حصلت الصحفية السورية خلود حلمي (خلود وليد) على جائزة “آنا بوليتكوفسكايا” السنوية، من منظمة RAW in WAR (الوصول لكافة النساء في الحرب)، الأربعاء 7 تشرين الأول، تكريمًا لعملها الدؤوب في نقل الحقيقة عما يحدث في سوريا، كأحد المؤسسين لجريدة عنب بلدي.
وتعليقًا على حصولها على الجائزة، اعتبرت خلود أن جريدة عنب بلدي “كانت فكرة كالثورة”، وقد تأسست من مدينة داريا في ريف دمشق أواخر العام 2011، لتغطية الأحداث التي كانت تحصل في سوريا، وسط تعتيم إعلامي وتقييد أمني مارسه نظام الأسد بحق الثورة وناشطيها، “لكننا على الرغم من حملات الدهم التي كانت تحصل في مدينتنا، كنا مصممين على متابعة الحلم”.
خلود قالت إن إصدار جريدة تنقل الحقيقة في ظل حصار أمني، كان مخاطرة “بكل مافي الكلمة من معنى”، وأن طبعها وتوزيعها للناس في الطرقات وعلى أبواب المباني كان “جنونًا”، إلا أن ذاك الجنون “كان نابعًا من إيمان بالقضية وتشبث بحلم يدعى الحرية”.
وسميت الجائزة باسم الصحفية الروسية “أنا بوليتكوفسكايا”، التي عرفت بمعارضتها للرئيس فلاديمير بوتين وللحرب الشيشانية، واغتيلت جراء عملها في السابع من تشرين الأول 2007، “بينما لا يزال من اغتالها حرًا طليقًا، كما الأسد الذي يستمر باغتيال سوريا على مدى 5 سنوات، مستخدمًا كافة الأساليب الوحشية لقمع الشعب السوري، الذي لطالما طمح بالتغيير والحرية”، بحسب خلود.
وأردفت الصحفية “تسلمي للجائزة نيابة عن الجريدة جاء في وقت تشارك فيه الحكومة الروسية علنًا في الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد يوميًا ضد السوريين، وفي الوقت الذي تظافرت جهود كافة قوى الشر في العالم للمشاركة في قتل السوريين، في ظل صمت دولي عن جرائمهم”.
وأشارت خلود في حديثها إلى حادثة اختطاف الناشطة رزان زيتونة، قائلةً “من المؤلم أن أكون على خطى رزان زيتونة واستلم جائزة كانت استلمتها عام 2011 دون أن تكون إلى جانبي في هذه اللحظة”.
خلود قالت إنها ستستلم الجائزة خلال شهر آذار المقبل من مقر المنظمة في لندن، واعتبرتها “جهد سنين دفعنا خلالها ثمنًا باهظًا وخسرنا أعز رفقاتنا بين شهداءٍ معتقلين، لافتةً “هم من كان يجب أن يستلم الجائزة”. وشكرت خلود في نهاية حديثها جريدة عنب بلدي وكادرها المؤسس، لافتةً إلى أن الجائزة “ستكون حافزًا لي ولزملائي لإكمال مسيرتنا في نقل الحقيقة”.
“Raw in War” التي تقدم جائزة ” آنا بوليتكوفسكايا” سنويًا، هي منظمة غير حكومية تدعم المدافعين عن حقوق الإنسان والنساء وضحايا الحرب والنزاعات في جميع أنحاء العالم.
على الرغم من العوائق والمخاطر التي تقف في وجه الصحفيين والإعلاميين في سوريا والانتهاكات التي تُنفّذ بحقهم، إلا أن خلود كغيرها من الصحفيين الأحرار لاتزال مستمرة في نقل صور المعاناة التي يتعرض لها السوريون جراء الحرب في بلادهم، والتي دخلت عامها الخامس، إلى العالم.
خلود حلمي (31 عامًا) من مواليد مدينة داريا، وهي من مؤسسي جريدة عنب بلدي وعضو هيئة التحرير فيها، أسست قسم الأخبار وشبكة المراسلين في الجريدة ولازالت تعمل كمحررة فيها، وهي حاصلة على درجة الماجستير في الترجمة الفورية من جامعة دمشق عام 2010.