أعلن رئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب تنظيم “الدولة الإسلامية”، كريم خان، أن ثمة أدلة واضحة ومقنعة على أن جرائم التنظيم ضد الإيزيديين تشكل بوضوح إبادة جماعية، بناء على تحقيقات مستقلة ونزيهة.
وقال خان إن الفريق “حدد مرتكبي جرائم محددة يتحملون بوضوح المسؤولية عن جريمة الإبادة الجماعية ضد المجتمع الإيزيدي”، يبلغ عددهم 1444 من الجناة المحتملين، من بينهم 469 شخصًا تم تحديدهم باعتبارهم شاركوا في الهجوم على سنجار، و120 شخصًا شاركوا في الهجوم على قرية كوجو.
وأضاف خان في تقريره السادس أمام مجلس الأمن، في 10 من أيار الحالي، “تمثل الجرائم المرتكبة ضد المجتمع الإيزيدي بعضًا من أكثر أعمال العنف وحشية وانتشارًا التي ارتكبها (داعش) ضد شعب العراق”.
وأوضح أن تنظيم “الدولة” كان يخيّر السكان بين تغيير الديانة أو الموت، وقد قُتل الآلاف من الرجال والنساء والأطفال لأسباب متعلقة بهذه المهلة، بالإضافة إلى استعبادهم، واختطاف النساء والأطفال من عائلاتهم وتعرضهم لأقصى الانتهاكات، بما في ذلك الاغتصاب المتسلسل وغيره من أشكال العنف الجنسي غير المحتمل.
وأشار المسؤول إلى أن تنظيم “الدولة” استخدم بشكل متكرر أسلحة كيماوية ضد السكان المدنيين في العراق بين عامي 2014 و2016، واختبر عوامل بيولوجية على السجناء.
وأكدت أدلة تم جمعها “تنفيذ برنامج أسلحة كيماوية مركزها في مختبرات تقع في جامعة (الموصل) سيطر عليها تنظيم الدولة عام 2014”.
وأدى ذلك بداية إلى استخدام الكلور المُستخرج من محطات معالجة المياه كسلاح، وبالتالي تطوير مركبات سامة قاتلة بما فيها “الثاليوم” و”النيكوتين”، اختُبرت على سجناء أحياء، ما تسبب في الوفاة.
وفي عام 2016، استخدم تنظيم “الدولة” نظام إنتاج “الخردل بالكبريت” عبر إطلاق 40 صاروخًا على مدينة طوز خورماتو التركمانية الشيعية، بحسب التقرير.
وشُكّل فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب تنظيم “الدولة” (يونيتاد) بموجب القرار رقم “2379”، الصادر في 21 من أيلول 2017.
وفريق “يونيتاد” مكلف بدعم الجهود المبذولة لمحاسبة أعضاء التنظيم عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي ارتكبوها.
وكان قضاء سنجار والنواحي والقرى التابعة له، تعرض لاجتياح في آب عام 2014 من قبل تنظيم “الدولة”، الذي نفذ جرائم إبادة جماعية بحق المكون الإيزيدي، كما اقتاد الفتيات الإيزيديات كسبايا وجاريات لعناصره، وهو ما صنّفته الأمم المتحدة جرائم ضد الإنسانية.
وأعلن مدير “مكتب إنقاذ المختطفات والمخطوفين الإيزيديين العراقيين”، حسين قايدي، في تشرين الثاني 2020، أن نحو ثلاثة آلاف إيزيدي لا يزالون مختطفين منذ ستة أعوام من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي نفذ هجومًا في مناطقهم.
وقال قايدي إن أحدث حصيلة لعدد الإيزيديين الناجين والناجيات من تنظيم “الدولة” بلغ حتى الآن ثلاثة آلاف و542 شخصًا (1204 نساء و339 رجلًا و1999 طفلًا).
وفي 23 من آذار 2019، سيطرت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على آخر جيب كان يتحصن فيه مقاتلو التنظيم في بلدة الباغوز بريف دير الزور، بمساندة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
–