إلى مخيم “الجدعة” العراقي.. إجلاء عوائل مقاتلين في تنظيم “الدولة” من “الهول”
قالت الشرطة العراقية إن 94 من عائلات مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية”، وصلت إلى مخيم “الجدعة” شمال غربي العراق، قادمة من مخيم “الهول”، شمال شرقي سوريا.
ونقلت وكالة “الأناضول“، الأربعاء 26 من أيار، عن الملازم في شرطة نينوى، جمال الحمداني، قوله إن قافلات لعائلات مقاتلي تنظيم “الدولة” دخلت الأراضي العراقية من جهة محافظة نينوى، برفقة حراسة أمنية مشددة.
وأضاف أن القافلات مرّت عبر قضاء سنجار إلى مدينة الموصل، ومنها إلى مخيم “الجدعة” جنوبي محافظة نينوى.
وأوضح الحمداني أن العائلات الـ 94 والتي تتكون من 381 فردًا، نُقلوا على متن عشرة حافلات عراقية، مشيرًا إلى أنه سيتم توطينهم في مخيم “الجدعة”.
ولفت المسؤول العراقي إلى أن العائلات الواصلة تُشكّل الدفعة الأولى من مجموع خمسمئة عائلة سيتم نقلها تباعًا من “الهول” إلى العراق، وفق اتفاق بين السلطات العراقية وإدارة المخيم.
وكانت الحكومة العراقية أنشأت 15 مخيمًا في محافظة نينوى، منذ منتصف عام 2014، لإيواء العوائل التي نزحت جراء الحرب ضد التنظيم في العراق، جميعها أُغلقت نهاية العام الماضي، باستثناء مخيم “الجدعة”.
وانتقد وزير الداخلية العراقي الأسبق، باقر جبر الزبيدي، عبر صفحته في “فيس بوك“، أواخر نيسان الماضي، معلومات عن نقل 100 عائلة مكونة من 700 فرد من “الهول” إلى “الجدعة” الذي يشكو من “عدم الاستقرار الأمني وتسرب الإرهاب إليه”، رغم التحذيرات من “خطورة” إعادة عائلات مقاتلي التنظيم.
ترحيب أمريكي
وكان الجنرال الأمريكي الأعلى لشؤون الشرق الأوسط، فرانك ماكينزي، عبّر عن تفاؤله بإعادة 100 عائلة عراقية من مخيم “الهول”، معتبرًا أنها ستكون بادرة لإعادة الآلاف إلى أوطانهم.
وقال ماكينزي لوكالة أسوشيتد برس“، السبت 22 من أيار الحالي، “ستكون الخطوة الأولى في العديد من عمليات الإعادة إلى الوطن، وأعتقد أن هذا سيكون المفتاح لخفض عدد السكان في مخيم الهول، وفي مخيمات أخرى في جميع أنحاء المنطقة”.
وحث ماكينزي الدول على إعادة مواطنيها إلى أوطانهم، لإعادة دمجهم، والتخلص من التطرف، وجعلهم عناصر منتجة في المجتمع”.
وقال ماكينزي نقلًا عن مسؤول أمريكي، إن “نقل الأشخاص من المخيم في شمال شرق سوريا هو واحد من عدد من القضايا التي تناقشها الحكومتان الأمريكية والعراقية، في أثناء وضعهما خارطة طريق للعلاقات الدبلوماسية والعسكرية المستقبلية.
ويبلغ عدد قاطني مخيم “الهول” نحو 62 ألف شخص، يشكّل العراقيون نحو نصفهم (أكثر من 30 ألفًا و700 شخص)، والسوريون 22 ألفًا و616 شخصًا، والأجانب أقل من تسعة آلاف، حسب إحصائية نقلتها وكالة “هاوار” المقربة من “الإدارة الذاتية” عن إدارة المخيم، في 13 من كانون الثاني الماضي.
وشهد المخيم تدفق أعداد كبيرة من النازحين من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة”، خلال شن “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مدعومة بالتحالف الدولي هجومًا ضد معاقله الأخيرة، إذ تمكنت من السيطرة عليها معلنة عن إنهاء التنظيم في 23 من آذار 2019.
اعتراض إيزيدي
من جانبها اعتبرت النائبة الإيزيدية السابقة في البرلمان العراقي، فيان دخيل، أن مرور قافلة عائلات مقاتلي تنظيم “الدولة” عبر قضاء سنجار يعد “إهانة كبيرة” لذوي ضحايا التنظيم من الأيزيديين.
وفي بيان لها قالت بهذا الصدد، إن “نقل تلك العوائل بحماية وحافلات حكومية ومرورها من داخل قضاء سنجار، يعد إهانة كبيرة لذوي الضحايا والمفقودين والإيزيديين بشكل عام، والذين لا يزال الكثير منهم في عداد المفقودين”.
ودعت دخيل رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، إلى “عدم السماح للحافلات التي تنقل عوائل التنظيم بالمرور من سنجار مجددًا، مراعاة لمشاعر الضحايا وذويهم”.
وكان قضاء سنجار، والنواحي والقرى التابعة له، تعرض لاجتياح من قبل تنظيم “الدولة” في آب من عام 2014، الذي نفذ جرائم إبادة جماعية بحق المكون الأيزيدي، كما اقتاد الفتيات الأيزيديات كسبايا وجاريات لعناصره حتى الصغيرات منهنّ، وهو ما صنّفته الأمم المتحدة كجريمة ضد الإنسانية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :