استقالة وزير الخارجية اللبناني المكلف بعد تصريحاته “المسيئة للسعودية”
بعد الأزمة التي أثارتها تصريحات وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، شربل وهبة، بشأن مسؤول سعودي، ذكرت الوكالة اللبنانية “الوطنية للإعلام“، أن الرئيس اللبناني، ميشال عون، استقبل اليوم، الأربعاء 19 من أيار، وزير الخارجية، وتسلّم منه كتابًا بطلب إعفائه من مسؤولياته الوزارية.
وكان شربل وصف خلال مقابلة أجراها مع قناة “الحرة”، في 17 من أيار الحالي، رئيس لجنة العلاقات السعودية- الأمريكية، سلمان الأنصاري، بأنه من “أهل البدو”.
ورغم إصدار الوزير اللبناني بيانًا اعتذر خلاله عن “بعض العبارات غير المناسبة” التي صدرت عنه في معرض الانفعال رفضًا لما وصفها بـ”الإساءات غير المقبولة” الموجهة إلى الرئيس عون، فإن ردود فعل واسعة أحدثها تصريحه التلفزيوني.
وأعربت الخارجية السعودية في بيان لها عن تنديدها واستنكارها الشديدين لما تضمنته تصريحات وهبة، من “إساءات مشينة” تجاه المملكة وشعبها ودول “مجلس التعاون الخليجي”.
وعبّر الأمين العام لـ”مجلس التعاون الخليجي“، نايف فلاح مبارك الحجرف، عن رفض دول “مجلس التعاون الخليجي” واستنكارها لما ورد على لسان وهبة من إساءات وصفها بـ”المشينة” بحق دول المجلس وشعوبها، وكذلك الإساءة بحق المملكة العربية السعودية.
كما استنكرت الخارجية الإماراتية في بيان لها أصدرته أمس، الثلاثاء، أيضًا تصريحات وهبة ضد السعودية ودول “مجلس التعاون”.
وطلبت الخارجية المصرية من السفير اللبناني في القاهرة، علي الحلبي، تقديم تفسير لما أدلى به الوزير وهبة من تصريحات، اعتبرتها مسيئة بحق الدول والشعوب العربية الشقيقة في الخليج، وفقًا لما نشرته عبر “فيس بوك“.
وأجرى وهبة، الاثنين الماضي، مقابلة على قناة “الحرة” وصف خلالها السعودية بـ”أهل البدو”، في معرض رده على اتهامات رئيس لجنة العلاقات السعودية- الأمريكية، سلمان الأنصاري، للرئيس اللبناني، ميشال عون، ووزير الخارجية اللبناني السابق، جبران باسيل، بتعطيل مؤتمر للعلاقات الاستراتيجية السعودية- اللبنانية، متعلق بالمنح بمختلف المجالات، عام 2020، واصفًا إياهما بـ”الثنائي المرح”.
واتهم الأنصاري “حزب الله” اللبناني بالهيمنة على القرار السياسي اللبناني بقوة السلاح، ما أسفر عن تعطيل العملية الدستورية في لبنان.
وقال وهبة، موجهًا حديثه للأنصاري خلال الحلقة، إن من يقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول لا يتكلم بهذه الطريقة، في إشارة إلى مقتل خاشقجي في سفارة بلاده بتركيا، عام 2018، في حادثة وُجهت أصابع الاتهام فيها للسلطات السعودية.
وفي السياق نفسه، ذكرت قناة “mtv” اللبنانية أمس، الثلاثاء، أن تسويق وهبة لـ”حزب الله” والدفاع عنه على الرغم من ممارساته في عدد من الدول العربية اُعتبر إساءة للخليج، وأن السعودية ستلجأ إلى موقف استثنائي على الصعيد الدبلوماسي وصولًا إلى سحب سفيرها من بيروت خلال الأيام المقبلة.
وكانت “رئاسة الجمهورية اللبنانية” أصدرت، الثلاثاء 18 من أيار، عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، بيانًا أعربت خلاله عن رفضها ما جاء في حديث وزير الخارجية اللبناني إلى قناة “الحرة”.
وأكدت المديرية في بيانها رفضها ما وصفته بـ”الإساءة” إلى العلاقات الأخوية القائمة بين لبنان ودول الخليج الشقيقة، رغم توضيح الوزير بأنه لم يسمِّ دولة بعينها.
كما رفض رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، سعد الحريري، الثلاثاء، عبر “تويتر”، تصريحات وهبة، واعتبرها كلامًا لا يمت للعمل الدبلوماسي بأي صلة، ويشكل جولة من جولات العبث والتهور بالسياسات الخارجية التي اعتمدها وزراء العهد، وتسببت بـ”أوخم” العواقب على لبنان ومصالح أبنائه في البلدان العربية، بحسب قوله.
صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري الآتي:
اضاف وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبي مأثرة جديدة الى مآثر العهد في تخريب العلاقات اللبنانية العربية،
(١/٤)— Saad Hariri (@saadhariri) May 17, 2021
وفي نيسان الماضي، أعلنت السلطات السعودية حظر دخول الفواكه والخضار من لبنان إلى السعودية، بعد ساعات من إعلان الرياض إحباط عملية تهريب مخدرات ضمن صناديق رمان.
وأوضحت وكالة الأنباء السعودية (واس) حينها، أن الرياض “قررت منع دخول الخضراوات والفواكه اللبنانية أو العبور من أراضيها”، على خلفية ما وصفته بـ”تزايد عمليات تهريب المخدرات من لبنان إلى المملكة” عبر إخفاء المواد الممنوعة في شحنات مواد غذائية.
ويشهد لبنان حالة من التخبط الساسي منذ استقالة حكومة حسان دياب في 10 من آب 2020، في أعقاب انفجار مرفأ بيروت، وتكليف سعد الحريري، في 22 من تشرين الأول 2020، بتشكيل حكومة لم تبصر النور بعد رغم جولات كثيرة خارجية ولقاءات داخلية عقدها الحريري بهذا الصدد، بالإضافات إلى محاولات عربية ودولية قامت بها فرنسا على وجه الخصوص، لدفع عجلة التشكيل الحكومي إلى الأمام.
ومن ضمن تلك التحركات أيضًا، سلسلة لقاءات دبلوماسية عقدها السفير السعودي في لبنان، وليد البخاري، مع نظرائه العرب والخليجيين، بالإضافة إلى لقائه بالسفيرتين الأمريكية والفرنسية، بعد أيام من عودته إلى بيروت، وفق ما نقلته صحيفة “الجمهورية“، في 9 من شباط الماضي.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :