استخدمت قوات النظام التلال المرتفعة التي تسيطر عليها في ريف اللاذقية، وسيلة لإطلاق الصواريخ الموجهة المضادة للدروع نحو السيارات أو الدراجات النارية التي تمر بطرقات ريف اللاذقية وريف إدلب الغربي المكشوف من هذه التلال، والواقع تحت المدى الناري للصواريخ.
وأصابت قوات النظام عبر صواريخ مضادة للدروع عدة أهداف مؤخرًا، قُتل على إثرها عناصر من قوات المعارضة إضافة إلى مدنيين.
إذ قُتل مقاتلون من فصائل المعارضة في قرية التفاحية شمالي اللاذقية، في 3 من أيار الحالي، وسبق ذلك مقتل سبعة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال بالقرب من قرية الناجية، في 8 من نيسان الماضي.
وفي آذار الماضي، أُصيب شخصان بجروح، ونعت حسابات مقربة من “حركة أحرار الشام” أربعة عناصر من الحركة و”فيلق الشام”، باستهداف قوات النظام بصاروخ موجه سيارتين ودراجة نارية على الطريق الواصل بين قريتي كندة ومرعند جنوب غربي إدلب.
وكانت قوات النظام سيطرت على عدة مناطق وتلال في ريف اللاذقية بعد عام 2015، ما أعطاها فرصة لاستهداف قرى وبلدات في المنطقة وغربي إدلب من جهة جسر الشغور بشكل مباشر.
ومن أهم تلك النقاط، تلال رشو والبلوط ورويسة الكنيسة وبلدة كنسبا ومنطقتا قلعة شلف وطوبال، حسب حديث الناشط عبد الله المحمد، وهو من أبناء المنطقة، لعنب بلدي.
ومعظم الاستهدافات بالصواريخ المضادة للدروع تكون بالقرب من النقاط التركية بريف اللاذقية بمحيط نحو كيلومتر واحد، من نقطتي رويسة الكنيسة وقلعة شلف التي تشرف عليها القوات الروسية، بحسب الناشط عبد الله.
وقال متحدث الجناح العسكري في “هيئة تحرير الشام”، “أبو خالد الشامي”، في مراسلة إلكترونية لعنب بلدي، إن الاستهداف الأخير لسيارة عسكرية، جرى تحديد مصدره، وهو تل أبو سعد في كنسبا، و”جرى التعامل مع المصدر”.
وبحسب “أبو خالد الشامي”، اتُخذت إجراءات لتحذير الأهالي من عبور الطرق المكشوفة على تحصينات النظام، ووضعت لافتات إرشادية.
وتعتبر غرفة عمليات “الفتح المبين” المسؤولة عن إدارة العمليات العسكرية في المنطقة، إضافة إلى إدلب وريف حماة الشمالي، وجزء من ريف حلب الغربي، وتضم الغرفة “هيئة تحرير الشام” و”الجبهة الوطنية للتحرير” و”جيش العزة”.
استخدام الصواريخ المضادة للدروع ضد مناطق سيطرة المعارضة لم يقتصر على ريف اللاذقية فقط، إذ أوقعت هذه الصواريخ ضحايا مدنيين في سهل الغاب شمال غربي حماة في أثناء عملهم بزراعة أراضيهم.
كما استهدف النظام الطريق الواصل بين قرية زردنا ومعارة النعسان بريف إدلب الشمالي، خلال اليومين الماضيين، إذ باء الاستهداف الأول، في 5 من أيار الحالي، بالفشل، لأن السيارة كانت مسرعة واستطاعت الهرب، وتكرر في اليوم التالي، ليقتل امرأة ويصيب زوجها بجروح، حسب حديث مدير مركز “الدفاع المدني” في تفتناز، ليث العبد الله، لعنب بلدي.
تستخدم قوات النظام صواريخ مضادة للدروع (ATGM) من نوعي “كورنيت” الذي يصل مداه إلى ثلاثة كيلومترات، وموجه بأشعة ليزرية، و”كونكورس” الذي يبلغ مداه أربعة كيلومترات ويوجه عبر أسلاك، ويطلق كلا الصاروخين من قواعد مخصصة. |
وتخضع محافظة إدلب لاتفاق “موسكو”، الموقّع بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الذي نص على إنشاء “ممر آمن”، وتسيير دوريات مشتركة على الطريق الدولي “M4″، تبدأ من بلدة الترنبة (شرق إدلب) وحتى عين الحور (غرب إدلب) آخر منطقة تحت سيطرة فصائل المعارضة.
لكن قوات النظام وروسيا تستهدفان مناطق سيطرة المعارضة بمختلف أنواع القصف البري والجوي.
ووثق فريق “منسقو استجابة سوريا” 208 خروقات من قبل قوات النظام وروسيا لاتفاق وقف إطلاق النار، عبر قصف جوي وبري استهدف مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا.
وشهدت محافظة إدلب 101 من الخروقات، وريف حلب 28 خرقًا، وريف حماة الشمالي تعرض لـ41 خرقًا، وريف اللاذقية لـ38.
أسهم بإنجاز هذه المادة مراسل عنب بلدي في إدلب يوسف غريبي
–