تشهد محافظة حماة تصعيدًا عسكريًا يعتبر الأكبر من نوعه منذ مطلع الاحتجاجات ضد نظام الأسد، آذار 2011، في حملة برية تقودها قوات الأسد بالاشتراك مع ميليشيات أجنبية ومحلية موالية، وبإسناد من الطيران الحربي الروسي.
ما الهدف من معارك حماة؟
تظهر مجرى العمليات والمعارك المستمرة في المنطقة نية قوات الأسد في إحكام قبضتها على البلدات الرئيسية الخارجة عن سيطرتها، معتمدةً أسلوب “الكماشة” في هجوم من محورين رئيسيين: معان باتجاه عطشان والقرى المجاورة وصولًا إلى التمانعة في ريف إدلب الجنوبي، والمغير باتجاه كفرنبودة ثم الهبيط في ريف إدلب أيضًا.
وهذه الخطةأكدها قياديون في الجيش الحر لعنب بلدي، وفق رؤية حددها ضباط روس يشرفون بشكل مباشر على سير العملية البرية، وتستهدف بشكل مباشر مدينة خان شيخون والحواجز التي تحيط بها، بما فيها الخزانات والصياد، إضافة إلى إنهاء خطر المدينتين الرئيسيتين للمعارضة في ريف حماة وهما اللطامنة وكفرزيتا.
دخول قوات الأسد إلى ريف إدلب الجنوبي، يرافقه وفق الخطة تقدم جديد في سهل الغاب وصولًا إلى زيزون ومن ثم ريف إدلب الغربي، أي باتجاه جسر الشغور ومن ثم أريحا، بهدف تأمين خط الساحل السوري بشكل كامل لصالح قوات الأسد، تزامنًا مع معارك تجري هذه الأثناء في محيط بلدة سلمى في ريف اللاذقية.
لكن قيادات في الجيش الحر والمعارضة المسلحة، قللت من احتمال نجاح الخطة المرسومة، واعتبر أبو الوليد، قائد تجمع “جند دمشق” في الجيش الحر، أن “خسائر قوات الأسد الكبيرة ستلزمه بالوقوف عند حدود معينة، وعندها يبدأ ثوارنا بهجوم معاكس”.
من يقاتل إلى جانب قوات الأسد؟
أكدت مصادر لبنانية، السبت، مقتل القيادي في صفوف حزب الله، حسن حسين الحاج (أبو محمد الإقليم)، خلال معارك سهل الغاب، وتحديدًا في محاولات اقتحام قرية المنصورة، الأمر الذي يثبت فعليًا دخول حزب الله اللباني إلى جانب قوات الأسد في معارك حماة.
أيضًا تلعب ميليشيا “الدفاع الوطني” دورًا مهمًا ورديفًا لقوات الأسد، إذ أفادت شبكة أخبار حمص الموالية، عبر الفيسبوك، بأن قرارًا عسكريًا وقعت عليه قيادات أمنية في دمشق، الخميس، أفضى إلى إرسال عشرات مقاتلي الدفاع الوطني في حمص إلى جبهات حماة، عدا عن الميليشيات المنتشرة في قرى المحافظة الموالية.
ميليشيات أخرى كان لها تواجد خلال سير العمليات، وفق ما أظهرت صفحاتها وحساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كـ “نسور الزوبعة” وهي الجناح العسكري للحزب القومي السوري، إضافة إلى كتائب البعث وحزب الله السوري وغيرها.
الهجوم، وبحسب المراصد العسكرية، يجري بإشراف روسي كامل من خلال غرفتي عمليات في حماة واللاذقية، وبتنسيق مع الجانب الإيراني، وتطبيق من قبل ضباط اللواء 47 مدرعات، والفرقة الرابعة، والقوات الخاصة، من ملاك الجيش النظامي.
يعتبر الجيش الحر علامة فارقة في التصدي للهجوم الأعنف لقوات الأسد على ريف حماة، وأبرزه فصائله: تجمع العزة والفرقة الوسطى وصقور الغاب وفرسان الحق والفرقة 13 والفرقة 101 مشاة، إلى جانب فصائل منضوية في غرفة عمليات جيش الفتح، وهي: حركة أحرار الشام وأجناد الشام وفيلق الشام وجبهة النصرة.