نشر مركز “وصول” لحقوق الإنسان بيانًا، الأربعاء 19 من أيار، يدعو فيه السلطات اللبنانية ومفوضية اللاجئين السوريين التدخل لإيقاف الضغط على السوريين المقيمين في لبنان وإجبارهم المشاركة في الانتخابات السورية.
وقال البيان إنه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية السورية المقرر انعقادها في 26 من أيار 2021 في سوريا وفي 20 أيار للسوريين المقيمين في لبنان، تقوم أحزاب وتيارات سياسية في لبنان، مناهضة لتواجد اللاجئين على أراضيها، وحلفاء لحكومة النظام السوري الحالي، بالضغط على السوريين لإجبارهم على المشاركة.
وتستعمل هذه الجهات نفوذًا سياسيًا وأمنيًا في بعض المناطق، وسط تجاهل واضح من قبل السلطات اللبنانية الرسمية لوقف تلك الضغوطات، وتجاهل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان (UNHCR) من اتخاذ أي خطوة علنية لطمأنة اللاجئين في دورها لحمايتهم، حسب البيان.
وشرح المركز أنه يتم استغلال أوضاع اللاجئين غير القانونية، إذ يوجد 80% منهم لا يحملون إقامات قانونية بسبب الشروط المعقدة التي يفرضها لبنان وظروف المعيشة الصعبة، كما يتم استغلال مخاوف اللاجئين من الاعتقال أو الترحيل في ظل أوضاع الأمنية والسياسية الصعبة في لبنان.
وتؤدي هذه الظروف بدفع اللاجئين لتسجيل معلوماتهم لدى وكلاء النظام السوري في الداخل اللبناني بسبب المخاوف من التهديدات.
ورصد المركز تهديدات مباشرة طالت عدد من نشطاء المجتمع المدني ومشرفي مخيمات اللجوء في مناطق بيروت وبعلبك وعكار والجنوب، للضغط على محيطهم من اللاجئين لتسجيل أسمائهم كناخبين في السفارة السورية في بيروت.
كما تم توثيق ثلاث حالات خطف للاجئين تعرّضوا للضرب المبرح والتعذيب، تم توثيقها بتقارير الطب الشرعي، من قبل أحزاب لبنانية عندما رفضوا المشاركة بتسجيل أسماء السوريين في محيطهم على القوائم، منهم شخصين لا زالوا يتلقون تهديدات مستمرة.
ضرورة تأمين مساحة آمنة للسوريين
طالب مركز “وصول” لحقوق الإنسان بضرورة تأمين مساحة آمنة وحرة للممارسات السياسية لجميع السوريين في داخل وخارج بلادهم بطريقة تحترم حقوق الإنسان والشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن.
كما طالب الحكومة اللبنانية باتخاذ إجراءات لمنع تلك الممارسات والتحرك الفوري والعاجل لتأمين الحماية اللازمة للسوريين من الضغوطات والتهديدات والانتهاكات.
ويجب على مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) في لبنان تكثيف تواصلاتها مع السلطات اللبنانية، بشكل عاجل وتوعية اللاجئين حول حقوقهم وواجباتهم، حسب البيان، الذي أكد أيضًا ضرورة تحرك منظمات المجتمع المدني بسفاراته وممثليه الرسمية في لبنان، وإصدار بيانات علنية توضح الموقف من إجبار اللاجئين في المشاركة بالانتخابات الرئاسية.
وتواصلت عنب بلدي في تقرير سابق مع لاجئين سوريين تعرضوا للتهديد، ولم يكن رد المفوضية المعنية بحماية اللاجئين سوى إخبارهم بتغيير أرقام هواتفهم أو السكن، الأمر الذي اعتبره أحد الناشطين في حديث لعنب بلدي أنه “برود من قبل المفوضية، وعدم استطاعتها حماية اللاجئين نظرًا إلى سلطتها المحدودة مقارنة بوضع لبنان حاليًا وتوزع نفوذ القوى”.
ناشطون يعكرون انتخابات الأسد في لبنان
اعترض مجموعة من المواطنين اللبنانيين سيارات لسوريين متوجهين إلى السفارة السورية للمشاركة في الانتخابات، التي دعا إليها النظام عبر سفارته في لبنان.
ونقل موقع “لبناني”، اليوم 20 من أيار، تسجيلًا مصورًا قال إنه إشكال كبير في ساحة ساسين في منطقة الأشرفية، بين مجموعة شبان لبنانيين ومجموعة من النازحين السوريين المتوجهين للانتخاب في السفارة، مما استدعى انتشار القوى الأمنيّة في المنطقة.
وبالتزامن مع الإشكال الذي حصل في منطقة الأشرفية شرقي بيروت، نقل موقع “لبنان 24” أنباء عن اعتراض لبنانيين لمسيرة أقامها سوريون، اليوم الخميس، على الأوتوستراد الواصل بين منطقتي جونية- نهر الكلب الساحلي، شمالي العاصمة اللبنانية بيروت.
وأكد الموقع أن السوريين الذين نظموا المسيرة كانوا يحملون أعلام سورية وصورًا لرئيس النظام السوري بشار الأسد.
وطالب رئيس حزب “القوات اللبنانية”، سمير جعجع، يوم أمس عبر حسابه في “تويتر”، بـ”الحصول على قوائم بأسماء من سينتخبون الرئيس السوري بشار الأسد غدًا من أجل ترحيلهم إلى سوريا”.
بينما اعتبر السفير السوري في لبنان، علي عبد الكريم علي، في لقاء مع تلفزيون “الجديد”، أن “الاعتداء على حافلات الناخبين مؤلم وهذا لا يليق باللبنانيين، واعتبر أن “الانتخابات يجب أن تسعد اللبنانيين”، مشددًا على أن “السوريين يرغبون بالعودة إلى بلادهم، كون سوريا عبرت عن رغبتها بعودة شعبها من الخارج”.
ولا يعوّل السوريون على انتخابات النظام في تغيير الأسد، وينظرون إلى المرشحين كمشاركين “كومبارس” لإتمام “مسرحية” الانتخابات.
وتقابَل هذه الانتخابات برفض أممي ودولي، بينما تدعمها الدول الحليفة للنظام السوري، وأبرزها إيران وروسيا.