إسبانيا تحقق في تجاوزات جنود رحّلوا مغاربة قاصرين إلى بلادهم
أعلنت النيابة العامة الإسبانية عن فتحها تحقيقًا حول ترحيل مغاربة قاصرين في أثناء أزمة توافد المهاجرين من السواحل المغربية إلى الأراضي الإسبانية الأسبوع الماضي.
وقالت وكالة “يوروبا برس“، الجمعة 28 من أيار، إن النيابة العامة الإسبانية تحقق في تجاوزات الجنود بشأن ترحيل مغاربة قاصرين خلال أزمة توافد المهاجرين من المغرب إلى جيب سبتة الإسباني بين يومي الاثنين والأربعاء من الأسبوع الماضي.
وأشارت الوكالة إلى تلقي النيابة العامة شكوى من منظمة حقوقية، بإعادة قاصر أجنبي على الأقل غير مصحوب بذويه إلى المغرب من قبل الجنود المتمركزين على شاطئ تاراخل.
وحذرت المنظمة من وجود مقطع فيديو على موقع “يوتيوب”، يلقي فيه جندي شابًا يبدو قاصرًا في الماء من على شاطئ تاراخل، ويدفعه على الفور إلى الأراضي المغربية.
وأوضح مدعون عامون في حديثهم للوكالة، أن التحقيق لا يزال جاريًا في القضية نظرًا إلى عدم امتثال الجنود للأحكام الإدارية المتعلقة بإعادة القصّر إلى أوطانهم.
وطلبت القيادة العامة العسكرية في سبتة تحديد هوية الجنود الذين كانوا يتمركزون على شاطئ تاراخل، وقائد العملية، والتعليمات التي أعطيت لهم، وفقًا للوكالة.
كما طلب مكتب المدعي العام من قوات الأمن تسجيلات الكاميرات المثبتة على المحيط الحدودي، ومن وكالة “رويترز” للأنباء التسجيل الذي يوثق للحادث.
أعداد غير مسبوقة من المهاجرين
والأسبوع الماضي، دخل آلاف المهاجرين إلى جيب سبتة الإسباني، بينهم مئات القصّر، مستغلين تخفيف مراقبة الحدود على الجانب المغربي على خلفية الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا.
وتقوم السلطات الإسبانية عادة بدراسة حالات المهاجرين القصّر كل على حدة، لتقرر ما إذا كانت ستعيده إلى بلاده أو تبقيه على أراضيها.
وفي 15 من أيار الحالي، استدعت إسبانيا السفيرة المغربية لديها، معبرة عن استيائها من وصول أعداد كبيرة من المهاجرين القادمين من السواحل المغربية إلى الأراضي الإسبانية.
ووصل خمسة آلاف مهاجر على الأقل إلى شبه جزيرة سبتة، قادمين من المغرب، وهو عدد قياسي بالنسبة لعدد المهاجرين القادمين في يوم واحد، بحسب ما نقلته وكالة “BBC” عن مسؤولين محليين في المدينة الواقعة على الساحل المتوسطي المغربي.
وذكرت التقارير الأولية التي صدرت في 17 من أيار الحالي، أن أكثر من 100 شخص عبروا إلى سبتة من بنزو المغربية التي تقع شمالي جيب سبتة، تبعهم عدد آخر عبروا من تاراخل إلى الجنوب منها، بحسب الوكالة.
ونقلت السلطات الإسبانية الوافدين من المغرب إلى مركز لاستقبال المهاجرين. ولكن الأعداد استمرت في الارتفاع، إذ قال مسؤولون إنها وصلت إلى خمسة آلاف مهاجر، وهو عدد غير مسبوق.
وتقع مدينة سبتة على الساحل المغربي عند مدخل البحر المتوسط على مضيق جبل طارق، وتبلغ مساحتها 20 كيلومترًا مربعًا، وتعدادها حاليًا 77 ألف نسمة.
ونظرًا إلى موقعها الاستراتيجي المتميز، سيطر عليها الرومان في عام 42 بعد الميلاد، وبعد ذلك بنحو 400 عام، طردت قبائل الفاندال الرومان من المدينة. ولاحقًا، سيطر عليها البيزنطيون، ثم القوط القادمون من إسبانيا.
ويطالب المغرب، منذ استقلاله عن فرنسا وإسبانيا، بمدينتي سبتة ومليلة وبعض الجزر الصغيرة قبالة الساحل الإفريقي، مثل الجزر الجعفرية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :