كارثة المركز الأول

  • 2015/10/11
  • 1:13 ص

ملاذ الزعبي

ذات صف سابع، شاركت، ممثلًا مدرستي الإعدادية، في مسابقة للمعلومات والثقافة العامة على مستوى مدراس وكالة غوث اللاجئين (الأونروا) في محافظة درعا.

لا بد من ملاحظتين هنا لتوضيح سياقين، الأولى أن مثل هكذا فعالية ما كان لها أن تحصل على مستوى مدارس الدولة في المحافظة، ربما لأن المسابقات الثقافية هي تقليعة إمبريالية صهيونية دخيلة، أو ربما لأننا نعرف كطلاب علم كل تواريخ انتصاراتنا وأحداثنا الجسام من حركة تصحيحية وحرب تحريرية ولا حاجة لنا للاستزادة فيما ليس له طعمة. والثانية أنني وغيري من طلاب سوريين كان أولياء أمورنا يجدون طريقة ما لدحشنا في هذه المدارس رغم أنها مخصصة للطلاب اللاجئين الفلسطينيين، لكن جودة التعليم المعقولة فيها، مقارنة بالسيرك الذي سأخبره جيدًا في مدرسة ثانوية رسمية، دفع بالحاج أبو مناف أطال الله عمره لتوظيف علاقاته المتشعبة مع جارنا سليم (وهو أستاذ في إحدى هذه المدارس) لتدبيري أنا الطالب السوري بطريقة أو بأخرى.. وهو ما حصل.

لنرجع للمسابقة الثقافية التي كانت حامية الوطيس، فبعد جولة أولى بمشاركة خمس فرق، اقتصرت المنافسة على انتزاع المركز الأول على فريقنا (إعدادية طبريا للذكور) وفريق آخر يمثل إعدادية «عين كارم» للإناث، وكان أن تمكن الفريق المنافس من الإجابة على سؤال: ما عدد أرجل الزرافة؟ وتوقع جميع المراقبين أنهم على وشك حسم المسابقة لصالحهم قبل أن نعدل النتيجة، بعد أن حزر زميلي في الفريق ما هي الدولة العربية التي عاصمتها عمّان وتحد سورية من الجنوب وفيها خط تهريب سجائر مارلبورو يربط مدينة إربد بدرعا البلد وتبث قناتها الأرضية الثانية مسلسل «الجريء والجميلة».

تضمنت الجولة الحاسمة سؤالين، بواقع سؤال لكل فريق، كان سؤال الفريق الخصم فخًّا وقعوا فيه بسهولة رغم أنه من أسئلة الإجابة بنعم أو لا: هل تطير الدجاجة؟ فكان أن تصدت للإجابة بـ «نعم» واثقة فتاة ستصبح مناضلة فيمنستية عندما تكبر. أما سؤالنا الأخير فكان: من هو أعظم قائد عسكري بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؟ توقفت الأفئدة وشخصت الأبصار بانتظار جوابنا الذي شرع زميلاي، ممثل الصف التاسع وممثل الصف الثامن، يتهامسان حوله، وفيما كان الأول يقترح خالد بن الوليد والثاني أدونيس تجاهلت هذه المشاورات وتكفلت بالإجابة التي ضمنت لنا الظفر بلقب المسابقة: ومن غيره؟ القائد المناضل حافظ الأسد، القائد العام للجيش والقوات المسلحة.

نال أفراد الفريق الحائز على المركز الثالث قلم كبّاس أبو أربع ألوان: أسود وأزرق وأحمر وأخضر بالإضافة إلى قلم رصاص، ونال كل عضو بالفريق الحائز على المركز الثاني دفتر 100 طبق وقلم أزرق BIC، فيما نلنا، نحن أصحاب المركز الأول كأسًا ذات لون بين الذهبي والبني.

في اليوم التالي. استعرض المدير إنجاز مدرستنا خلال تحية الصباح ورفع الكأس عاليًا ثم وضعها في خزانة الشرف في المدرسة حيث استقرت هناك. فيما تمنينا، نحن أفراد الفريق الحائز على المركز الأول، لو أننا نلنا المركز الثاني ودفتر الـ 100 طبق والقلم الـ BIC أو حتى المركز الثالث وأقلامه ذات الألوان الأربع.

مقالات متعلقة

رأي

المزيد من رأي