أعلنت وسائل إعلامية مقربة من نظام الأسد، وفاة العماد شفيق فياض، الخميس 8 تشرين الأول، بعد معاناة مع المرض، ويعتبر أبرز الضباط والقادة العسكريين في عهد نظام الأسد (الأب والابن).
من هو شفيق فياض؟
شفيق فياض ديب، من مواليد عام 1937، ولد في قرية عين العروس التابعة إداريًا لبلدة القرداحة في قضاء جبلة بمحافظة اللاذقية، وينتمي للطائفة العلوية كأغلب أركان نظام الأسد.
تطوع فياض في الجيش السوري وتسلم قيادة الفرقة الأولى مع وصول حافظ الأسد إلى الحكم مطلع عام 1970، إثر الانقلاب على الرئيس نور الدين الأتاسي، ليتسلم بعدها قيادة الفرقة الثالثة مدرعات، ومركزها مدينة القطيفة القلمونية في ريف دمشق.
بقي فياض قائدًا للفرقة الثالثة لعقدين من الزمن، وتدرج في الرتب العسكرية حتى أصبح برتبة عماد في أواخر تسعينيات القرن الماضي، وعين نائبًا لوزير الدفاع مصطفى طلاس آنذاك.
عام 2003 أصدر بشار الأسد مرسومًا جمهوريًا، حدد من خلاله سن الخدمة العسكرية، وأقيل إثره عدد من ضباط “الحرس القديم” لوالده، بمن فيهم شفيق فياض، قبل إعادته إلى الخدمة كمستشار عسكري إبان اندلاع الاحتجاجات في سوريا، آذار 2011.
مواقفه الشهيرة
أوقف فياض التمرد الذي حصل في مدينة حلب السورية عام 1980، والذي قاده مجموعة من الشباب المثقفين والناشطين المنتمين إلى أحزاب مناهضة للبعث آنذاك، وأبرزها حركة الإخوان المسلمين التي كانت في أوج نشاطاتها.
واتهمت منظمات حقوقية قوات الفرقة الثالثة التي قادها فياض شخصيًا، بافتعال جرائم ومجازر ضد المدنيين في حلب، ونجح في ذلك معتمدًا على نهجه العسكري والكثافة النارية.
أيضًا، لعبت قوات فياض دورًا محوريًا في مجزرة مدينة حماة، شباط 1982، بالإضافة إلى سرايا الدفاع بقيادة رفعت الأسد، وانتهت بحسب منظمات دولية بمقتل 30 ألف مدني على الأقل.
لكن الموقف الأبرز، والذي جعله ينال ثقة حافظ الأسد، هو نجاحه في إبطال محاولة الانقلاب التي نفذها رفعت الأسد ضد شقيقه في نيسان 1984، بحسب مذكرات العماد أول مصطفى طلاس، وزير الدفاع السوري الأسبق.
واستطاعت قوات فياض إيقاف العصابات التي أثارت الفوضى في العاصمة دمشق، ولا سيما سرقة سوق الصاغة وافتعال التخريب لتغطية محاولة الانقلاب الفاشلة، والتي انتهت بتسوية بين الشقيقين الأسد ومغادرة رفعت إلى موسكو في العام ذاته.
عائلة شفيق فياض
ثلاثة أبناء لشفيق فياض (ديب)، أبرزهم مروان، المتهم قبل 3 أعوام من قبل الأمن اللبناني بالتعامل مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) وإرساله عنصرًا سوريًا لمقابلة ضابط إسرائيلي في مصر وتركيا، بخصوص قضية الطيار الإسرائيلي رون آراد.
العميد غيث ديب، الابن الأصغر لفياض، شمله الاتحاد الأوروبي في العقوبات التي طالت شخصيات ومؤسسات عاملة مع نظام بشار الأسد، واعتبرته مسؤولًا عن قتل المتظاهرين، ليتبين فيما بعد قيامه بتجنيد وتطويع المئات في دمشق وريفها للعمل كـ “ميليشيات” داعمة لنظام الأسد.
علاء ديب، لا معلومات وافية عن هذا الرجل، سوى العلاقة التي جمعته بالممثلة سوزان نجم الدين في تسعينيات القرن الماضي، والصدام الذي حصل بينه وبين فراس الخولي، نجل اللواء محمد الخولي، من أجلها، بحسب معلومات تناقلها الدمشقيون آنذاك.
ولقي ابن عم العماد فياض مصرعه في مدينة الرستن، آب 2011، وهو العميد الركن عدنان ديب، حيث ترأس آنذاك قوة عسكرية لاجتياح المدينة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.
بلال نديم شاهرلي، ابن شقيقة فياض، ويتزعم مجموعات تابعة لـ “الدفاع الوطني” في محافظة اللاذقية، وكذلك حفيده الذي يحمل اسمه، شفيق ديب، وهو شاعر وكاتب موالٍ للنظام السوري.
سيصلى على فياض اليوم في مسجد قريته، عقب صلاة الظهر، الجمعة 9 تشرين الأول، لتطوى بذلك مسيرة ضابط سوري قضاها بـ “الصلاح والتقوى”، بحسب النعوة التي وزعت في اللاذقية.