عسكريون فرنسيون ينشرون رسالة ثانية لمواجهة “النزعة الإسلامية”
كتب عسكريون فرنسيون في الخدمة رسالة ثانية، دون كشف أسمائهم، للتحرك ومواجهة ما يصفونه بالانفتاح الذي يسهم بـ”النزعة الإسلامية” في البلاد.
ونشرت مجلة “فالور أكتويل” الفرنسية المحافظة المتشددة، الأحد 9 من أيار، المقال الجديد بعنوان “من أجل بقاء بلادنا“، وبلغ عدد الموقعين عليه نحو 150 ألف شخص حتى ظهر اليوم، الاثنين.
وجاء في الرسالة الموجهة إلى الرئيس، إيمانويل ماكرون، والوزراء والنواب وكبار الموظفين “تحركوا (…) الأمر لا يتعلق هذه المرة بمشاعر رهن الطلب أو صيغ مبتذلة أو أصداء إعلامية. ليس المطلوب تمديد ولاياتكم أو الفوز بولايات أخرى، بل ما هو على المحك هو بقاء بلادنا، بلادكم”.
وأوضح أصحاب الرسالة أنهم “انتسبوا مؤخرًا إلى السلك العسكري” ولا يمكنهم “طبقًا للتنظيمات” إبداء رأيهم “مكشوفي الوجه”.
وعلّق وزير الداخلية، جيرالد دارمانان، اليوم الاثنين على الرسالة، وندد بما وصفها “مناورة فظّة”، منتقدًا افتقار واضعي النص إلى “الشجاعة”.
وقال ساخرًا، “إنهم أشخاص مجهولو الهوية. هل هذه شجاعة؟ ألا يفصحوا عن هوياتهم؟”، بحسب ما نقلته “فرانس برس”.
وكتب أصحاب الرسالة: “سواء في أفغانستان أو مالي أو إفريقيا الوسطى أو مواقع أخرى، واجه عدد منّا نيران العدو، وبعضنا خسر فيها رفاقًا ضحّوا بحياتهم للقضاء على النزعة الإسلامية التي تقدمون لها تنازلات على أرضنا”.
وتابعوا، “شاهدنا خلالها بعيوننا الضواحي المهملة، الترتيبات مع الجانحين. تعرضنا لمحاولات استغلال من عدة مجموعات دينية لا تعني لها فرنسا شيئًا عدا كونها موضع سخرية وازدراء، بل حتى كراهية”.
وكانت المجلة ذاتها نشرت، في 21 من نيسان الماضي، رسالة أثارت ضجة في فرنسا ناشد فيه نحو 20 جنرالًا و100 ضابط رفيع المستوى وأكثر من ألف عسكري آخرين الرئيس ماكرون للدفاع عن الحس الوطني، مبدين استعدادهم لـ”دعم السياسات التي تأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على الأمة”.
وشن العسكريون في رسالتهم هجوما شرسًا على “التفكك الذي يضرب وطنهم”، ويتجلى “عبر شيء من معاداة العنصرية، بهدف واحد هو خلق حالة من الضيق وحتى الكراهية بين المجموعات”.
وحذروا من أنه “تفكّك يؤدّي، مع الإسلاموية وجحافل الضواحي، إلى فصل أجزاء عديدة من الأمة لتحويلها إلى أراضٍ خاضعة لعقائد تتعارض مع دستورنا”.
وندد رئيس الوزراء الفرنسي برسالة العسكريين، معتبرًا أنها “تتعارض مع كل مبادئنا الجمهورية”، متهمًا حزب زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبن، بمحاولة “التكسب سياسيًا”.
وأدان زعيم حزب “فرنسا الأبية” (يسار راديكالي)، جان لوك ميلينشون، “إعلان العسكريين المثير للدهشة”، بينما يرى المرشح الاشتراكي السابق للانتخابات الرئاسية في 2017، بونوا هامون، أن “20 جنرالًا يهددون بشكل واضح الجمهورية بانقلاب عسكري”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :