ما إن ينتصف نهار يوم وقفة العيد حتى تبدأ نساء درعا بالتحضير لحلوى “خبز القالب”، المتوارث كطقس لا ينفصل عن “الفطر” و”الأضحى”.
تلتم النساء لمساعدة بعضهن خلال يوم “الوقفة” السابق للعيد، لتحضير الحلويات المعتادة كـ”المعمول” و”الكعك” و”خبز القالب”. “يوم شاق وصعب ولكن له طقوس وبهجة من دونها لا حلاوة للعيد”، قالت “أم مراد” لعنب بلدي.
كيف يحضّر الخبز؟
في وعاء كبير وضعت المرأة الخمسينية الطحين، وأضافت إليه “الحوايج” (كما يطلق عليها في درعا)، وهي المقادير المكونة من الشومر والمحلب واليانسون والسمسم وجوزة الطيب والخميرة، وأضافت مكونات تفضل استخدامها ضمن العجينة، مثل القليل من التمر المطحون والحليب الطازج المغلي، وعجنت المكونات مع الماء الدافئ حتى تماسكت.
أضافت “أم مراد” زيت الزيتون في أثناء العجن، ثم غطت العجينة الناتجة وتركتها لتختمر مدة ساعتين، قبل أن تتابع العمل مع بناتها وزوجات أبنائها اللواتي قدمن لتقديم يد المساعدة.
“رائحة المكونات وخاصة الشومر تعبق بالمكان وتفتح الشهية لتناول الخبز”، قالت علياء (22 عامًا)، إحدى الفتيات اللواتي يجلسن في حلقة الخبز بمدينة طفس بريف درعا الغربي.
لا تتخيل علياء العيد من دون “خبز القالب”، الذي يقدم للمعايدين في أول أيام العيد، حسبما قالت لعنب بلدي، مضيفة أن طقوس صناعته رافقتها منذ طفولتها، “ولكنه يحتاج إلى خبرة لا تمتلكها إلا النساء الكبيرات بالعمر”، في إشارة منها إلى والدتها.
تعمل النسوة بقرب فرن قديم، وفي حين تُقرّص هناء (24 عامًا)، زوجة أحد أبناء “أم مراد”، العجين، تفرده علياء على قالب خشبي مخصص للخبز.
“لا يمكن أن تتخيل بيتًا في درعا لا يوجد فيه قالب خشبي لصنع الخبز”، قالت “أم مراد” وهي تدخل العجين المرقوق إلى الفرن، وبلونه الأشقر تخرجه بعد شيه.
“أبو مراد” (55 عامًا) ينتظر صباح العيد لتناول الحلوى، “نستقبل صباح العيد بخبز العيد وهو طيب المذاق، أفضله ساخنًا مع كأس شاي، ولا يمكنني تخيل العيد من دونه”.
وبعد تحضير الخبز توزع بعض الأرغفة على العائلات الفقيرة، بحسب عادة أهالي درعا.
–