يروي فيلم “وداعًا لينين” قصة عائلة ألمانية تعيش في برلين في وقت سقوط جدارها الشهير وتوحيد ألمانيا الشرقية بالغربية. يهرب رب العائلة إلى ألمانيا الغربية، لتبقى الأم مسؤولة عن تربية أطفالها في ألمانيا الشرقية، وسط النظام الاشتراكي، فتضطر إلى إعلان “الولاء” لهذا النظام.
تبدأ أحداث الفيلم الفعلية حين تشاهد الأم لحظة القبض على ابنها في إحدى المظاهرات المعارضة لنظام الحكم، فتُصاب بجلطة تؤدي إلى دخولها في غيبوبة لعدة شهور، وفي تلك الشهور يشهد العالم تغييرات كبيرة تبدأ بسقوط جدار برلين وانتشار الأفكار الرأسمالية.
يحاول الفيلم بطريقة غير مباشرة استعراض تشابك حياة الألمان سريعًا في تلك المرحلة، وخاصة فيما يتعلق بشيوع فكرة الوطن الواحد.
بعد أن استفاقت الأم من غيبوبتها، حذر الطبيب أبناءها من عدم تعرض أمهم لأي صدمة قد تودي بحياتها، وهنا تكمن حبكة الفيلم، إذ عاشت الأم أغلب حياتها في جو اشتراكي متعصب.
ولكن تحدث الصدمة عندما تخرج الأم من بيتها لتكون في مواجهة مع تمثال لينين منزوعًا من مكانه ومعلقًا في الهواء بطائرة مروحية، لتستمر بالتحديق فيه، أمام لحظات درامية- سياسية- تاريخية، إذ منعتها الغيبوبة من أن تشهد التغييرات السياسية، فبقيت ذاكرتها على حالها بعلاقتها مع النظام الاشتراكي المسيطر على مدينتها الألمانية.
يركز الفيلم على علاقة ذاكرة الفرد بالنصب التذكارية في البلدان الاشتراكية، بمعنى حين يكون التمثال لقائد ما يشكّل الذاكرة الجمعية لمجتمع معيّن، ويسيطر على أفكار الفضاء العام في المجتمع.