تقرير دولي يعري الدول التي تدّعي مساعدة السوريين

  • 2015/10/09
  • 6:24 م

كشف تقرير جديد لمنظمة أوكسفام، أن الاستجابة الدولية للسوريين سواء داخل سوريا أم خارجها، غير كافية على الإطلاق.

وجاء في التقرير الذي نشرته الوكالة الفرنسية للأنباء، الأربعاء 7 تشرين الأول، أن المجتمع الدولي أثبت قصورًا كبيرًا في مساعدة السوريين داخل بلادهم وخارجها على حد سواء.

قرار الإدانة جاء في صيغة التقرير بعنوان “التضامن مع السوريين”، وقدمت فيه المنظمة تحليلًا عن حصص المساهمة العادلة للدول الغنية والقوية في مجال تمويل المساعدات، وتوفير فرص إعادة التوطين للاجئين، وأهمية الدفع بالجهود الرامية لإنهاء إراقة الدماء.

وتزامن التقرير مع قرار أوكسفام البدء ببرنامج إنساني جديد في صربيا، بقيمة حوالي مليون يورو، لمساعدة البعض من آلاف الأشخاص الذين يبحثون عن ملاذ آمن، ومنهم الكثير من السوريين، والذين سرعان ما سيواجهون شتاء البلقان وليس بامتلاكهم سوى موارد ضئيلة للتأقلم مع الطقس القاسي.

التضامن مع السوريين

وذكرت أوكسفام أن جهود المجتمع الدولي لوقف العنف وحل الأزمة تبدو سطحية وغير مخلصة، خاصةً مع زيادة حدة الحرب في الوقت الراهن، فضلًا عن أن مستوى تدفق المساعدات مزر وغير كاف لتوفير فرص للسوريين للعيش بكرامة وأمان، كما أن الكثير من الدول لم تقدم من تعهداتها بتوفير ملاذ آمن لمن استطاعوا الفرار سوى الكلمات الجوفاء، فلم تتم إعادة توطين سوى لـ 17.000 سوري فقط في دولة ثالثة (غير الدولة الأولى التي لجأوا إليها في الجوار)، نتيجة غياب الإرادة السياسية لاحترام التعهدات التي قدمت بالفعل.

بعض البلدان أفضل في أدائها من الأخرى، ولكن يصعب العثور على أبطال حقيقيين بخلاف دول الجوار والاستثنائين الجديرين بالإشادة: ألمانيا والنرويج.

وأظهر التقرير أنه في حين كان أداء بعض الدول المانحة جيدًا نسبيًا في بعض المجالات، فشل الكثير منها بشدة في كل المجالات.

وعن هذه الأوضاع، قالت المديرة التنفيذية لأوكسفام، ويني بيانييما، “للاجئين من سوريا ومن الدول الأخرى الحق في التحرر من العنف، والحصول على مساعدات للوفاء باحتياجاتهم الأساسية والعيش بكرامة، واستقبالهم في ملاذ آمن. وقد خذلوا في المجالات الثلاث، ولن تنتهي معاناة السوريين إلا بالتحرك في هذه القضايا”.

وأضافت “لا يمنع المجتمع الدولي تصاعد العنف ولا يبذل ما يكفي من الجهود لضمان حماية المدنيين في سوريا، ولا تستطيع سوى حفنة من الدول أن تقول إنها تقدم حصتها العادلة من المساعدات وإعادة التوطين للسوريين”.

روسيا تسجل 1% من المساعدات

وبحسب التقرير، سجلت روسيا 1% مساعدات، ولا إعادة توطين على الإطلاق، وفرنسا 22% مساعدات، و5% إعادة توطين ما اعتبر نتائج هزيلة في الميدانين.

وبالرغم من أن بريطانيا وأميركا والكويت، قدموا تمويلًا هائلًا نسبة ما قدمته من حصتها العادلة في المساعدات هي 229%، و72%، و538% على التوالي، فقد كانت أقل سخاء بكثير في جهودها للترحيب بالفئات الأكثر ضعفًا من اللاجئين، “النسب لحصصها العادلة كانت 26% و8%، بينما لم تقم الكويت بإعادة توطين أي لاجئ”.

وقادت ألمانيا والنرويج الجهود حيث اتسمتا بالسخاء في المساعدات “نسبة المساهمة في حصتيهما العادلتين هي 75% و186%”، وفي إعادة التوطين “نسبة المساهمة في حصتيهما العادلتين هي 112% و293%”.

في المقابل، يقدر ما أنفقته الأردن وهي دولة مضيفة بنحو 870 مليون دولار سنويًا على أزمة اللاجئين السوريين وهو ما يمثل 5.622% من حصتها العادلة.

وبالإضافة إلى استمرار استخدام البراميل المتفجرة والمذابح والضربات الجوية وقذائف الهاون داخل سوريا، تتراجع المساعدات إلى حد كبير وتزداد ظروف الحياة في دول الجوار قسوة، كما تزداد أزمة النزوح السوري انتشارًا وتفاقمًا، وهو ما دفع أوكسفام للقول إن “مواطن الفشل هذه ما لم تتم معالجتها فستزيد من شدة أزمة اللاجئين السوريين وسترسخها على امتداد جيل كامل”.

وذكر رئيس استجابة أوكسفام للأزمة السورية، آندي بيكر، أن “تقديم المساعدات يترنح بسبب نقص التمويل أو بالأصح بسبب الافتقار للإرادة السياسية لجعل التمويل متاحاّ، فالدول الغنية تجاهلت مرارًا وتكرارًا أجراس الإنذار، وأصبحت الفئات الأكثر ضعفًا من اللاجئين، والذين يمثلون 10% من إجمالي اللاجئين السوريين المسجلين، في حاجة عاجلة وماسة لأماكن إعادة توطين”.

برنامج صربيا الجديد من أوكسفام

ستقوم أوكسفام بتوزيع مواد لمساعدة من وصلوا إلى صربيا للتأقلم مع الشتاء القادم، وسوف تركز على مناطق شيد، بالقرب من الحدود مع كرواتيا، وديميتروفجارد بالقرب من الحدود مع بلغاريا، وبريشيفو مبراتوفاك بالقرب من الحدود مع مقدونيا، وستوفر أوكسفام دورات المياه العامة ونقاط المياه، وتسعى لجمع مليون يورو لهذا البرنامج.

وحول الأوضاع في صربيا، يقول منسق أوكسفام الإنساني في صربيا، ريكاردو سانسون، “يصل الناس إلى هنا منهكين جائعين عطشى، وكثيرًا ما يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة، يصلون مصابين بالصدمة، وكثيرًا ما يكونون قد تعرضوا لانتهاكات من المهربين، وشبكات تهريب البشر، مرافق المياه والصرف الصحي غير كافية على امتداد طرق الهجرة لأن صربيا لم تكن تتوقع مثل هذه الأعداد”.
وأشاد سانسون بالجهود التي بذلتها الحكومة الصربية للاستعداد لقدوم اللاجئين، مضيفًا إنه يجب تعزيزها ودعمها، كما طالبت صربيا كذلك بمساعدة دولية.

وبدأ اللاجئون يواجهون بالفعل احتمالات قدوم شتاء قارس البرودة، وأضاف سانسون “الأسر التي لديها أطفال صغار ينامون في الهواء الطلق في الحدائق وفي محطات الحافلات والقطارات وفي الأحراش عند نقاط العبور، معرضون أيضًا بشدة لمخاطر السرقة والعنف الجنسي وغيرها من أنواع الانتهاكات”.

مقالات متعلقة

اقتصاد

المزيد من اقتصاد