قاذفات “TU-22M3” الروسية تهبط في “حميميم” لأول مرة
أرسلت روسيا للمرة الأولى قاذفة الصواريخ الروسية من نوع “TU-22M3” المتطورة، إلى قاعدة “حميميم” في سوريا.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم، الثلاثاء 25 من أيار، أن القاذفة الروسية المتطورة ستستقر في مطار “حميميم” العسكري لأول مرة، بحسب ما نقله موقع “ريافان” الروسي.
ووصلت ثلاث قاذفات روسية إلى القاعدة الواقعة على الساحل السوري، بعد أن أنهت مرحلة التطوير والتدريب في أجواء البحر المتوسط، بحسب الموقع.
ونقل الموقع عن وزارة الدفاع الروسية، أن “أطقم القاذفات البعيدة المدى ستكتسب مهارات عملية بعد إنهاء المهام التدريبية في مناطق جغرافية جديدة، خلال رحلاتها في المجال الجوي فوق البحر الأبيض المتوسط”.
ما هي طائرة “TU-22M3″؟
طائرة “توبولوف” أو “TU-22M3″، وهي قاذفة قنابل استراتيجية بحرية، تفوق سرعتها سرعة الصوت، صُممت النسخ الأولى منها من قبل الاتحاد السوفييتي، لاستهداف وضرب الأساطيل البحرية، ولا تزال أعداد كبيرة منها في الخدمة مع القوات الجوية الروسية.
وتهدف الطائرة “TU-22M3” إلى تنفيذ هجمات جوية بالصواريخ و القنابل ضد أهداف متنقلة وأخرى ثابتة في مسارح العمليات البرية والبحرية.
كما أنها قادرة على العمل بشكل مستقل أو ضمن مجموعة قتالية، بحسب موقع “Army Tech” المختص بالشؤون العسكرية.
ويمكن لهذا الطراز من القاذفات تدمير المنشآت العامة والعسكرية، وشبكات التزود بالطاقة وشبكات الاتصالات.
كما يمكن لهذه الطائرة التوغل في مناطق تقع تحت حماية منظومات الدفاع الجوي اعتمادًا على منظومة الحرب الإلكترونية، والتحليق على علو منخفض أو استهداف الأهداف خارج نطاق منظومات الدفاع الجوي، بحسب الموقع.
واستعملت روسيا الإصدار الأسبق من هذه الطائرات “Tu-22M”، الذي يعرف باسم “البجعة البيضاء”، وتتجاوز سرعتها 2000 كيلومتر في الساعة، وتستطيع حمل أسلحة بوزن 40 طنًّا من القنابل على اختلاف أنواعها بما فيها القنابل النووية، وتحلّق لمسافة تزيد على عشرة آلاف كيلومتر أو لمسافة 16 ألف كيلومتر عندما لا تحمل أسلحتها كافة.
واستعملت “Tu-22M”، خلال الحرب الباردة، من قبل القوات الجوية السوفييتية في أدوار القاذفة الاستراتيجية لمكافحة السفن.
وأولى المعارك التي شاركت فيها كانت في أفغانستان من عام 1987 إلى 1989، وكان الاستخدام مماثلًا لاستخدام الولايات المتحدة قاذفات “بى 52 ستراتوفورتريس” في حرب فيتنام، حيث استُعملت هذه القاذفات في إسقاط حمولات كبيرة من الذخائر التقليدية.
وعند انهيار الاتحاد السوفييتي، كان لا يزال نحو 370 طائرة في الخدمة في جمهوريات الاتحاد السوفييتي، انتهى الإنتاج في عام 1993، وفي عام 2008، كان الباقي في الخدمة حوالي 162 طائرة، مع 93 طائرة إضافية في الاحتياطي.
الجيش الروسي اعترف رسميًا بفقدان طائرة وهي من طراز “Tu-22M” أُسقطت بواسطة الدفاعات الجوية الجورجية في وقت مبكر من حرب أوسيتيا الجنوبية 2008، تم القبض على واحد من أفراد الطاقم (الرائد فياتشيسلاف مالكوف) وقُتل اثنان آخران وفُقد قائد الطائرة.
الطائرة التي عُدلت مدارج المطار من أجلها
ذكر موقع “ريافان” الروسي، أن القوات الروسية أنهت تعديلاتها على مدارج الطيران في قاعدة “حميميم” الروسية، حيث أجرت تعديلات على طلاء المدرج وأنظمة الإشارة الضوئية والراديو.
ورصد موقع “ذا وور زون” (The war zone)، المختص في التحليلات العسكرية، أعمال توسيع لمدرجي الطيران الرئيسين في قاعدة “حميميم” الجوية الروسية باللاذقية.
وقال الموقع، في تحقيق نشره في 5 من شباط الماضي، وترجمته عنب بلدي، إن صور الأقمار الصناعية التي حصل عليها لموقع قاعدة “حميميم” الجوية الروسية في سوريا تُظهر استمرار العمل لتوسيع أحد مدرجيها الرئيسين بحوالي 1000 قدم (305 أمتار).
وأوضح أن ذلك سيسمح بدعم المزيد من عمليات النشر المنتظمة للطائرات الأكبر والأكثر حمولة، بما في ذلك الرافعات الجوية الثقيلة وحتى القاذفات المحتملة.
صور الأقمار، التي يعود تاريخها إلى 14 من كانون الأول 2020، تثبت أن الروس يضيفون الامتدادات إلى طرفي المدرج الغربي، ما يجعله أكبر من طوله السابق البالغ حوالي 2900 متر (في عام 2015)، إلى حوالي 3200 متر.
ورجح الموقع أن يجري إنشاء ممر للطائرات لربط الأطراف الشمالية للمدرجين بالقاعدة.
وعلى الرغم من تنفيذ الناقلات الجوية الروسية الكبيرة (من بينها طائرات “An-124” الضخمة) العديد من الرحلات إلى “حميميم”، قد يسمح تمديد المدرج لها بالتحليق داخل القاعدة وخارجها بأوزان إجمالية أكبر، وفق “The war zone”.
يعني ذلك أن الطائرات الضخمة ستكون قادرة على جلب المزيد من البضائع والركاب في كل رحلة، وتبسيط العمليات الروتينية إلى القاعدة، التي تعمل كقناة لوجستية مهمة للقوات الروسية في جميع أنحاء سوريا، بحسب التحقيق، الذي لفت إلى أن تمديد المدرج سيمنح هوامش أمان أفضل لحالات الإقلاع المرفوضة.
يضاف إلى ذلك، أن توسيع المدرج سيمكن طائرات الشحن الفردية من جلب حمولات أكبر في مدة قصيرة لدعم الزيادات المخطط لها في النشاط التشغيلي أو الاستجابة للتغيرات المفاجئة في القتال بالبلاد، وكذلك نقطة انطلاق وسيطة مفيدة للرافعات الجوية الروسية المثقلة بالأحمال، التي لا يمكن التزود بالوقود جوًا منها، متجهة إلى دول أخرى في المنطقة، مثل ليبيا وما وراءها.
“حميميم” نافذة روسية تطل على سوريا
تقع “حميميم” في محافظة اللاذقية، وتعد مركزًا رئيسًا لتدخل روسيا العسكري في سوريا منذ عام 2015.
ووقعت موسكو مع النظام السوري، في 2017، عقد إيجار جديدًا طويل الأجل للقاعدة لمدة 49 عامًا، فضلًا عن عقد مماثل في مرفأ “طرطوس”، قدمه رئيس النظام السوري، بشار الأسد، كفاتورة لموسكو التي ساندته في المعارك ضد المعارضة.
وبحسب الموقع، ففي 2016 أضافت روسيا للقاعدة منحدرًا تبلغ مساحته 250 مترًا مربعًا، بالإضافة إلى صف من ملاجئ الطائرات المحصنة في الزاوية الشمالية الغربية للمنشأة التي بُنيت بين عامي 2018 و2019، وذلك لحمايتها من هجمات الطائرات المسيّرة من مناطق المعارضة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :