لم تستطع باصات نقل مهجري بلدة أم باطنة وسط القنيطرة الدخول إلى ريف حلب الخاضع لسيطرة المعارضة السورية شمالي سوريا، بسبب عدم وصول إذن السماح لهم بالدخول من قبل الجيش التركي.
وأفاد مراسل عنب بلدي في الباب اليوم، الجمعة 21 من أيار، أن الباصات التي تقل أهالي أم باطنة اجتازت حاجز قوات النظام على معبر “أبو الزندين” في مدينة الباب شمال شرقي حلب، إلا أنه لم يسمح لها باجتياز حاجز “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا.
وكانت وحدات إسعاف طبية وإعلاميون تجمعوا عند معبر “أبو الزندين” بانتظار إدخال المهجرين منذ مساء أمس، إلا أن الإذن لم يصل إلى “الجيش الوطني” من الأتراك، بحسب المراسل.
وبات عشرات الأطفال والنساء ليلتهم في العراء بين حواجز الطرفين، مع وجود أشخاص بوضع صحي سيئ، وبحاجة إلى عناية طبية.
ولم يصدر عن “الجيش الوطني” أي توضيح حول منع إدخال العائلات حتى لحظة إعداد التقرير.
ويسيطر “الجيش الوطني” على المنطقة، وسط نفوذ ودعم تركي، في مختلف المجالات الأمنية والاقتصادية والخدمية.
وبحسب صفحات محلية في مدينة الباب، فإن منع الدخول جاء لأسباب أمنية نتيجة عدم تنسيق مسبق من الجانب الروسي مع الجانب التركي خلال عملية التهجير.
في المقابل، خرجت مظاهرة من أبناء مدينة الباب طالبت بإدخال العائلات.
https://twitter.com/Hani_Alymani/status/1395537084639846402
ليست المرة الأولى
وليست المرة الأولى التي يمنع بها الأتراك مهجرين من مناطق سورية الدخول إلى مناطق سيطرة المعارضة.
إذ منع الجيش التركي، في أيار 2018، دخول حافلات تقل مهجرين من ريف حمص الشمالي وجنوب دمشق إلى ريف حلب الشمالي، بحجة عدم التنسيق بين روسيا وتركيا.
وعادت حينها قافلة المهجرين إلى ريف إدلب بعد منع دخولها إلى مناطق ريف حلب.
وكان المهجرون يتوزعون على قافلتين لمهجري ريف حمص الشمالي، وقافلتين لجنوب دمشق ضمن الدفعة الخامسة والسادسة التي وصلت على فترات متقطعة حينها، وبلغ عدد المهجرين خمسة آلاف.
واستقبل ريف حلب الشمالي، الخاضع لسيطرة “الجيش الوطني” حاليًا، آلافًا من مهجري المناطق السورية الأخرى، من بينها القدم، والغوطة الشرقية، والقلمون الشرقي.
أم باطنة.. تهجير بعد “تسوية”
وانتهت أمس المفاوضات في أم باطنة بين أهالي من البلدة و”فرع سعسع” (الأمن العسكري)، بوساطة لجنة المصالحة في القنيطرة واللجنة المركزية في درعا، بترحيل 30 شابًا من أهالي البلدة مع عوائل بعضهم إلى شمالي سوريا.
وبلغ عدد المهجرين من البلدة 150 شخصًا بينهم مقاتلون ومدنيون من مختلف الأعمار.
ونص الاتفاق على إفراج قوات النظام عن شابين من أبناء البلدة، كان المفاوضون طلبوا إخراجهم في الجولات السابقة.
وكان “فرع سعسع” مصرًا على خيار التهجير منذ التوترات التي بدأت مطلع الشهر الحالي، وإجراء “تسوية” للمطلوبين للخدمة الإلزامية في قوات النظام.
ويعتبر الحصار والتهديد ثم الترحيل، الحالة الأولى من نوعها في محافظة القنيطرة بعد سيطرة النظام السوري عليها في تموز 2018، في حين تعرضت مناطق في درعا للاقتحام والتهديد سابقًا وحتى الترحيل.
وشهدت أم باطنة توترات نتيجة هجوم مسلحين، في 1 من أيار الحالي، على نقطة عسكرية تابعة للميليشيات الإيرانية في قرية صغيرة تسمى الدوحة الواقعة بين تل الشعار وقرى جبا وأم باطنة وممتنة، وهذه المنطقة قريبة من السياج الحدودي الفاصل بين سوريا والأراضي المحتلة من قبل إسرائيل.
وعلى خلفية الهجوم على الحاجز، قُصفت البلدة بقذائف المدفعية من تل الشعار القريب منها، ما دفع الأهالي إلى اللجوء للبلدات المجاورة.
–