أعلنت ثلاثة فصائل عسكرية في شمال غربي سوريا عن افتتاح دورات انتساب لضم عناصر إلى صفوفها، بحسب بيانات صدرت عن “هيئة تحرير الشام” و”جيش العزة” و”أنصار التوحيد”.
لكن إعلان “تحرير الشام” صاحبة النفوذ الأكبر في محافظة إدلب وجزء من ريف حلب الغربي كان مختلفًا، بعد طرحها فكرة إنشاء شعب تجنيد في مناطق مخلفة شمال غربي سوريا.
و”شعب التجنيد” مصطلح غير معهود في مناطق سيطرة المعارضة، بينما يألفه السوريون ككل، لأنها منافذ تسيير معاملات الخدمة الإلزامية في قوات النظام.
تمهيد للخدمة الإلزامية
وأوضح ضابط منشق عن قوات النظام وقيادي يعمل على خطوط التماس (طلب عدم ذكر اسمه)، في حديثه لعنب بلدي، إن فكرة طرح مسألة شعب التجنيد من قبل “تحرير الشام” هي لرصد ردة فعل الشارع.
وأضاف الضابط أن “تحرير الشام” أعدت في الفترة السابقة عناصرها عسكريًا، وهدفها من شعب التجنيد أبعد من ذلك، فنجاح فكرة شعب التجنيد يعني أنه سيكون هناك تجنيد إجباري، وهي خطوة لإيصال صورة لجميع الجهات، أنه في مناطق سيطرة “تحرير الشام” هناك مؤسسات مدنية وعسكرية.
وبحسب مراسلة إلكترونية مع عنب بلدي، قال متحدث الجناح العسكري في “تحرير الشام”، “أبو خالد الشامي”، إن شعب التجنيد هي مرحلة متقدمة من مكاتب الانتساب المعمول بها سابقًا، وستشرف على ضبط وتنظيم المنتسبين والراغبين في الانضمام إلى القوات العسكرية.
إذ ينحصر سن الانخراط في هذه الشعب من 18 إلى 35 سنة، وتتوزع في ثماني مناطق رئيسية، وتشرف عليها لجان مختصة من خبراء المجال العسكري، ولجان لتقييم أداء المنتسبين وفق معايير معينة، ثم تأتي مرحلة الفرز حسب التخصصات والكفاءات.
وتتطلب المرحلة حسب “الشامي”، تهيئة جيش متطور مدرب على جميع الاختصاصات العسكرية بالتوازي مع المرحلة الراهنة ومتطلباتها، مضيفًا، “الواجب علينا كشعب وجيل الثورة أن نكون صفًا واحدًا في مواجهة الغزاة المحتلين”، بحسب تعبيره.
إعلان انتساب روتيني
في الوقت ذاته، أعلن “جيش العزة” التابع لـ”الجبهة الوطنية للتحرير” عن بدء قبوله منتسبين في دوراته العسكرية منذ 17 من أيار الحالي، للأعمار بين 18 و27 سنة، بشرط أن يكون معافى جسديًا وقادر على تحمل الضغط والتدريب.
وأشار المتحدث باسم “جيش العزة”، العقيد مصطفى بكور، إلى أن “الجيش” يعلن بداية كل شهر عن بدء دورة انتساب وذلك في إطار خطته لرفد صفوفه بمقاتلين جدد، ضمن الخطة المطبقة من قبل الجيش منذ تاريخ إنشاء معسكر التدريب عام 2015.
ويخضع المتقدمون لدورة انتساب، ويفرز خريجو الدورات إلى الألوية والكتائب، ثم يلتحقون بدورة اختصاص، قبل أن يشاركوا في العمليات العسكرية ونقاط الرباط.
واشترطت جماعة “أنصار التوحيد” في إعلانها لقبول منتسبين جدد في “جيش الأنصار” التابع لها، النجاح في اختبار القبول، وأن يكون العمر بين 16 و30 عامًا، بشرط أن يكون الشخص سالمًا معافى وخصوصًا الإعاقة الدائمة.
إضافة إلى “تزكية” المتقدم من أحد أفراد “الجماعة”، والخضوع لدورة تدريب عسكرية وشرعية، أن يلتزم بما يكلف به من ترتيبات “جيش الأنصار”، بالدورات والتدريبات المستمرة لعناصره.
ويعتبر “أنصار التوحيد” من الفصائل المستقلة غير المرتبطة بأي غرفة عمليات، منذ أيار 2020، إذ أعلن حينها تركه غرفة عمليات “وحرض المؤمنين” التي تضم فصائل “جهادية”، أسست لاحقًا هذه الفصائل غرفة عمليات “فاثبتوا”.
والفصيل امتداد لجماعة “جند الأقصى”، التي أُسست منتصف عام 2012، على يد “أبو عبد العزيز القطري”، الذي قُتل في ظروف غامضة عام 2014، ووُجدت جثته في بلدة دير سنبل، قرب مقر “جبهة ثوار سوريا” (المنحلة)، واتُّهم قائد الجبهة جمال معروف بتصفيته.
وتخضع محافظة إدلب لاتفاق “موسكو”، الموقّع بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الذي نص على إنشاء “ممر آمن”، وتسيير دوريات مشتركة على الطريق الدولي “M4″، تبدأ من بلدة الترنبة (شرق إدلب) وحتى عين الحور (غرب إدلب) آخر منطقة تحت سيطرة فصائل المعارضة.
لكن قوات النظام وروسيا تستهدفان مناطق سيطرة المعارضة بمختلف أنواع القصف البري والجوي.
ومنذ بداية العام الحالي حتى 6 من أيار الحالي، استجابت فرق “الدفاع المدني” لأكثر من 420 هجومًا من قبل النظام وروسيا، تسببت بمقتل 53 شخصًا بينهم عشرة أطفال وتسع نساء، بينما أُصيب 136 شخصًا.
وتركزت الهجمات على منازل المدنيين والحقول الزراعية وعدد من المنشآت الحيوية في شمال غربي سوريا.