لم يعرفوا سوى الحرب
تقرير أممي: انتهاكات جسيمة تعرض لها أطفال في سوريا
وثق تقرير للأمم المتحدة وجود انتهاكات جسيمة بحق ملايين من الأطفال السوريين دون سن العاشرة المقيمين في سوريا، في الفترة الواقعة بين تموز 2018 وحزيران 2020.
وذكر التقرير الصادر الأربعاء 19 من أيار، أن قتل الأطفال وتشويههم وتجنيدهم واستخدامهم كان من أكثر الانتهاكات “الجسيمة” التي تحقق منها المشاركون في التقرير.
وأوضح التقرير أن العدد الفعلي للانتهاكات التي تعرض لها الأطفال يصل إلى أكثر من 4724 انتهاكًا، جرت على يد أكثر من 32 طرف في النزاع داخل الأراضي السورية.
أدت الضربات الجوية والقصف العشوائي للمناطق المأهولة بالسكان المدنيين، إلى قتل أو تشويه ما لايقل عن 2700 طفل خلال السنتين الماضيتين، وفقًا للتقرير.
وجُنّد أكثر من 1400 طفل من قبل 25 طرفًا على الأقل من أطراف النزاع المختلفة.
ووفقًا للتقرير، تعرضت المدارس والمستشفيات في عموم المناطق لاعتداءات أثرت على أنظمة الرعاية الصحية والتعليمية الهشة أساسًا، ووثق 236 هجمة على المدارس و 135 اعتداء على المرافق الطبية.
كما حُرم 258 طفل من حريتهم بسبب ارتباطهم المزعوم أو الفعلي بأطراف النزاع.
وبحسب التقرير، فاقمت جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، من ضعف الأطفال، وأعاقت عمل الجهات الإنسانية والجهات الفاعلة في مجال حماية الطفل في الميدان.
ورصد التقرير، وقوع 46 هجمة تأثر بسببها 37 مرفقًا من مرافق المياه في ستة أشهر عام 2019، جميعها عدا واحدة وقعت في شمال غرب سوريا، وأثرت على وصول مياه نظيفة لأكثر من 700 ألف شخص.
واعتبر التقرير أن سوريا تظل مكانًا خطيرًا للجهات الإنسانية الفاعلة، إذ شهدت السنتان الماضيتان وقوع 137 حادثة مُنع من خلالها وصول المساعدات الإنسانية.
وحذرت ممثلة الأمم المتحدة الخاصة بالأطفال والصراع المسلح، فيرجينيا غامبا، من عواقب التعرض للعنف والانتهاكات لفترة طويلة وإساءة استخدام حقوقهم، موضحة، “في سوريا، جميع الأطفال دون سن العاشرة عاشوا كامل حياتهم في بلد مزقته النزاعات، ولم يعرفوا سوى الحرب”.
وطالبت غامبا أن تضع الدول الخارجية الأولوية لموضوع تسهيل عودة الأطفال من مخيمي “الهول” و”روج” في شمال شرقي سوريا، إلى دولهم الأصلية، بما يتماشى مع مصلحة الأطفال.
ووفقًا للتقرير، أُنشئت لجنة مشتركة بين الوزارات بدعم من الأمم المتحدة، لإعداد خطة وطنية تنفذ توصيات لجنة حقوق الطفل، وقدمت اللجنة توصيات خاصة لمنع انخراط الأطفال في النزاعات المسلحة.
سوريا الأكثر خطورة على الأطفال
صُنفت سوريا من بين أكثر الدول خطورة على الأطفال في عام 2019، إلى جانب كل من أفغانستان والعراق والكونغو ونيجيريا ومالي، وأوضح تقرير صادر عن منظمة “أنقذوا الأطفال”، في 20 من تشرين الثاني 2020، أن واحدًا من بين كل خمسة أطفال يعيشون في مناطق نزاعات أو مناطق مجاورة لها.
وبحسب تقرير لـ”الشبكة السورية لحقوق الإنسان“، قُتل ما لا يقل عن 29 ألف طفل في سوريا منذ آذار 2011، بالإضافة إلى وجود أكثر من أربعة آلاف طفل مختفين قسرًا، ومئات آلاف المشردين.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :