صحفي بارز فقد عينه في سوريا.. كيف عامله المعبر الحدودي؟
هنا الحلبي
زكريا عبد الكافي مصور صحفي، وهو ناشط حلبي بارز ومن مؤسسي مجلس ثوار صلاح الدين، غطى الكثير من المعارك بكاميرته على مدى ثلاث سنوات وهو يعمل لدى وكالة الأنباء الفرنسية AFP، حتى أصيب مؤخرًا خلال معارك صلاح الدين، وفقد عينه نتيجة ذلك.
يروي زكريا لعنب بلدي قصة إصابته، إذ نقل مساء الأربعاء 16 أيلول فور إصابته إلى مشفى باريشا داخل الجانب السوري من الحدود، بحالة إسعاف نتيجة النزيف، ولم يكن من الممكن إخراجه مباشرة إلى تركيا.
وبعد إسعافه أوليًا، اتصل به مدير الوكالة الفرنسية وأخبره بضرورة متابعة علاجه في تركيا، وأرسلت الوكالة بريدًا رسميًا يفيد بأن اسمه وضع في قائمة المسموح لهم اجتياز معبر باب السلامة الحدودي، حيث لا يسمح العبور إلا لمن لديه إذن مسبق من الحالات الإسعافية والطارئة بعد إغلاق تركيا لمعابرها.
فوجئ الصحفي عند وصوله المعبر صباح السبت 19 أيلول، بمنعه من العبور من قبل مدير المعبر، وتعذر بأن الإذن يصلح ليوم واحد فقط واسمه غير مدرج في قائمة السبت.
ساعات طويلة من الانتظار قضاها زكريا وهو يطالب الإدارة بالسماح بالعبور، لكن دون جدوى، وفق تعبيره، مشيرًا إلى سيارات سورية تابعة للإدارة تتحرك باستمرار ذهابًا وإيابًا إلى الجانب التركي.
أتيحت فرصة وحيدة بالعبور مع مهرب بمبلغ قدره 400 دولار، لكن زكريا صعّد لهجته مع مديري المعبر من الجبهة الشامية، وقال «أنتم مجبورون بإدخالي لأني مصاب على جبهات القتال، ولن أدفع قرشًا واحدًا»، لكن ذلك لم يفلح أيضًا.
عاد الصحفي إلى حلب في اليوم ذاته، وضجت صفحات التواصل الاجتماعي بقصته، حتى اتصل به بكري كعكة، وهو أحد أعضاء الائتلاف المعارض، وأخبره أنه سيتم إرسال سيارة لاصطحابه في اليوم التالي «رغمًا عن الجميع».
صباح الأحد لمس زكريا تغيرًا واضحًا بمعاملة إدارة المعبر، حتى أن أحد إعلاميي الجبهة الشامية البارزين (رفض زكريا ذكر اسمه) عاتبه على تضخيم الموضوع إعلاميًا وأخبره بأنه سيدخله بسيارته الخاصة إذا رفضت الإدارة، وعليه علّق زكريا «هل يملك إعلامي صلاحيةً بإدخالي من المعبر بحال رفضت الإدارة؟ فقط لأنه من الجبهة الشامية!».
وصلت سيارة خاصة اصطحبت الصحفي إلى عنتاب التركية ليبدأ رحلة علاجه، وأفادت تقارير زكريا الطبية بوجود أملٍ في الشفاء إذ لم تتلف أعصاب وعضلات وشبكية عينه بالكامل، وسيتمكن من استرداد بصره بنسبة 30-40% في حال زرعت قرنية جديدة لها.
وستتكفل وكالة الأنباء الفرنسية بمصاريف علاجه في فرنسا، وينتظر الآن حصوله على الفيزا، شاكرًا الصحفي جهات عدة عرضت عليه المساعدة منها منظمة «مراسلون بلا حدود».
قصة زكريا ليس الوحيدة، فمئات السوريين يعانون من ضبابية قرارات المعابر، بعد إغلاقها من الجانب التركي في آذار 2015، بينما تنشط حركة المهربين على الحدود ويشكو السوريون من تقديم المعابر لأسماء تخدم التجار والعسكر ولا تراعي الحالات الطبية الطارئة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :