“كأن الصناديق لم توضع”، هذا كان حال الانتخابات التي أجراها النظام السوري في أحياء حلب الشرقية، حسب وصف أسامة، وهو شاب من أبناء حي السكري، إذ انتهت الانتخابات بإعلان فوز رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بنسبة 95.1%، وهي النتيجة “المحسومة مسبقًا”.
أسامة الذي رفض نشر اسمه الكامل لمخاوف أمنية، تحدث لعنب بلدي عن الإجراءات التي سبقت الانتخابات في حي السكري شرقي حلب، والتي بدأت بتنظيف المدارس ووضع صناديق الاقتراح، وهو ما رآه سكان الحي “مسرحية”، وامنتع بعضهم عن التصويت، فيما اقترع آخرون “للضرورة الأمنية”.
إذ ينتشر عناصر “الشبيحة” والأفرع الأمنية والمتعاملون معهم، ويرقبوان من يمنتع عن المشاركة في الانتخابات، بحسب أسامة، “تعرض منزلي للقصف ودُمر، ويريدون منا انتخاب بشار الأسد من أجل تدمير ما تبقى، وإعطاء حق احتلال مناطق جديدة للروس وغيرهم”.
صالح من أهالي الأحياء الشرقية لحلب، بدأ حديثه لعنب بلدي بوصف ركام المنازل المدمرة نتيجة القصف من النظام وروسيا منذ 2016، وعدم ترحيلها.
وأشار صالح إلى أن الخيام الانتخابية التي نصبت في الأحياء الشرقية، كانت فقط للاحتفال بإعادة انتخاب رئيس النظام، بشار الأسد، إذ لم تشهد الأحياء أي احتفال أو نصب خيام للمرشحين الآخرين، معتبرًا أن “الاستخفاف بعقول الشعب” مستمر من قبل النظام.
واقتصرت مشاركة المنتخبين على عناصر الأفرع الأمنية والموظفين والطلاب، وحتى السكان غير الأصليين في الأحياء الشرقية، و”مع ذلك لم يكن هناك إقبال كبير بالرغم من مضي أغلب ساعات اليوم واقتراب إغلاق الصناديق”، بحسب صالح.
ويرى سعد من سكان حي طريق الباب، أن الانتخابات لم تكن إلا “مسرحية لأجل التصوير والترويج الإعلامي للنظام”.
وكانت مناطق سيطرة النظام شهدت الأربعاء الماضي، افتتاح مراكز الاقتراع لإجراء الانتخابات الرئاسية، مع انتشار أمني مكثف في مختلف المناطق، وتنظيم احتفالات لإعادة انتخاب الأسد.
واعتقل فرعا “المخابرات الجوية” و”أمن الدولة” أمس، الخميس 27 من أيار، 14 مدنيًا من أحياء بستان القصر والكلاسة، في مدينة حلب، وذلك بسبب عدم مشاركتهم بالانتخابات الرئاسية، والامتناع عن الاحتفال، بالإضافة لوصفهم أمام الجيران الانتخابات بـ”المزيفة”.
فيما فتش عناصر الأمن منازل في حي الكلاسة، حسبما علمت عنب بلدي من مصادر متقاطعة تابعة للمخابرات الجوية، إذ بدأت المداهمة بالصعود إلى أربعة مباني سكنية بعد تطويق الحي، واعتقل رجل أربعيني مع شابين، ومن ثم اعتقل والد وابنه من مبنىً آخر، وغطيت وجوههم وأنزلوا إلى السيارات، وسط تجمهر عدد من السكان على شرفات منازلهم.
وجرت احتفالات في عدة مناطق خاضعة لسيطرة النظام عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية أمس، والتي فاز بها الأسد بنسبة 95.1%، بعد منافسة “صورية”.
وأدت الاحتفالات بحلب إلى قتل مدني وأصيب أكثر من 11 آخرين، إثر إطلاق الرصاص الحي من قبل عناصر قوات النظام و”الدفاع الوطني”.