موسم الحصاد يبدأ.. والحرائق تزداد في شمال غربي سوريا
إدلب – إياد عبد الجواد
مع حلول موسم حصاد القمح والشعير من كل عام، تزداد الحرائق في الأراضي الزراعية ضمن مناطق سيطرة المعارضة، نظرًا إلى ارتفاع درجات الحرارة، وجفاف المحاصيل والحشائش، وتعرضها للقصف من معسكرات النظام السوري.
في مناطق سهل الغاب، بريف حماة الغربي، ومناطق جبل الزاوية، في ريف إدلب الجنوبي، ومناطق ريف إدلب الغربي، لا يتوقف سقوط قذائف المدفعية، التي تحوي أغلبيتها مواد حارقة تسبب إشعال حرائق تمتد إلى مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.
النصيب الأكبر من الحرائق
خسر أحمد العربي، المزارع من قرية بليون في ريف إدلب الجنوبي، نصف دونم من القمح وبعض أشجار المحلب، حين اشتعل حريق، لم يعرف سببه، في أرضه الزراعية التي تبلغ مساحتها عشرة دونمات.
غرس أحمد أشجار الزيتون والمحلب والكرز في أرضه منذ سنوات، لكنه اختار في العام الحالي زراعة القمح بين الأشجار، وكانت السنابل هي التي التقطت النيران ولحقت بها الخسارة.
فرق “الدفاع المدني” أخمدت الحريق في أرض أحمد، بالإضافة إلى ما يزيد على 650 حريقًا آخر متنوع الأسباب، اشتعلت في شمال غربي سوريا منذ بداية العام الحالي، موقعة ثماني ضحايا فقدوا أرواحهم و93 مصابًا أُسعفوا إلى النقاط الطبية، حسبما أوضح مدير المكتب الإعلامي في المديرية الجنوبية التابعة لـ”الدفاع”، محمد حمادة، لعنب بلدي.
يعتبر حمادة ازدياد نسبة الحرائق طبيعية مع ارتفاع درجات الحرارة، سواء في المخيمات أو منازل المدنيين، أو في الأراضي المفتوحة، التي لها “النصيب الأكبر من الحرائق على امتداد خمسة أشهر، هي أيار وحزيران وتموز وآب وأيلول”، في الغابات والمحاصيل الزراعية.
ومع بدء موسم الحصاد تعتبر حرائق المحاصيل الزراعية هي “الأكثر خلال هذه الأيام”، وتستجيب فرق “الدفاع المدني” يوميًا إلى خمسة حرائق زراعية.
واعتبر “الدفاع المدني” قصف قوات النظام الأراضي الزراعية مقصودًا خلال هذه الفترة، “لمنع المدنيين من الوصول إليها ومحاربتهم بقوت يومهم”، حسبما ذكرت معرفاته، في 27 من أيار الحالي.
لكن القصف ليس المسبب الوحيد للحرائق، إذ يرجع جزء “كبير” من النيران إلى أخطاء من أشخاص غير واعين لمسببات الحريق، أو حتى لفعل فاعل، حسبما قال حمادة، إذ يلجأ بعض الأهالي إلى حرق بقايا المحاصيل في أراضيهم، وهذا قد يسبب فقدان السيطرة على النيران، خاصة إذا كانت الحرارة مرتفعة والرياح قوية.
إضافة إلى أسباب أخرى، منها الاستهتار وإشعال النار بالقرب من المحاصيل الزراعية، أو رمي أعقاب السجائر على حواف الطرقات حيث الأعشاب اليابسة السريعة الاشتعال، وما يلبث أن يصل الحريق إلى المحاصيل.
كما أن عبث الأطفال بالنيران خطير جدًا، ويعد من الأسباب المباشرة للحرائق، بينما تحدث بعض الحرائق بسبب شرارة من الآلات الزراعية في أثناء عملها بالحقول.
التوعية قبل بدء الحريق
منع حدوث الحرائق أسهل من التعامل مع آثارها وخسائرها، ويعد تنظيف الأراضي الزراعية ومحيط المزارع والتجمعات السكانية من الأعشاب اليابسة، وعزل الأراضي الزراعية عن بعضها، والامتناع عن إشعال النيران قربها في مناطق الغابات، مع منع الأطفال من العبث بأي مصدر حراري، من أبرز النصائح التي توجهها فرق “الدفاع المدني” للسكان.
سواء عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر الجولات الميدانية وتوزيع “البروشورات”، تعمل فرق “الدفاع”، التي تعتبر الجهة الأبرز التي تعمل على إطفاء الحرائق في المنطقة، على توضيح طرق التعامل مع الحرائق، وتذكر بأهمية تأمين أسطوانات إطفاء الحريق.
ومن طرق التعامل الأولية مع الحرائق، العمل على إطفائها مباشرة مهما كانت صغيرة، ولكن في حال استعرت يفضل عدم الاقتراب منها وإبلاغ الفرق المختصة.
وبالنسبة للأراضي الزراعية، فإن امتلاك الجرارات الزراعية أدوات الحراثة يسمح باستخدامها لعزل الحريق، ومن الضروري تعبئة صهاريج المياه والتأكد من جاهزيتها لاستخدامها بالإطفاء، مع الابتعاد عن النيران التي تكون عكس جهة الريح.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :