهاك حقوق الإنسان والهجمات على الديمقراطية.
وبالإضافة إلى العقوبات، حذّر البيت الأبيض الأمريكيين من السفر إلى بيلاروسيا، وطلب من شركات الطيران الأمريكية “توخّي أقصى درجات الحذر” إذا قررت الطيران في المجال الجوي البيلاروسي.
وندد الرئيس الأمريكي بالتحويل القسري للطائرة، ووصف العملية بأنها “إهانة مباشرة للمعايير الدولية”، ودعا إلى إطلاق سراح براتاسيفيتش.
الاتحاد الأوروبي يعاقب بيلاروسيا
وافق الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على بيلاروسيا، بما في ذلك حظر شركات الطيران التابعة لها من استخدام المجال الجوي والمطارات التي تضم 27 دولة، وسط غضب من التحويل القسري لطائرة ركاب، بهدف اعتقال الصحفي البيلاروسي رومان براتاسيفيتش.
ووصف قادة الاتحاد الأوروبي، في 25 من أيار الحالي، اعتقال براتاسيفيتش من طائرة “ريان إير” بـ”الاختطاف الوقح”، كما طالبوا أيضًا بالإفراج الفوري عن الصحفي، الذي يعد خصمًا رئيسًا للرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشنكو، بحسب وكالة “أسوشيتد برس”.
وقال رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، تشارلز ميشيل، الذي ترأس اجتماع الاتحاد الأوروبي، “لن نتسامح مع إمكانية محاولة لعب الروليت الروسي بحياة المدنيين الأبرياء”.
ومن جهتها، طلبت المملكة المتحدة، في 24 من أيار الحالي، من شركات الطيران تجنب المجال الجوي بعد تحويل مسار الطائرة.
كما أعلن وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، أن جميع شركات الطيران في المملكة المتحدة تلقت إشعارًا بوقف الرحلات الجوية عبر المجال الجوي البيلاروسي “لضمان سلامة جميع الركاب الجويين”.
روسيا تندد بالعقوبات وبوتين يستقبل الرئيس البيلاروسي
استقبل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجمعة 28 من أيار، الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشنكو، في مدينة سوتشي الروسية المطلة على البحر الأسود.
#Sochi: Vladimir Putin met with President of Belarus Alexander Lukashenko https://t.co/Mk3kheGY71 pic.twitter.com/NhPF6zs0vP
— President of Russia (@KremlinRussia_E) May 28, 2021
واستمر اللقاء أكثر من خمس ساعات، ناقش خلالها الطرفان القضايا الاقتصادية وتطوير العلاقات الثنائية.
كما أعرب بوتين عن سعادته بلقاء لوكاشنكو، وقال “أنا سعيد جدًا لرؤيتك”، بحسب ما أعلنته الرئاسة الروسية.
وصرّح لوكاشنكو أن “ما يريدونه منّا واضح جدًا، هؤلاء الأصدقاء الغربيون، وهو زعزعة استقرار الوضع”، مشيرًا إلى الاحتجاجات التي شهدتها بيلاروسيا في آب من عام 2020.
وأجرت بيلاروسيا انتخابات رئاسية في آب 2020، حيث فاز المرشح الحالي (الذي يشغل المنصب منذ 1994) مرة أخرى، وكان يُنظر إلى الانتخابات على أنها غير شرعية وغير نزيهة.
ووصفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، رد فعل الدول الغربية على حادثة الهبوط الاضطراري للطائرة “ريان إير” في مطار “مينسك” بـ”الهيستيرية”.
وكان براتاسيفيتش صحفيًا للرئيس لوكاشنكو، وقد كشف عن وحشية الشرطة في البلاد، في أواخر عام 2020.
ووصفت الحكومة براتاسيفيتش بـ”الإرهابي”، بسبب آرائه التي وصفتها بـ”المتطرفة”، والتي يعاقب عليها في البلاد بالسجن المؤبد أو الإعدام.
وتقول جماعات حقوق الإنسان، إن نحو 35 ألف شخص اعتقلوا في بيلاروسيا منذ آب 2020، وحُكم على العشرات بالسجن، بينما تقول السلطات إنه تم فتح أكثر من 1000 قضية جنائية.
–