ألغي اليوم، الأربعاء 26 من أيار، صندوق الانتخابات الرئاسية، الذي كان من المقرر وضعه في مدرسة بلدة أوفانيا بريف القنيطرة الشمالي، بعد المنشورات والتهديدات التي وضعت على أبواب منازل وسيارات أعضاء الفرق الحزبية، التابعين لحزب “البعث” في المنطقة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في القنيطرة أن الصندوق نُقل إلى مدينة خان أرنبة، مركز محافظة القنيطرة، لجمع الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي تجرى اليوم في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري.
وقال أحد الناشطين من أبناء بلدة أوفانيا (تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية) لعنب بلدي، إن قرار إلغاء الصندوق كان بعد جهود وتعاون بين بعض الشبان من القرية المعارضين للنظام السوري، والرافضين “لمسرحية الانتخابات”.
وأشار الناشط إلى أن أعضاء الفرق الحزبية استجابوا بعد تلقيهم المنشورات والتهديدات، بإقامة عدة اجتماعات مع أهالي البلدة، فيما تم إبلاغ “فرع 220″، المعروف بفرع “سعسع”، عن توتر في البلدة ورفض فتح مركز الاقتراع.
وترافق قرار إلغاء المركز مع تهديدات من قبل قوات النظام بتبعات قد تحدث في المستقبل للبلدة لعدم المشاركة في الانتخابات.
وسبق أن ألغي عدد من مراكز الاقتراع في ريف القنيطرة الشمالي والأوسط والجنوبي، بعد رفض الأهالي المشاركة بالانتخابات، وتهديد من يقوم بجلبها إلى قراهم وبلداتهم، التي كانت تخضع سابقًا لسيطرة فصائل المعارضة قبل سيطرة النظام عليها بموجب اتفاق “التسوية”، منتصف عام 2018.
وتشهد اليوم مداخل المحافظة وحواجزها ومراكز الانتخابات فيها، استنفارًا أمنيًا وانتشار عدة حواجز جديدة.
وأصدرت شرطة القنيطرة قبل يومين قرارًا بمنع استعمال الدرجات النارية حتى الانتهاء من الانتخابات، وسط تخوف من عرقلة سير العملية التي يعتبرها السوريون محسومة مسبقًا لصالح الرئيس الحالي، بشار الأسد.
واستطاعت قوات النظام بدعم من روسيا بسط السيطرة على الجنوب السوري، قبل ثلاثة أعوام، إلا أنها لم تفرض كامل سيطرتها على كافة المناطق في القنيطرة، مثل بلدة جباتا الخشب والقرى المحيطة بها في الريف الشمالي، وبلدة أم باطنة، في وسطها، ويسيطر على محافظة القنيطرة أمنيا فرع “سعسع”، وعسكريًا “اللواء 90″، الذي تنتشر نقاطه العسكرية في أرجاء المحافظة.