بانتظار الموافقة التركية.. طلاب الكليات الطبية بلا تدريبات عملية في ريف حلب
يواجه طلاب الكليات والمعاهد الطبية في جامعة “حلب” بريف حلب الشمالي مشكلة نقص الخبرة العملية، التي تجعل تخصصاتهم دون المستوى المطلوب لتعويض النقص الحاصل بالكوادر الطبية في الشمال السوري.
أطلق طلاب الكليات والمعاهد الطبية حملة على وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان “دربونا بمشافينا“، لمطالبة إدارات المستشفيات الموجودة في المنطقة بالسماح لهم بتنفيذ التدريبات العملية ضمن تخصصاتهم الطبية.
وحمّل الطلاب إدارة “جامعة حلب في المناطق المحررة” والمستشفيات الوطنية الموجودة في المنطقة مسؤولية حرمانهم من التدريبات، كما أعلنوا أن الحملة مستمرة حتى الاستجابة لمطالبهم.
الطلاب يجهلون سبب المنع
لا يعلم أحمد العبود، طالب المعهد المخبري في السنة الثانية، سببًا لمنعه وزملائه من التدريب العملي في المستشفيات الوطنية الموجودة في المنطقة، التي تشترط الخبرة للتوظيف، “دون أن تسعى لأن تعطيك إياها، على الرغم من كونها حقًا وليست مكرمة”، على حد تعبيره.
أسامة عايش، أحد طلاب معهد التمريض، قال إن التدريبات العملية تشكل “الجزء الأهم” في مشوار دراسة الطلاب، كون المحاضرات النظرية “غير كافية لتجعلك مؤهلًا لدخول غرف العمليات وممارسة تخصصك بشكل فعال”، حسبما قال لعنب بلدي.
وأبدى أسامة استغرابه من قرار المستشفيات منع تدريب الطلاب فيها، على الرغم من السماح لهم خلال السنوات الماضية، وثناء الدكاترة المشرفين على أداء الطلاب بشكل عام، إضافة إلى الحاجة لتعويض نقص الكوادر من الطلاب المتدربين ومن دون رواتب أو أي تكاليف من قبل المراكز الصحية.
يضطر نضال عبيد، الطالب في معهد التخدير، إلى اللجوء للمحاضرات المتوفرة على موقع “يوتيوب”، والتي تتضمن بعض الشروحات للممارسة العملية لتخصصه داخل غرفة العمليات، وبرأيه لا يمكن أن يستعاض عن الممارسة العملية الفعلية، كون تخصصه من أدق التخصصات الطبية وأكثرها حاجة للتدريب المستمر، إضافة إلى عدم فعالية الدروس التي يحضرها عبر المنصات التعليمية عبر الإنترنت، حسب تقييمه.
وخرّجت جامعة “حلب”، التابعة لـ”الحكومة السورية المؤقتة”، 55 طالبًا من كلية الطب البشري و803 طلاب من معاهدها الطبية، خلال عام 2020.
ويعاني أولئك الطلبة من قلة فرص العمل، ومشكلات بالتوظيف في المستشفيات، التي تشرف عليها وزارة الصحة التركية.
لا قبول من أنقرة
محمد ياسين، رئيس “اتحاد طلبة سوريا الأحرار”، قال في حديث إلى عنب بلدي، إنه لا يوجد سبب واضح حتى الآن من قبل إدارة المستشفيات، رغم المطالبة المتكررة بحل المشكلة.
وأضاف ياسين أن هذه المستشفيات هي “ملك للشعب السوري ولخدمة أبناء الثورة”، وخاصة الطلبة في شمال غربي سوريا، “من أجل سد الذرائع عن توظيف خريجي جامعات النظام وتشجيع الطلاب على إكمال تحصيلهم العلمي في الشمال السوري”، حسبما قال لعنب بلدي.
وعلمت عنب بلدي من مصدر في مستشفى “اعزاز الوطني”، تحفظ على ذكر اسمه لعدم امتلاكه تصريحًا بالحديث إلى الإعلام، أن السبب الرئيس لمنع الطلاب من التدريب في المستشفيات العامة، “هو عدم اعتراف الحكومة التركية بالجامعات التابعة للحكومة المؤقتة في مناطق ريف حلب”.
وأشار المصدر إلى أن المسؤولين الأتراك تعللوا، بعد ضغوطات ومطالبات عديدة، بأن قرار المنع تم اتخاذه من قبل وزارة الصحة التركية في أنقرة وليس لديهم صلاحيات تخولهم تجاوزه.
وتشرف وزارة الصحة التركية على المستشفيات الوطنية الموجودة في ريف حلب الشمالي بشكل مباشر، بعد أن سيطرت القوات التركية على المنطقة بعمليتي “درع الفرات” عام 2017، و”غصن الزيتون” عام 2018.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :