أدانت وزارة الخارجية والمغتربين السورية الموقف الفرنسي، الذي لم يعترف بالانتخابات الرئاسية السورية ووصفها بـ”اللاشرعية”.
وقال مصدر رسمي من الوزارة اليوم، السبت 22 من أيار، لصحيفة “الثورة” الحكومية، إن “سوريا تدين بشدة تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية حول الانتخابات الرئاسية، وتؤكد أن المقاربات الخاطئة للحكومة الفرنسية في سوريا، لن تستطيع إعاقة عملية توطيد الاستقرار فيها”.
وأضاف المصدر أن الانتخابات هي شأن “سيادي سوري بامتياز”، ولا يحق لأي طرف خارجي التدخل به، والسوريون وحدهم هم أصحاب القول والفصل فيه.
واعتبر أن توافد السوريين بكثافة إلى مراكز الاقتراع حول عواصم العالم، بما فيها باريس، يشكل الرد الأبلغ على هذه التصريحات، بحسب قوله.
واعتبرت الخارجية الفرنسية الانتخابات السورية “باطلة وغير شرعية”، كما وصفتها بأنها تفتقر للمعايير اللازمة، ولا تسمح بإيجاد حل للخروج من الأزمة.
وصرحت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، آنييس فون دير مول، الجمعة 21 من أيار، في بيان، أن “الانتخابات التي ينظمها النظام السوري في الداخل والخارج، هي مثل الانتخابات الرئاسية التي ستجري خلال أيام أو الانتخابات التشريعية العام الماضي، لا تستوفي الشروط وتفتقر للمعايير”.
وتابعت دير مول، “بالنسبة لنا فإن هذه الانتخابات باطلة ولا جدوى منها، كما أنها لا تعطي شرعية سياسية للنظام ولا تؤدي الى الخروج من الأزمة”.
وأكدت دعم الأوروبيين لإجراء انتخابات “حرة ونظامية” في سوريا، بما يتوافق مع معايير القانون الدولي وتحت إشراف الأمم المتحدة، وضمن مشاركة جميع السوريين في الداخل والخارج.
وكانت باريس أثارت الجدل مع فتح الباب أمام المصوّتين في الانتخابات في 20 من أيار الحالي، على خلاف ما قامت به دول أوروبية كألمانيا.
رفعت الأسد أحد المصوّتين
التُقطت صور لرفعت الأسد، عم رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في أثناء مشاركة رفعت بالانتخاب في السفارة السورية بفرنسا، في 20 من أيار الحالي.
وتواصلت عنب بلدي مع فراس الأسد، ابن رفعت الأسد، وأكد أن الأخير توجه إلى السفارة السورية في فرنسا للتصويت لابن أخيه بشار الأسد.
وفتحت السفارات السورية مراكز الاقتراع في عدد من العواصم حول العالم، مثل موسكو وعمان وبغداد والكويت وطهران وباريس وبلغراد وهافانا وكاراكاس وستوكهولم وبكين وأبو ظبي، في 20 من أيار الحالي، للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، بينما منعت دول أخرى إجراء الانتخابات على أراضيها، مثل ألمانيا وتركيا.
ومنذ بداية العام الحالي، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي عدم اعترافهما بإقامة انتخابات رئاسية في سوريا، وتوعدا النظام بالمحاسبة على ارتكابه انتهاكات لحقوق الإنسان.
وقال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، في مقابلة إلكترونية مع عنب بلدي، “إذا كنا نريد انتخابات تسهم في تسوية الصراع، يجب أن تعقد وفقًا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (2254)، تحت إشراف الأمم المتحدة، وتسعى إلى تلبية أعلى المعايير الدولية”.
وأكد بوريل أنه “لا يمكن لانتخابات النظام في وقت لاحق من العام الحالي أن تفي بهذه المعايير، وبالتالي لا يمكن أن تؤدي إلى تطبيع دولي مع دمشق”.
كما حذرت الولايات المتحدة، في آذار الماضي، الأسد من أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لن تعترف بنتيجة الانتخابات الرئاسية ما لم يكن التصويت حرًا ونزيهًا وتحت إشراف الأمم المتحدة وممثلًا للمجتمع السوري بأكمله.
ولم تعترف تركيا بالانتخابات الرئاسية السورية، وتعتبرها “فاقدة للشرعية”، لاعتقادها بأن إجراء أي انتخابات في سوريا، يجب أن يكون مقترنًا بوجوب التوصل إلى حل سياسي حتى تكتسب صفة الشرعية.
مسرحية الانتخابات
ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية يوم الأربعاء 26 من أيار الحالي، في نفس الوقت الذي ترفض فيه المعارضة السورية ودول غربية الاعتراف بشرعية الانتخابات، لعدم ارتباطها بمعايير تحفظ استقلاليتها ونزاهتها تحت إشراف الأمم المتحدة.
وأعلنت المحكمة الدستورية العليا في دمشق عن القائمة النهائية لمرشحي منصب رئيس الجمهورية، شملت عضو مجلس الشعب السابق عبد الله سلوم عبد الله، ورئيس النظام السوري، بشار الأسد، ورئيس “المنظمة العربية السورية لحقوق الإنسان” وأمين عام “الجبهة الديمقراطية المعارضة” محمود أحمد مرعي.
وانطلقت حملات انتخابية لدعم الأسد في أغلب المحافظات السورية، بدعم من مسؤولي حزب “البعث” والأفرع الأمنية والإعلام الرسمي.
ويصف سوريون معارضون للنظام الانتخابات بالمسرحية، إذ إن نتائجها محسومة مسبقًا لمصلحة الأسد.
–